خرج مئات العراقيين في تظاهرات حاشدة في العاصمة العراقية بغداد، ومحافظات أخرى، احتجاجاً على الأزمة السياسية التي تشهدها البلاد، مطالبين بحسم تشكيل الحكومة والخروج من الانسداد السياسي.
وعلى مدار الأسبوع الفائت، حشد ناشطون ومدوّنون عبر وسائل التواصل الاجتماعي للتظاهر في بغداد وجنوبي العراق.
ومساء اليوم الجمعة، احتشد المئات في ساحة الفردوس وسط العاصمة، مرددين شعارات ضد أحزاب السلطة، ومنددين بصراعها على تشكيل الحكومة، وقد رفع المتظاهرون شعار “لا إطار ولا تيار.. جمعة قرار الشعب”.
وطالب المتظاهرون بالإسراع في تشكيل الحكومة، والخروج من الانسداد السياسي، متوعدين بالتصعيد في حال لم يتم حسم الملف من قبل الأحزاب المتصارعة.
وقال الناشط عدنان العيداني في حديث لـ”العربي الجديد” إن التظاهرات تأتي للتأكيد على دور صوت الشعب الذي يجب أن يكون له تأثيره في حسم الأزمة، مضيفاً أن المئات من الشباب خرجوا في التظاهرات اليوم واحتشدوا في ساحة الفردوس احتجاجاً على الصراع السياسي ومحاولة الأحزاب تحقيق المكاسب من تشكيل الحكومة.
وأكد أن “الشعب اليوم عبّر عن صوته” وأن التظاهرات والاحتجاجات ستعمّ المدن العراقية في حال عدم حسم ملف تشكيل الحكومة.
وكان منظمو التظاهرات قد أصدروا بياناً أكدوا فيه أن تظاهراتهم تأتي للاحتجاج على ما آلت إليه الأمور في البلاد من جوع وفقر وغلاء أسعار ونقص علاج وضعف التعليم وانهيار المؤسسات والفساد وغياب القانون، كنتيجة طبيعية للمماطلة في تشكيل الحكومة والصراع الدائر على المناصب.
وجرت التظاهرات في ظل إجراءات أمنية مشددة اتخذتها قوات الأمن العراقي، والتي انتشرت في محيط ساحة الفردوس والطرق المؤدية إليها.
وقال ضابط في قيادة عمليات بغداد لـ”العربي الجديد” إنّ الانتشار الأمني بدأ منذ الصباح في ساحة الفردوس، إذ إن عناصر الأمن انتشروا في الساحة لأجل “تأمين التظاهرات”، مبيناً أن “التظاهرات جرت بانسيابية عالية من دون تسجيل أي محاولات لخروجها عن السيطرة”.
وشهدت محافظات كربلاء والنجف وبابل وغيرها تظاهرات مماثلة استجابة للدعوات التي أطلقت على مواقع التواصل.
وتأتي التظاهرات في وقت تمرّ فيه البلاد في حالة جمود سياسي كامل، بعد إعلان زعيم “التيار الصدري” مقتدى الصدر وقف مباحثات تشكيل الحكومة الجديدة مع خصومه السياسيين في تحالف “الإطار التنسيقي”، الذي يضم قوى وكتلاً سياسية توصف عادة بأنها حليفة لإيران.
المصدر: العربي الجديد