هكذا يستقبل السوري رمضانه

آلاء العابد 

رمضان جديد يحلُ على السوريين منهم من في الداخل ومنهم من في دول الشتات على مدى عشرِ سنوات اختلفت أجواء الشهر الكريم بين السوريين اليوم، منهم من يقيم تحت سقف بيته أو في بلدٍ يحفظ له كرامته، ومنهم من يقيم داخل خيمةٍ ملفوفة بأكياس نايلون لا تقيه برد الشتاء ولا حر الصيف.

يحل شهر رمضان لهذا العام وسط ظروفٍ معيشية خانقة على جميع السوريين بأكملهم من في الداخل ومن هم في الخارج، اختلف رمضان الحالي عن السنوات السابقة اختلافاً تاماً بسبب كثرة مصاعب الحياة إذ يجد المواطن نفسه محاصراً بغلاء المعيشة والأجور المتدنية التي لا تسد جزءاً من مصاريف الحياة اليومية.

استعداداتٌ متواضعة يفرضها الواقع المعيشي لهذا العام هذا الواقع الذي لم يتخلف كثيراً عن الأعوام السابقة بل كان أكثر صعوبةً لم يختلف سوى شيء واحد مزيداً من الغلاء والذي انعكس بشكل سلبي على تفاصيل الحياة ولا سيما المواد الغذائية والسلع التي كانت في متناول الجميع

طقوسٌ رمضانية اعتاد السوريون عليها وإن بدت هذا العام على غير عادتها بدءاً بالمشروبات الرمضانية المعروفة والتمور مروراً بالمعروك السوري الذي يعتبر أهم ركائز المائدة السورية في رمضان، وصولاً إلى زينة رمضان ولو كانت بنسبة متواضعة لهذا العام بسبب ارتفاع أسعارها

اختصرت غالبية العائلات لهذا العام الكثير من لوازمها الضرورية في رمضان إلا أنها تحاول جاهدة إلى اليوم الحفاظ على تقاليد رمضان المعتادة التي اعتاد عليها الشعب السوري في بلده الأم سورية.

أزمات متعددة عاشها السورييون خلال العشر سنوات ماضية منها الحرب على بلادهم وتفشي مرض كورونا والأزمة الروسية الأوكرانية الأخيرة كلها أثرت عليهم وعلى معيشتهم وغيرت من عاداتهم في هذا الشهر الكريم فاليوم كل أسرة سورية وفي كل بيت فقدت عزيزاً لها على مائدتها الرمضانية إما شهيداً أو مغترباً وعلى الرغم بأن الداخل السوري يعيش على أموال المغتربين إلا أن هذه الأموال لم تعد تكفي ولا تعد حلاً وسط الغلاء الفاحش والجنوني بحد تعبير الناس فالأسعار في سورية توازي الأسعار خارجها بل في بعض المناطق مثل دمشق وحلب تكون أعلى فالليرة السورية انهارت مؤخراً مقابل الدولار الأميركي الذي الذي أثر سلباً على حياة المواطن السوري ووفقاً لتقارير منظماتٍ دولية فإن العائلة السورية تحتاج اليوم إلى 5 أضعاف رواتب الفرد لتعيش حياة عادية إذ حذر برنامج الغذاء العالمي بأن 90% من السوريين معرضين لخطر الجوع وهم تحت خط الفقر وهو أعلى رقم تم تسجليه منذ عشر سنوات.

إننا اليوم في شهرٍ عظيم شهر رمضان المبارك شهر الصيام والصدقات والإحسان شهرٌ تفتح فيه أبواب السماء وتضاعف فيه الحسنات وتغفر فيه السيئات وتُجاب فيه الدعوات فأملنا الوحيد أن يحمل رمضان لهذا العام الفرج والفرح والسرور لجميع السوريين.

المصدر: اشراق

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى