اقدم مسؤول الإغاثة والتنمية في بلدة معارة النعسان شمالي غربي إدلب على اقتطاع نصف المساعدات التي قدمتها جمعية إغاثية تركية الى أهالي البلدة تحت حجة “دعم التنمية” للمنطقة التي تسيطر عليها هيئة “تحرير الشام” وتديرها حكومة الإنقاذ المشكلة من قبلها.
وقال مصدر مطلع ل”المدن”، إن الجمعية الإغاثية التركية قامت قبل ثلاثة أيام بتوزيع قسائم نقدية على سكان القرية والنازحين فيها، بقيمة 700 ليرة تركية. وأضاف أنه “بعد خروج الجمعية فرض مسؤول الإغاثة في البلدة على المستفيدين التخلي عن نصف المبلغ لصالح دعم التنمية التي تقوم بها حكومة الإنقاذ في المنطقة التي تسيطر عليها تحرير الشام”.
وأوضح أن أهالي البلدة احتجوا على الإجراء، وطالبوا بتحسين الواقع المعيشي الصعب الذي وصلت إليه المنطقة، وتخفيض الأسعار لتتساوى مع مناطق سيطرة الجيش الوطني. ودفعت الاحتجاجات الهيئة على الفور لإرسال مسؤول لتهدئة السكان وفق المصدر، وقام بإعادة المبالغ المقطوعة.
وأكد المصدر أن هذه السياسة تتبعها تحرير الشام منذ زمن بعيد، لكن إصرار الجمعية على توزيع المساعدات باليدّ كشف ملابسات هذه القضية، إضافة إلى الواقع المعيشي الصعب الذي دفع سكان البلدة إلى عدم السكوت عن ذلك التصرف والاحتجاج عليه.
وتعاني مناطق تحرير الشام من فارق شاسع بالأسعار مع مناطق الفصائل المدعومة من تركيا وخاصة الوقود والمواد الأساسية الأمر الذي دفع سكان المناطق الحدودية، لامتهان التهريب، وهو ما دفع الهيئة إلى حفر خنادق في تلك المناطق منعاً للتهريب.
وتمارس تحرير الشام سياسة القطب الاقتصادي الواحد من خلال إغلاق مناطق سيطرتها بوجه التجارة المفتوحة مع تركيا، على عكس ما هو الحال في مناطق الجيش الوطني والمفتوحة على تركيا والعالم، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع الأسعار بشكل كبير مقارنة بمثيلاتها هناك، وسط تململ وغضب شعبي.
وفي وقت سابق، كشف تجار من إدلب ل”المدن”، أن الهيئة تحاول، من خلال تأسيس منظومة اقتصادية موسعة، “احتكار كامل المجال الاقتصادي في إدلب، ما يحولها إلى كانتون استهلاكي تعمّه البطالة وأكلاف المعيشة العالية”. وتحدث التجار عن أن الهيئة “تفتعل أزمات معيشية في المحافظة”، وذلك “بهدف تمكين الكيانات الاقتصادية التابعة لها والمكونة من مجموعة متنوعة من الشركات والتجار الموالين”، في السوق المحلية.
المصدر: المدن