قال بشار الأسد رئيس النظام السوري، إن “الحرب” التي تشهدها سوريا هي امتداد لمرحلة الثمانينيات، مشيراً إلى أن الجيل بحاجة لمعرفة مرحلة “الإخونجية”، دون التطرق إلى المجزرة التي ارتكبها جيش النظام بحق المدنيين في حماة بتلك المرحلة.
جاء ذلك في خطاب ألقاه بشار الأسد، الخميس، بمناسبة عيد المعلم، وفق وكالة أنباء النظام السوري “سانا”.
وقال رئيس النظام إن “الربط بين المنهاج والدروس المستفادة من كل المفاصل الوطنية التي مرت بها سوريا.. نحن نعطي معلومات عن الأكاديين والآشوريين والبابليين والعموريين والفينيقيين وصولاً إلى الاستعمار الحديث وخاصة الفرنسي والبريطاني ولكن أهم مرحلة تعني هذا الجيل اليوم تعنيه بشكل واقعي هي مرحلة الإخونجية.. الإخوان المسلمون في الثمانينيات عندما قاموا بعمليات إرهابية”، بحسب تعبيره.
وادعى أن “تلك المرحلة هي التي أسست للحرب التي نتعرض لها اليوم.. كيف يمكن أن نطلب من هذا الطالب الذي سيكون مواطناً في المستقبل أن يكون لديه وعي وطني ونحن لا نشاركه بالتجارب الوطنية لا يوجد ربط”.
وأشار إلى أنه “لا يعرف (الطالب) ما العلاقة بين هذه الحرب وتلك الحرب التي شنت في الثمانينيات لا يعرف حتى عن بدايات هذه الحرب فإذا هذه التجارب الوطنية المهمة يجب أن تكون جزءاً أساسياً من المنهاج ومن تأسيس الوعي الوطني في المستقبل”.
40 عاماً على مجزرة حماة
ومنذ 40 عاماً ارتكب نظام حافظ الأسد بمشاركة أخيه رفعت الأسد مجزرة حماة، والتي امتدت على مدار 27 يوماً (منذ الثاني من شباط عام 1982 حتى مطلع آذار) حيث أغلقت المدينة بالكامل بوجه المدنيين، وطُوقت بالدبابات والمدرعات ومدفعيات الميدان، وحوصرت بآلافٍ من جنود الأسد بحجة البحث عن عناصر من الإخوان المسلمين الذي كان يعارضون النظام.
وفي 23 من شباط الماضي، قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان في تقرير لها إن الذكرى الأربعين لمجزرة حماة 1982 تتزامن مع عودة رفعت الأسد إلى سوريا، مشيرة إلى أن هيئات الأمم المتحدة خلت من أي إشارة إلى المجزرة على الرغم من أن جرائم القتل والاختفاء القسري تشكل جرائم ضد الإنسانية.
وأكّد التقرير أن إحياء ذكرى المجازر الضخمة، والتي سبقت اندلاع الثورة في آذار 2011 وما زال أثرها ممتداً حتى الآن يعتبر جانباً مهماً من كشف جزء من الحقيقة ومن الدفاع عن حقوق الضحايا وفضح مرتكبي الانتهاكات.
وقال إن الإحصائيات الواردة فيه هي إحصائيات تقديرية وليست بيانات لجميع الضحايا، لكنها مستندة إلى قسم كبير من البيانات، موضحاً وجود بيانات لقرابة 3762 مختفياً قسرياً من أبناء مدينة حماة، إضافة إلى بيانات لقرابة 7984 مدنياً تم قتلهم. إلا أن التقديرات تشير إلى مقتل ما بين 30 إلى 40 ألف مدني، إضافة إلى نحو 17 ألف مفقود.
المصدر: موقع تلفزيون سوريا