رحّب سكّان مناطق شمال شرق سورية الخاضعة لسيطرة “قوات سورية الديمقراطية” (قسد) بالقرار الذي صدر عن الإدارة الذاتية، والذي ألغت فيه حظر التجوّل الجزئي عن بعض المدن والبلدات، باستثناء كل من مدينة الحسكة وناحية الهول وأجزاء من محافظة دير الزور التابعة لها.
وسبّب حظر التجوّل، الذي فرضته الإدارة الذاتية، جرّاء الهجوم الذي شنّه مقاتلو تنظيم داعش على سجن الصناعة في مدينة الحسكة، مضايقات لأهالي مدينة القامشلي، بسبب الحدّ من التنقل وإغلاق المحال التجارية، الأمر الذي عاد بالضرر على البعض، فضلاً عن توقف العمّال المياومين.
وفي الخصوص، يقول علي خليل، الأربعيني المقيم في المدينة لـ”العربي الجديد”: “كان القرار صعباً، ولا سيما أنّ تداعيات حظر التجول التي فُرضت للحد من انتشار فيروس كورونا لم تنتهِ إلى اليوم. نشعر الآن بشيء من الحرية وإمكانية التنقل دون خوف. أنا ابن ريف، وأتنقل ما بين القرية ومدينة القامشلي بشكل متكرر، لا يمكنني أن أبقى حبيس الجدران”.
ومع قرار إلغاء الحظر، بادر فنانون في مدينة القامشلي إلى تنظيم أمسية غنائية في المدينة، حيث قالت كارين خليل، وهي فنانة شاركت في الأمسية، لـ”العربي الجديد”، إنها سعيدة برفع الحظر عن مدينة القامشلي، وقدّمت باقة من الأغنيات الفولكلورية، إضافة إلى أغانٍ من تأليف والدها الفنان سامر خليل وألحانه.
بدوره، قال سقراط حسن، الذي حضر الأمسية التي أقيمت مساء أمس الخميس، لـ”العربي الجديد”، إنّ “هذه الحفلة فرصة للترفيه عن النفس وكسر الرتابة والملل، الذي سيطر على حياتنا خلال أيام الحظر، فنحن نتوق إلى الفرح والغناء والرقص”.
ويتطلع سعيد عزو (43 عاماً)، وهو نازح مقيم في مدينة القامشلي، إلى ألّا يكون هناك أي حظر تجوّل جديد في المدينة، لا جزئي ولا كلّي، حيث أشار، في حديثه لـ”العربي الجديد”، إلى أنّ قرار الحظر سبّب له الكثير من الصعوبات المعيشية، بسبب إغلاق محلّه التجاري.
وأضاف: “يكفينا ما نحن فيه من مشاكل وأزمات حتى يُضاف إليها قرار الحظر، نرجو ألّا يتكرر الحظر لأي سبب كان، وأن تتحسن ظروفنا المعيشية”.
وكانت الإدارة الذاتية قد فرضت حظر التجوّل جرّاء الهجوم الذي شنّه مقاتلو تنظيم داعش على سجن الصناعة في مدينة الحسكة.
وجاء في قرار رفع الحظر الصادر يوم أمس الخميس: “يُلغى الحظر الجزئي في مناطق شمال شرق سورية، اعتباراً من 17 فبراير/ شباط، باستثناء مدينة الحسكة وناحية الهول ودير الزور، كما يُفرض الحظر الجزئي على المناطق المستثناة، حيث يبدأ حظر التجوّل من الساعة السادسة مساءً ولغاية الساعة السادسة صباحاً”.
واستثنى القرار المؤسسات الخدمية التي تتطلب طبيعة عملها الاستمرار، كالأفران والمطاحن والبلديات والمراكز الصحية.
المصدر: العربي الجديد