لا للطائفية || وإن أوغل الطائفيون بالقتل

أحمد العربي

 النظام يتصرف طائفياً منذ بداية الثورة… والشعب السوري لم يتورط بالرد الطائفي. إلا ما ندر.. وأخيراً ظهرت مؤشرات للطائفية.. هي ضد الثورة وانحراف عنها.

 أولاً. الطائفيه بالتعريف.هي الولاء لجماعة دينية أو مذهب واعتباره أصل الانتماء والعيش والتصرف.وهو هنا (يلغي الوطنية). ويحكم العلاقة الاجتماعية وكل تبعاتها. لذلك يكون الانتماء لدين أو طائفة أو مذهب او عشيرة او اثنيه ليس مشكلة بحد ذاته، فهو أصل الوجود الاجتماعي لنا كلنا. المشكلة في الولاء لأي مكون على حساب الجماعة الوطنية. وضدها. هنا يكمن خطر الطائفية وضررها

ثانيا. الصراع الطائفي يقوم على اعتبار (الطائفة هي الحق وغيرها باطل).ويتم الدفاع عنها بهذه الصفة. ويتم استهداف الاخرين من غير الطائفه ككل. دون تمييز بين مقاتل او امرأة او كهل او طفل. واعتبار كل الآخرين أعداء تستهدفهم بهذه الصفة، مستبيحة حياتهم وممتلكاتهم قتلا وسبيا ونهبا . كل ما للغير مباح. من دون رجوع الى قانون او عرف او قيمة إنسانية.انها المرحلة الهمجيه من تاريخ الانسان

.ثالثا. تطورت البشرية حيث اصبح كل انسان له شخصيته الاعتبارية في دولته الوطنية. وأصبح تحت القانون بصفته الفردية وحسب أفعاله سلبا وايجابا. وحيث أصبح هناك دولة تمثل الجماعة الوطنية. و تحتكر العنف وتتصرف به وفق القانون والحق. ومن خلال توافق اجتماعي. وان التصرف فردي والعقوبة فردية. والمسؤوليه على من قام بالفعل فردا أو أكثر. وان كرامة وحرمة دم اي انسان .هي من كرامة وحرمة الوطن بكل ابنائه….

.رابعا. إن ثورتنا أساساً ضد نظام استبدادي .اعتمد على عصبة عائلية تمتد في بنية طائفية و(مستغلة) للطائفة العلوية .حيث احتكرت لهم اغلب الجيش والأمن ومراكز الدولة الأساسية.واعطتهم فرصة للاثراء من خيرات الشعب والبلد من غير وجه حق.واعطتهم فرص الفساد. وبنت من اغلب الطائفة وبعض الانتهازيين مرتزقة يستفيدوا من النظام. ويكونوا اداته في حمايته وظلم الشعب وقتله بعد حين..

 خامسا. اعتمد النظام على شعارات قومية واشتراكية. ليغطي طائفيته وظلمه للشعب وغطى نفسه بقضية فلسطين والمقاومة. وتحالف مع إيران .وساهم في بناء حزب الله. واستخدمه في لبنان على أرضية طائفية تحالف (شيعي -علوي). وتصرف على الارض على هذا الاساس ولكن بشعارات قومية ومقاومة..الخ..

.سادسا. ان النظام المستبد المجرم  ومنذ أول يوم للثورة السورية تصرف على قاعدة رفض حق الشعب بالحرية والكرامة والعدالة وبناء دولته الديمقراطية. واعتبرها ثورة ستسقط النظام وتلغي مجموع مكتسبات العصبة واغلب الطائفة. لأنها تطال حزب الله لمصالح إيران في المنطقة. واعتبر أن الطائفتين العلوية والشيعة مستهدفتين.ولذلك جيشهم وطوعهم عنده. حتى يتورطوا أكثر في الدم السوري. ويصبح لكل منهم ثأر شخصي. ويدفع العلويين و الشيعة لاعتبار معركتهم معركة وجودهم في مواجهة الشعب السوري. واستهدفوا (السنة) .واتهموهم بالتطرف وانهم ضد الاقليات الاثنية والمذاهب الأخرى وضد المسيحيين محاولا جرّهم لمعركته وأنها ضد المتطرفين. وطمس حقيقة الثورة. انها ثورة وطنية ديمقراطية ضد نظام استبدادي طائفي يقتل شعبه و يستعبده…

.سابعا. إن النظام تصرف طائفياً وبشكل وحشي .طال كل الشعب الثائر .قتل وجرح واعتقل مليون و مئات الالاف وشرد الملايين .ودمر اغلب البلد. واستعمل السلاح الكيماوي و الطيران والصواريخ والدبابات والمدفعية. والمجازر الجماعية تنكيلا وقتلا دون تمييز بين طفل أو كهل أو امرأة بصبغة طائفية صريحة وقذره. إن طائفية النظام وحلفائه ليست جديدة. انها في بنيته ويمارسها من اول يوم بالثورة..

ثامنا. اننا قمنا بثورتنا لاسترداد حقنا بالحرية والكرامة والعدالة والدولة الديمقراطية.بمنطق المواطنة وحق كل الشعب بالعيش الكريم في بلده .وواجهنا هذا النظام بصدورنا.وتحملنا بطشه وطائفيته.وكنا ومازلنا صوت و يد الحق والخير والحرية والعدالة. وعدم الظلم وأن نرد القتل للقاتل. ولن نكون وحوشا طائفيين. واننا متورطين (بالقتل) حماية لشعبنا وانتصارا لبناء دولته الديمقراطية. تحمي الانسان و(بصفته انسانا) وتعمل لمستقبل الجماعة الوطنية. وملغية كل تمييز. و تحررنا من العصبيات جميعها ومنها الطائفية…

.تاسعا. في المرحلة الاخيرة. بعد وضوح الخطاب والسلوك العلني الطائفي. وخاصة بعد دخول حزب الله داعما النظام ضد شعبنا .ظهر بوادر دعوة لرد طائفي حصلت بعض الأفعال.!!. لن ننجر لأي عمل طائفي. ولن نكون ضد ثورتنا ومشروعيتها وضد انسانيتنا. ولن نظلم احدا والحرب مع من يقاتلنا في الميدان.ولن نمثل في جثة. ولن نقتل مستسلم.ونحوله المحاكمة العادلة.لن نعتدي على أي حرمة. كل الاطفال اولادنا. والامهات امهاتنا .والنساء اخواتنا وبناتنا. كل مدني غير محارب محيد ومحترم …

.أخيرا نحن بثورتنا صوت الحق والشعب. لن نتورط بدم أي بريء. ولن نكون خنجراً مسموماً في ظهر ثورتنا وشعبنا…

نحن ثورة حرية الإنسان وكرامة وجوده وحرمة دمه. التي لا يحق لكل اهل الأرض مجتمعين أن يهدروها دون وجه حق…نحن ثورة الإنسان منه انطلقت وحقوقه ووجوده تمضي، وبه تنتصر…

الانسان خليفة الله بالارض… يحيا الانسان الحر المكرم من الله وفي أرضه وبين عباده..وفي جماعته الوطنية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى