تختتم في جنيف الجولة السابعة من اجتماعات اللجنة الدستورية السورية، وسط مؤشرات على عدم إحراز تقدم يذكر في هذه الجولة أيضاً، فيما تحدث المبعوث الأممي إلى سورية غير بيدرسن عن خلافات كثيرة بين المشاركين في هذه الجولة.
وكانت الهيئة المصغرة للجنة الدستورية السورية أنهت، أمس الخميس، أعمال اليوم الرابع من الدورة السابعة لاجتماعات اللجنة، حيث قدم ممثلو هيئة التفاوض السورية فيها اقتراح الصياغة الدستورية لمبدأ تنظيم وعمل السلطات العامة، واستمعوا إلى ملاحظات واقتراحات الأطراف الأخرى حول هذا المبدأ، وأجابوا عليها، وفق الموقع الرسمي لـ”هيئة التفاوض السورية” التابعة للمعارضة.
ومن المقرر أن تجرى، اليوم الجمعة، “مراجعة المبادئ الدستورية الأربعة التي طرحت خلال هذه الدورة، ومناقشتها من جديد، والاطلاع على التعديلات التي طلبتها الأطراف، ومن ثم تقييم هذه التعديلات، وإمكانية التوافق عليها من جديد”، وفق الموقع.
وجرت خلال الأيام الأربعة الماضية مناقشة صياغات مقترحة لأربعة مبادئ دستورية، هي:
مبدأ أساسيات في الحكم، قدّمه ممثلو هيئة التفاوض السورية.
ومبدأ هوية الدولة قدّمه عدد من أعضاء وفد المجتمع المدني.
ومبدأ رموز الدولة، تقدّم به وفد النظام السوري.
وأخيراً، مبدأ تنظيم وعمل السلطات العامة، تقدّم به وفد هيئة التفاوض السورية.
وفي ختام هذه الجولة، من المقرر أن يعقد بيدرسن مؤتمراً صحافياً بعد ظهر اليوم، إضافة الى مؤتمر صحافي آخر يعقده رئيس وفد المعارضة هادي البحرة.
بيدرسن: خلافات كثيرة
وخلال إحاطة له أمام مجلس الأمن أمس الخميس، وصف بيدرسن سورية بأنها “أخطر أزمات العالم”، موضحاً أن مناقشات الجولة السابعة من اجتماعات لجنتها الدستورية بجنيف “تشهد خلافات كثيرة”. وأكد المبعوث الأممي في إفادته عبر الانترنت أن “هناك خلافات كثيرة، والمناقشات الدائرة حالياً في اجتماعات اللجنة لم تكن سهلة، لكن من الممكن التوصل إلى نقاط مشتركة إذا توفرت الإرادة لذلك”، وفق تعبيره.
وحثّ جميع الأطراف على “اتخاذ تدابير لعكس الاتجاهات السلبية، وتوسيع المساعدات عبر الخطوط والحدود”، معتبراً أن “هناك الكثير الذي يمكن للحكومة السورية والأطراف الخارجية تقديمه بشأن معالجة المشاغل المتعلقة بملف اللاجئين والنازحين”، وفق وكالة “الأناضول”.
ويشارك في اجتماع اللجنة الدستورية السورية في جنيف أعضاء “المجموعة المصغرة” المسؤولة عن صياغة الدستور، والمكونة من 45 شخصاً، 15 يمثلون النظام، و15 المعارضة، و15 منظمات المجتمع المدني.
دعم روسي للنظام
إلى ذلك، قال الممثل الخاص للرئيس الروسي لشؤون الشرق الأوسط وبلدان أفريقيا نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف إن موسكو أبدت ارتياحها لأول زيارة منذ عشر سنوات لرئيس النظام السوري بشار الأسد إلى الإمارات.
ووصف بوغدانوف، في تصريح لموقع “روسيا اليوم”، الزيارة بأنها “اختراق سياسي ونفسي في العلاقات بين سورية ودولة عربية مهمة للغاية، ونحن نقف مع عودة سورية كدولة مؤسسة لجامعة الدول العربية إلى العمل النشط في إطار هذه الجامعة والعودة إلى الأسرة العربية”.
