قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في وقت مبكر من الخميس 24 فبراير (شباط)، إنه يريد نزع سلاح أوكرانيا وتخليصها من “النازيين الجدد”، كاشفاً عن “عملية عسكرية” في أوكرانيا.
سبق ذلك إعلان الكرملين، مساء الأربعاء 23 فبراير (شباط)، أن رئيسي الجمهوريتين المعلنتين من طرف واحد في شرق أوكرانيا، لوغانسك ودونيتسك، طلبا من الرئيس فلاديمير بوتين “المساعدة” في “صدّ عدوان” الجيش الأوكراني.
في غضون ذلك، تتعرّض أوكرانيا لـ”هجوم سيبراني كبير”، وفق ما أعلن نائب رئيس الحكومة ميكايلو فيودوروف، الأربعاء، قائلاً إن المواقع الإلكترونية الرئيسة للحكومة وموقع وزارة الخارجية تعطلت. وأوضح فيودوروف أن الهجوم بدأ بعد ظهر الأربعاء، وطال أيضاً عدداً من المصارف والمواقع الرسمية، من دون أن يحدد المسؤول عنه.
وقالت السلطات الأوكرانية هذا الأسبوع إنها رصدت تحذيرات عبر الإنترنت من أن قراصنة يستعدون لشن هجمات كبيرة على الهيئات الحكومية والبنوك وقطاع الدفاع. وعانت أوكرانيا سلسلة من الهجمات الإلكترونية التي ألقت كييف باللوم فيها على روسيا، لكن هذه الأخيرة نفت الأمر.
وجاء ذلك في وقت دعت أوكرانيا، الأربعاء، إلى تعبئة جنود الاحتياط وحضّت مواطنيها على مغادرة روسيا، بينما وافق البرلمان على طلب مجلس الأمن المحلي إعلان الطوارئ في البلاد، في ظل تفاقم المخاوف من غزو روسي وشيك وإصرار رئيس الكرملين فلاديمير بوتين على مطالبه رغم العقوبات الغربية.
لا تفاوض على المصالح
ومن جانبه، أكد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الأربعاء، أن مصالح بلاده وأمنها “غير قابلة للتفاوض”، فيما حذّرت بريطانيا من أن احتمال شن الكرملين غزواً على أوكرانيا “كبير”.
وبلغ الخوف من حدوث تصعيد عسكري على أبواب الاتحاد الأوروبي ذروته منذ اعترف بوتين، الاثنين، باستقلال منطقتين انفصاليتين مواليتين لروسيا في شرق أوكرانيا، هما “جمهوريتا” دونيتسك ولوغانسك.
وأصدر الجيش الأوكراني الأربعاء أمراً بتعبئة جنود الاحتياط بعدما أمرت روسيا قواتها بالاستعداد لدعم المناطق التي يسيطر عليها الانفصاليون في شرق البلاد.
وقالت القوات البرية الأوكرانية في رسالة على فيسبوك “سيتم استدعاء جنود الاحتياط الذين تتراوح أعمارهم ما بين 18 و60 عاماً. الدعوات ستبدأ اليوم. والحد الأقصى لفترة الخدمة هو عام واحد”.
كذلك، دعت الخارجية الأوكرانية، الأربعاء، مواطنيها إلى مغادرة روسيا في أقرب وقت ممكن خوفاً من تصعيد عسكري من موسكو.
ومن جانبها، صرّحت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس، الأربعاء، بأن هناك “احتمالاً كبيراً” بأن يشن الرئيس الروسي غزواً شاملاً على أوكرانيا ويهاجم كييف.
وبالنسبة إلى الرئيس الأميركي، جو بايدن، فإن الضوء الأخضر الذي أعطاه البرلمان الروسي الثلاثاء لدخول القوات الروسية أوكرانيا، هو “بداية غزو” للبلاد.
دفعة من العقوبات
وأكد بوتين الأربعاء في كلمة متلفزة لمناسبة يوم المدافع عن الوطن أن “مصالح مواطنينا وأمنهم غير قابلة للتفاوض بالنسبة إلينا”، متعهداً مواصلة تعزيز قدرات الجيش الروسي. وأنه “منفتح على حوار مباشر وصريح” مع الغرب “لإيجاد حلول دبلوماسية لأكثر المشاكل تعقيداً”. معتبراً أن مخاوف بلاده لا تزال “من دون أجوبة”.
ورغم نوايا موسكو المعلنة، اعتبر جو بايدن أن “الوقت ما زال متاحاً” أمام الدبلوماسية لتجنّب “السيناريو الأسوأ” في أوكرانيا ومنع صراع دموي شامل.
وعمدت الدول الغربية على الفور على إقرار دفعة أولى من العقوبات رداً على الاعتراف بالمنطقتين الانفصاليتين حيث تتواجه كييف مع الانفصاليين منذ ثماني سنوات في نزاع أسفر عن سقوط أكثر من 14 ألف قتيل. وكان أبرز تدبير اتخذ في هذا الإطار، إعلان ألمانيا تعليق خط أنابيب الغاز نورد ستريم 2 لنقل الغاز الروسي إلى أوروبا.
وفي البيت الأبيض أعلن بايدن “دفعة أولى” من العقوبات تهدف إلى منع موسكو من الحصول على أموال غربية لتسديد دينها السيادي. كما أعلنت عقوبات من الاتحاد الأوروبي واليابان وأستراليا وكندا وبريطانيا.
إلا أن هذه التدابير تبقى متواضعة مقارنة بتلك التي توعّدت بها الغرب روسيا إذا غزت قواتها أوكرانيا.
من جانبه، قال البابا فرنسيس الأربعاء إن “سيناريوهات مقلقة” تظهر في أوكرانيا تهدد “سلام الجميع”.
وأضاف البابا، في ختام لقائه العام الأسبوعي، “رغم الجهود الدبلوماسية خلال الأسابيع الماضية، تظهر سيناريوهات مقلقة بشكل متزايد. أطلب من جميع الأطراف المعنية الامتناع عن أي عمل قد يسبب المزيد من المعاناة للسكان”.
وعلى خطوط المواجهة في شرق أوكرانيا، أعلن الانفصاليون في لوغانسك، الأربعاء، أن مقاتلاً قضى بنيران قناص أوكراني، وفقا لهم. كما قتل مدني في قصف ليلي.
المصدر: وكالات/اندبندنت عربية