تستضيف تركيا الخميس مفاوضات بين وزير الخارجية الروسية ونظيره الأوكراني على هامش منتدى أنطاليا، في أول لقاء على مستوى وزراء الخارجية بين الطرفين الروسي والاوكراني منذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا في 24 شباط/فبراير، فيما حددت روسيا أربعة شروط لوقف الحرب فوراً.
وقال وزير الخارجية التركية تشاووش أوغلو في بيان الاثنين، إن “وزيري الخارجية الروسية سيرغي لافروف والأوكرانية دميترو كوليبا اتفقا على عقد لقاء خلال منتدى دبلوماسي يعقد في أنطاليا”، مشيراً إلى أن “كلا الوزيرين طلبا حضوري في اللقاء ليكون اجتماعاً ثلاثياً”.
وأضاف أن هذا الاجتماع يأتي “بناءً على مبادرات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وجهودنا الدبلوماسية المكثفة”، وأعرب الوزير التركي عن أمله في أن يكون الاجتماع الثلاثي المرتقب بداية مرحلة جديدة ونقطة انطلاق نحو إحلال السلام والاستقرار في المنطقة.
وأعرب ممثل روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة في جنيف غينادي غاتيلوف عن دعمه لعقد وزيري الخارجية الروسية والأوكرانية اجتماعاً في منتدى أنطاليا الدبلوماسي الثاني الذي سيعقد من 11 إلى 13 آذار/مارس. وقال غاتيلوف: “أي مفاوضات واجتماع بين الوزيرين أمر جيد”، ووصف إبقاء تركيا مجالها الجوي مفتوحاً أمام الطائرات الروسية بأنه “موقف جيد”.
وكان أردوغان قد دعا إلى وقف شامل وعاجل لإطلاق النار في أوكرانيا أثناء مكالمة هاتفية الأحد مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، وفق ما أفاد مكتب إردوغان. بدوره، قال الكرملين في بيان عقب المكالمة، إن بوتين أبلغ أردوغان استعداد روسيا للحوار مع أوكرانيا والشركاء الأجانب. وأضاف أن “العملية العسكرية” في أوكرانيا تسير وفقاً للخطة الموضوعة والجدول الزمني ولن تتوقف إلا إذا أوقفت أوكرانيا القتال وجرى تلبية مطالب موسكو.
وساطة الصين
وإلى جانب تركيا، أعلنت الصين عن استعدادها للتوسط بين الجانبين الروسي والاوكراني. وقال وزير الخارجية الصينية وانغ يي الإثنين، إن الصداقة بين بكين وموسكو ما زالت “قوية جداً” رغم الإدانة الدولية للهجوم الروسي على أوكرانيا.
وأضاف وانغ يي خلال مؤتمر صحافي سنوي إن “الصداقة بين الشعبين متينة جداً وآفاق التعاون المستقبلي للجانبين واسعة جداً”، مضيفاً أن الصين سترسل مساعدات إنسانية إلى أوكرانيا وهي “على استعداد للعمل مع المجتمع الدولي للقيام بالوساطة اللازمة”.
وتابع أن العلاقات الصينية-الروسية هي “العلاقة الثنائية الأكثر أهمية في العالم إذ من شأنها أن تفضي إلى السلام والاستقرار والتنمية في العالم”، معتبراً أن اتفاق الشراكة قبل شهر “يظهر للعالم بشكل واضح ولا لبس فيه”، وأن البلدين “يعارضان إحياء عقلية الحرب الباردة وإثارة مواجهات أيديولوجية”.
وتجد بكين نفسها في وضع دبلوماسي صعب منذ بدء الحرب في أوكرانيا، إذ رفضت إدانة موسكو حليفتها المقربة، بعدما روجت قبل شهر لشراكة استراتيجية “لا حدود لها” بين البلدين.
وقال وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل قبل أسبوع في مقابلة مع صحيفة “إل موندو” الإسبانية إن الصين يجب أن تتوسط في محادثات سلام مستقبلية بين روسيا وأوكرانيا لأن القوى الغربية لا تستطيع القيام بهذا الدور.
4 شروط روسية
وتأتي الوساطة التركية والصينية فيما حددت روسيا أربعة شروط لوقف الحرب في أوكرانيا. وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف الإثنين إن روسيا أبلغت أوكرانيا بأنها مستعدة لوقف عملها العسكري “في أي لحظة”، إذا استجابت كييف للشروط.
ولفت بيسكوف في حديث إلى وكالة “رويترز” إلى أن “روسيا تطالب أوكرانيا بوقف العمليات العسكرية، وتعديل دستورها لتكريس الحياد والاعتراف بأن شبه جزيرة القرم أرض روسية، وكذلك الاعتراف بجمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الانفصاليتين”. وأشار بيسكوف إلى أن أوكرانيا على علم بالشروط، “وقيل لهم إن كل هذا يمكن أن يتوقف في لحظة”.
وكان العضو في الوفد الاوكراني الذي يجري مفاوضات مع روسيا دافيد أراخاميا قال الاحد، إن الجانبين بدآ مناقشات جادة حول عدد من الموضوعات. وأضاف أراخاميا أن وضع شبه جزيرة القرم وجمهوريتي دونباس قضية صعبة، بحسب وكالة “سبوتنيك” الروسية.
من ناحية أخرى، قالت محكمة العدل الدولية إنها ستعلن “بأسرع ما يمكن” قرارها بشأن دعوى أقامتها أوكرانيا طالبة إصدار حكم عاجل بأن توقف موسكو عملياتها الحربية في أراضيها فوراً.
واختتمت محكمة العدل الدولية وهي أعلى محكمة تابعة للأمم المتحدة، جلسات نظر القضية عصر الإثنين، بعد أن قاطعت روسيا الجلسات التي تعقد في لاهاي.
المصدر: المدن