نقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” عن مسؤولين أميركيين أن السلطات في روسيا وضعت قائد إحدى وحدات الاستخبارات قيد الإقامة الجبرية، مع بدء تبادل الاتهامات بين قادة الاستخبارات والدفاع وغضب الرئيس فلاديمير بوتين جراء تصاعد تكلفة الحرب الروسية على أوكرانيا وتباطوئها.
وقال المسؤولون إن تقارير موثوقة تشير إلى أن موسكو وضعت قائد الوحدة المعنية بأوكرانيا داخل وكالة “إف إس بي” رهن الإقامة الجبرية، وهي إحدى وكالات الاستخبارات الروسية الأساسية التي خلفت جهاز “كيه جي بي” الشهير في الحقبة السوفياتية.
ويقول المسؤولون الأميركيون إن التوتر تصاعد بين وكالات الاستخبارات والدفاع في روسيا بعد أن تحوّلت الحملة التي توقعت موسكو أن تكلل باستيلاء سريع على العاصمة الأوكرانية إلى مستنقع مكلف ومحرج.
وذكرت المصادر ذاتها أن وكالات الاستخبارات الروسية غالباً ما تتجنب إخبار رؤسائها بالأخبار السيئة، وهي ربما عززت آراء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن أوكرانيا دولة مختلة وظيفياً وستنهار قيادتها بسرعة.
وبالرغم مما نقلته الصحيفة من أنباء عن توقيف “مسؤول واحد على الأقل” في وكالات الاستخبارات، فقد ذكرت أن المسؤولين الأميركيين لا يرون في هذه التطورات “تهديداً مباشراً على قبضة بوتين الحديدية على السلطة”، غير أنهم يراقبون هذه التوترات عن كثب.
وكانت صحيفة “التايمز” البريطانية قالت في وقت سابق، إن الرئيس الروسي أمر بإلقاء القبض على قادة من أجهزة الاستخبارات الروسية. ونقلت الصحيفة عن مصادر متعددة تأكيدها اعتقال رئيس فرع المخابرات الخارجية في جهاز الأمن الروسي سيرغي بيسيدا، مع نائبه أناتولي بوليوخز، وأنهما وُضعا قيد الإقامة الجبرية.
وقال الخبير في أجهزة الأمن الروسية أندريه سولداتوف للصحيفة، إن مصادر من داخل جهاز الأمن الفيدرالي أكدت احتجاز المسؤولين.
كما أكد الناشط الحقوقي الروسي فلاديمير أوسيشكين الاعتقالات، مشيراً إلى أن ضباط جهاز الأمن الفيدرالي أجروا عمليات تفتيش شملت عدداً من زملائهم المشتبه في اتصالهم بالصحافيين. وأوضح أن ضباط جهاز الأمن الفيدرالي أجروا عمليات تفتيش في أكثر من 20 عنواناً حول موسكو، لزملائهم المشتبه في اتصالهم بالصحافيين.
ورأى أن القبض على هؤلاء الضباط يشير إلى غضب الرئيس الروسي المتزايد تجاه أجهزة المخابرات، التي يتهمها بتقديم معلومات كاذبة بشأن الوضع في أوكرانيا، حيث فهم بوتين أنه قد تم تضليله.
ويترأس بيسيدا (68 عاماً) فرع “الدائرة الخامسة” من المخابرات الروسية وهو المسؤول عن جمع المعلومات الاستخبارية في أوكرانيا، أما نائبه بوليوخ (66 عاماً) فهو مسؤول عن قسم المعلومات التشغيلي.
وقال سولداتوف إنه في هذا الأسبوع اتضح أن التقارير النهائية التي أصدرها مكتب الأمن الفيدرالي عن أوكرانيا -والتي اتخذ الرئيس الروسي قرار الحرب بناءً عليها- كانت “غير صحيحة”. وأكد أن تقييماتهم للدعم الشعبي الأوكراني للعملية العسكرية الروسية ومدى مقاومة البلاد كانت “خاطئة بشكل كبير”.
المصدر: المدن