وبحسب بوغدانوف، فإن هذا الأمر مفيد بالنسبة لجميع دول المنطقة، معتبراً أن “الوضع في سورية من الناحية الأمنية أصبح أفضل بكثير، ولكن تبقى هناك المشاكل الاقتصادية المرتبطة بالضغط والابتزاز الغربي”، وفق قوله.
وفي السياق أيضاً، قالت مندوبة الإمارات العربية المتحدة لدى الأمم المتحدة لانا زكي نسيبة إن “استقرار سورية ركيزة أساسية من ركائز الأمن العربي”، مشددة على رفض بلادها أي تدخل خارجي في شؤون سورية الداخلية. وأضافت نسيبة، في كلمة خلال جلسة بمجلس الأمن الدولي اليوم نشرتها البعثة الإماراتية عبر موقعها على الإنترنت: “نشدد على أهمية تعزيز التعاون بين مجلس الأمن والجامعة العربية لإيجاد حلول عربية للأزمات العربية، بما في ذلك الأزمة في سورية”. وأكدت “الحاجة الملحة لإيجاد حلول ملموسة وفعالة تنهي الأزمة في سورية عبر تبني منهج عملي ومنطقي”.
ولفتت إلى أن زيارة رئيس النظام السوري بشار الأسد إلى الإمارات جاءت في إطار توجه الأخيرة لما سمّته “إيجاد حلول دبلوماسية للأزمات، ونداءنا بأهمية وجود دور عربي فعال لبحث سبل حلّ الأزمة في سورية بدل الاكتفاء بإدارتها”.
من جهته، رأى مندوب النظام السوري لدى الأمم المتحدة بسام صباغ أن “إعادة الأمن والاستقرار إلى سورية تستلزم تخلي الغرب عمّا سمّاه سياساته العدائية، “ووقف دعمه ورعايته الإرهاب، وإنهاء الاحتلال الأجنبي، ورفع الحصار الاقتصادي الخانق، ودعم جهود تحقيق التنمية وإعادة الإعمار”. وأكد التزام نظامه “بحل سياسي قائم على حوار وطني سوري، وعملية سياسية بقيادة وملكية سورية من دون أي تدخل خارجي”.
أما مساعد الأمين العام لجامعة الدول العربية حسام زكي، فقد عبّر عن تطلع الجامعة لأن يسهم مؤتمر بروكسل السادس في دعم مستقبل سورية والمنطقة، مشيراً إلى أن “الأزمة السورية لن تكون بمنأى عن تأثير الصراع المتفاقم في أوكرانيا”.
وفي كلمة ألقاها أمام مجلس الأمن الدولي، أوضح زكي أن “الأزمة الإنسانية في سورية لن تجد طريقها إلى الحل، سوى عبر تسوية سياسية شاملة تستند إلى التطبيق الكامل لقرار مجلس الأمن رقم 2254، وتحقيق التطلعات المشروعة للشعب السوري في تحديد مستقبله بحرية”.
الائتلاف يدعو لطرد النظام
وفي المقابل، وجّه رئيس الائتلاف الوطني السوري سالم المسلط رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، طالب فيها بطرد نظام الأسد من الأمم المتحدة وجميع المنظمات الدولية، وأعرب عن تأييده قرار الجمعية العامة بخصوص إدانة العدوان الروسي على أوكرانيا.
واعتبر المسلط في رسالته، بحسب ما ذكر موقع “الائتلاف”، أن ما تقوم به روسيا في أوكرانيا اليوم تمارسه في سورية منذ سبع سنين، حيث “دعمت نظام الأسد في استهداف الأسواق والمناطق السكنية والمشافي والأفران، وقتل عشرات الآلاف من الأبرياء، وتهجير الملايين من السوريين”.
وأدان المسلط تصويت نظام الأسد ضد مشروع القرار الذي تبنته الجمعية العمومية للأمم المتحدة حول إدانة العدوان الروسي على أوكرانيا، وقال إن هذا الموقف المشين من تأييد غزو النظام الروسي أوكرانيا وإرهاب شعبها ينسجم مع طبيعة نظام الأسد وممارساته بحق الشعب السوري.
المصدر: العربي الجديد