عبرت تركيا عن قلقها من محاولات إضفاء الشرعية على وحدات حماية الشعب الكردية التي تعد أكبر مكونات تحالف قوات سورية الديمقراطية (قسد)، فيما اعتقلت قواتها في شرق الفرات أحد أبرز زعماء العشائر العربية في تل أبيض. وقالت وزارة الخارجية التركية إن وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو أبلغ نظيريه الروسي والإيراني سيرغي لافروف ومحمد جواد ظريف خلال الاجتماع السابع لمسار آستانة قلق تركيا بشأن «الأنشطة الإرهابية» المستمرة جراء عدم إبعاد الوحدات الكردية عن كامل الحدود التركية مع سوريا ومحاولات إضفاء الشرعية عليها.
وأضافت الوزارة أنه جرى، خلال الاجتماع الذي عقد أول من أمس عبر الفيديو، التأكيد على الالتزام بسيادة سوريا ووحدة أراضيها وتم مناقشة التطورات في سوريا، وبخاصة في إدلب وشرق الفرات، إضافة إلى العملية السياسية والوضع الإنساني وعودة اللاجئين ومكافحة فيروس «كورونا».
وتابع البيان أن جاويش أوغلو «أطلع نظيريه على» أنشطة تحقيق الاستقرار التي تنفذها تركيا في شرق الفرات بسوريا، بعد إفشال محاولات فرض أمر واقع هناك، كما أعرب عن قلقه من الأعمال الإرهابية المستمرة جراء عدم إبعاد الوحدات الكردية بشكل كامل من المنطقة المتفق عليها في اتفاق سوتشي الموقع مع روسيا في 22 أكتوبر (تشرين أول) الماضي، والمحاولات المستمرة لإضفاء الشرعية.
وكانت قمة تركية – روسية عقدت في سوتشي في 22 أكتوبر توصلت إلى اتفاق من 10 نقاط، حول انسحاب عناصر الوحدات الكردية مع أسلحتها إلى مسافة 30 كيلومترا من الحدود السورية. ووقع الاتفاق على خلفية عملية عسكرية أطلقتها تركيا في التاسع من الشهر ذاته، باسم « نبع السلام» استهدفت الوحدات الكردية.
وقال البيان إن جاويش أوغلو أكد كذلك، خلال الاجتماع، الأهمية التي توليها تركيا لتنفيذ تدابير بناء الثقة بين الأطراف السورية لضمان «تقدم صحي» للعملية السياسية، وجدد التأكيد على دعم تركيا جهود مجموعة العمل المعنية بالمعتقلين والمفقودين بسوريا، الجارية بمشاركة خبراء من الأمم المتحدة ولجنة الصليب الأحمر الدولية، ومواصلة الجهود اللازمة بخصوص عودة اللاجئين السوريين الذين نزحوا من مناطقهم بسبب الحرب ونحن على استعداد للعمل في هذا الصدد مع شركائنا في مسار آستانة.
في السياق ذاته، أجرى الرئيس التركي رجب طيب إردوغان اتصالا هاتفيا مع نظيره الإيراني حسن روحاني، عقب الاجتماع أول من أمس، تناولا خلاله التطورات في سوريا وعدد من القضايا الاقليمية إلى جانب العلاقات بين بلديهما.
من ناحية أخرى، اعتقل الجيش التركي عنيزان أحمد أبرز زعماء العشائر العربية من منزله في ريف مدينة تل أبيض، الواقعة ضمن نطاق عملية «نبع السلام» بدعوى انتمائه سابقا بمجلس العشائر التابع لـ«قسد».
وقالت مصادر مقربة من عائلة الشيخ عنيزان لوكالة الأنباء الألمانية إن 6 سيارات تابعة للجيش التركي في مدينة تل أبيض، بينها سيارة مدرعة، قدمت إلى منزل الشيخ عنيزان، 75 عاماً، في قريته مشرفة الشيخ أحمد (7 كم شرق مدينة تل أبيض) واقتادته إلى التحقيق، الذي قد يطول بسبب فرض تركيا حظرا للتجول لمدة أربعة أيام اعتباراً من صباح أمس وحتى صباح الاثنين المقبل.
وأشارت المصادر إلى أن الشيخ عنيزان، الذي يعتبر أحد أبرز شيوخ العشائر العربية في سوريا وشيخ قبيلة النعيم العربية في محافظة الرقة، غادر قريته بعد إطلاق الجيش التركي وفصائل المعارضة السورية الموالية له عملية «نبع السلام» في 9 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، ودخول تلك القوات الأراضي السورية وعاد إلى منزله منتصف شهر مارس (آذار) الماضي.
وذكرت المصادر أن شيوخ عشائر ووجهاء مناطق شرق سوريا يتعرضون لمضايقات كثيرة من فصائل المعارضة السورية الموالية لتركيا، وقوات سوريا الديمقراطية (قسد) وأن التهم التي توجه لهم من قبل تلك الفصائل هي التعامل مع «قسد» وكذلك الأمر بالنسبة لقسد التي تتهم بعض الوجهاء بالتعامل مع الحكومة السورية.
المصدر: الشرق الأوسط