دعت صحيفة “أوبزيرفر” الناتو للتفكير في خيارات متشددة لمواجهة وحشية الرئيس فلاديمير بوتين في أوكرانيا. وقالت في افتتاحيتها إن الهجمات الصاروخية على محطة قطارات كراماتورسك هو فعل بربري لا يغفر. فكم من المذابح يجب أن تحدث حتى يعترف القادة الغربيون أن استراتيجيتهم في أوكرانيا فاشلة؟ وكم من الأطفال يحب أن يقتلوا حتى يتوقف الناتو عن التعلل بالأعذار عن تقاعسه؟ وكم يحتاج جو بايدن وبوريس جونسون وأولاف شولتس لمواجهة ما لا مفر منه إما التدخل مباشرة أو الخسارة؟
وتعلق الصحيفة “هذه أسئلة خارجة عن السيطرة ومخيفة. إلا أن كل صاروخ ينفجر وكل قنبلة عنقودية غير مشروعة وقنبلة تطلقها المدافع وكل جريمة حرب ترتكب فمن الصعب تجنبها. وتم الاحتفاء بالعقوبات ضد روسيا وتزويد السلاح لأوكرانيا على أنها غير مسبوقة ونجاح ينم عن الوحدة. ويخبر (الغربيون) بعضهم البعض بالنجاح الذي حققوه، لكنها ليست فعالة”.
وتضيف أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وصم بمجرم الحرب والمنبوذ وجمدت أصوله المالية مع حاشيته التي فرض على أفرادها العقوبات. ولم تحقق روسيا أهدافها الإستراتيجية وتحول جيشها الذي فقد مصداقيته إلى حشد من الرعاع الأشرار. وأصبحت أهدافها الحربية حطاما تماما مثل ماريوبول وخاركيف ويواجه بلد بوتين على المدى البعيد أضرارا اقتصادية لا تحصى وسمعة سيئة.
ولكن بوتين كما تقول الصحيفة لا يهتم ولن يتوقف ولا توجد أية إشارة أنه سيتوقف. وفشلت جهود النوايا الحسنة والتحدث معه بعقلانية، واستخدم بدلا من ذلك الكرملين للتأخير والتكتم. كما أن التعويل على أمل تخلص المعارضة منه لا يزال مجرد أمل. وفي الوقت نفسه ينتظر الأوكرانيون الشجعان الضربة المقبلة فيما يناشد رئيسهم الغرب بمزيد من الدعم العسكري ومزيد من المساعدات ومزيد من أي شيء. وأضافت أن الأشرار الروس هم المسؤولون عن جريمة كراماتورسك، كما قال فولوديمير زيلينسكي “لم يتخلوا عن أساليبهم وتنقصهم الشجاعة والقوة لقتالنا في ساحة المعركة، وهم يقومون بتدمير المدنيين. وهذا شر لا حد له ولو لم تتم محاسبة مرتكبيه فلن يتوقف أبدا”.
وهو محق، فمن يقرأ صحيفة لا تتعرض للرقابة أو يتابع منشورا على منصات التواصل الاجتماعي يعرف أنه محق. وكل الدول الأعضاء في الناتو، عددها 30، تعرف أنه محق. لكنها ومع شجبها كراماتورسك وبوتشا وكل الفظائع الأخرى، قيل لملايين الأوكرانيين إن عليهم توقع فظائع عظيمة وهجوم شامل للقوات الروسية المعززة في شرق أوكرانيا. كل هذا يحدث والغرب يراقب ما حصل للديمقراطية الأوكرانية على يد بوتين. وأصبح خيار الشعب: انج بنفسك أو واجه الاغتصاب والتعذيب والقتل. و”بربرية كهذه لا يمكن تحملها، فمواصلة الزعيق الغربي على الهامش وتحميل بوتين العار أمر غير مقبول. وكلما تحرك بايدن سريعا توقف الجميع عن غسل أيديهم وبدأوا باتخاذ القرارات السليمة. ومع الترحيب بالتضامن الذي أظهره بوريس جونسون في كييف يوم السبت إلا أنه لن يغير من حسابات موسكو. ذلك أن بوتين يحكم عبر الخوف، وما عليكم إلا تخويفه. فهو لا يريد قتال الغرب ولا حربا عالمية ثالثة- وهو المبرر الذي يتذرع به الناتو، وهو يعرف أنه خاسر وهو ما يخيفه”.
وانتهت الصحيفة بعرض عدد من الخيارات الصعبة أمام الناتو. أولا، تدخل عسكري مباشر وخلق مناطق آمنة في غرب أوكرانيا يتجمع فيها النازحون بدلا من الهرب إلى الخارج. ويجب إخبار موسكو مقدما عن مناطق وجودها. ويجب أن تكون محمية من القوة الجوية للناتو وقوات على الأرض تستدعيها كييف. ثانيا، يجب الإعلان عن مدينة أوديسا غير المحتلة منطقة خارج النطاق، وإرسال قوات بحرية إلى المياه الدولية في البحر الأسود وتحذير روسيا لكي توقف قصف الشواطئ أو مواجهة العواقب. ثالثا، إخبار بوتين بأنه لو كررت قواته قصف المدنيين مثل كراماتورسك فستكون هدفا مشروعا للناتو. رابعا يجب توفير المقاتلات الجوية والدبابات لكييف. خامسا وقف كل صادرات الوقود الأحفوري الروسية.
و”هذه خيارات راديكالية، المخاطر فيها واضحة. ولكن الخيار الوحيد عنها هو الذبح المستمر. ولو كان الغرب جادا في وقف الحرب فهذه الأفعال والمماثلة لها هي الطريق الوحيد المتوفر”.
المصدر: “القدس العربي”