بين إيران ولبنان

د- عبد الناصر سكرية

يعود تاريخ التدخل الإيراني في الشأن اللبناني الداخلي إلى ما يقارب المئة عام أو يزيد. في لبنان وفي الجنوب تحديدا عدد كبير من الشيعة اللبنانيين العرب ممن ينتمون الى المذهب الجعفري العربي الطالبي..وقد برز منهم علماء دين أجلاء كثيرون حتى نشأت ظاهرة علماء جبل عامل..فكانوا على تواصل مع المراكز الدينية الشيعية في النجف العربي العراقي..وكثير منهم درس وتتلمذ على علماء النجف ..فكان التواصل والتفاعل بين الجنوب اللبناني والنجف  قائما مستمرا..

لكنه بقي  في إطاره الديني البحت لعقود طويلة..ولم يدخل حيز السياسة إلا بعد إغتصاب فلسطين وانشاء دولة الكيان الصهيوني فيها..

في المراحل الأولى كان التفاعل الديني يستهدف بث مفاهيم وتقنيات التشيع الصفوي إلى عقول وحياة الشيعة اللبنانيين..هذا التشيع الصفوي الذي كان قد تسلل الى عقول وحياة كثيرين من شيعة العراق العرب على يد رجالات دين إيرانيين كانوا يتواصلون برعاية بريطانية – مع العراق لوجود النجف والكوفة وكربلاء فيه..وقد إستطاع اؤلئك الإيرانيون تمرير مفاهيم التشيع الصفوي الى عقول بعض العلماء العراقيين ..استهدف هذا أمرين أساسيين :

الأول تقني حياتي إستهدف تضخيم مأساة كربلاء وتحويلها الى وجدان ثابت مستقر في نفوس وعقول الشيعة..ثم إعتبارها فيصلا ومعيارا للحياة وللعلاقة مع المكون العراقي الآخر أي سنة العراق.وعلى أساس هذا تم التأسيس لإحتفاليات دراماتيكية مأساوية لذكرى كربلاء ومقتل الإمام الحسين تضمنت اللطم والضرب بالسيوف وكل ما يترافق معها من تحريض على قتلة الحسين ويقصدون السنة بالعموم مع ما في ذلك من تأسيس تباعد نفسي أولا بين السنة والشيعة يمهد  لتباغض ثم لكراهية تحتمل التقاتل في أي وقت..وكان منه شتم الخلفاء ورموز أهل السنة ..

الثاني زرع مفاهيم دينية  مضللة غير صحيحة تتعلق بالجانب الديني العقيدي ومن أبرز مقوماتها إمكانية نيابة المهدي المنتظر وتوكيلها للإمام الحاكم الذي يبقى في تواصل معه يتلقى منه التوجيهات الأمر الذي يعطي للإمام الحاكم قدسية إلهية تفرض على المؤيدين الطاعة التامة والإلتزام التام..وكانت هذه الأفكار نواة أساسية لنظام ولاية الفقيه الذي يستخدمه النظام الإيراني الحالي سياسيا وثقافيا وإجتماعيا..

كانت جميع هذه التقنيات والأفكار دخيلة على المذهب الجعفري الذي يتبعه الشيعة العرب وكانت بداية ومنطلق التخريب الإيراني في المجتمعات العربية حيث يوجد شيعة عرب..

من العراق إذن إنتقلت هذه الظاهر إلى لبنان تدريجيا..بدأت بالتقنيات الإحتفالية المأساوية وتحديدا اللطم والضرب بالسيوف وإراقة الدماء ثم مجالس العزاء المتواصلة وما يتم فيها من تحريض مذهبي فتنوي تقسيمي..

فكان أن بدأ الإحتفال بذكرى عاشوراء في مدينة النبطية جنوب لبنان بهذه التقنيات المصنعة في أواخر عشرينات القرن العشرين وذلك بعد سنة واحدة من بدئها في العراق لأول مرة سنة ١٩٢٧ بتنظيم مباشر وتمويل ورعاية من الإحتلال الإنجليزي الذي كان صاحب السلطة والسلطان في العراق آنذاك..

وشيئا فشيئا تعمم بعض  هذه التقنيات الاحتفالية في الاوساط الشيعية اللبنانية وصارت مجالس العزاء  ظاهرة عامة سنوية وان بقيت محدودة الأثر في التحريض المذهبي..

إلا أن المفاهيم العقيدية الدينية لم تستطع إختراق عقول علماء الشيعة اللبنانيين لاسباب كثيرة أهمها الوعي الديني العميق لعلماء جبل عامل والإنتماء الوطني والقومي الأصيل للشيعة اللبنانيين..وهو ما كان واضحا تماما في كل المسيرة النضالية التحررية اللبنانية أولا في مواجهة النظام الطائفي الفاسد المأجور ثم في مسيرة حركة التحرر العربية منذ خمسينات القرن العشرين فكان الشيعة اللبنانيون في الصفوف القيادية الاولى لكل حركة وطنية او قومية مقاومة للعدوان الصهيوني على الأمة..

ومن المهم جداً أن نلاحظ أن كل رجال الدين الشيعة اللبنانيين الموالين لنظام الملالي الإيراني إنما هم صنائع أجهزة ذلك النظام ولا يشكلون اية مرجعية دينية للمذهب ..فيما بقي كل العلماء الحقيقيين معارضين له دينيا وسياسيا وإجتماعيا..من محمد حسن الأمين وعلي الأمين  الى محمد حسين فضل الله الى محمد مهدي شمس الدين إلى سليمان اليحفوفي وصبحي الطفيلي  وغيرهم من العلماء الوطنيين المتنورين الأجلاء..

اما التدخل السياسي الإيراني  المباشر فقد إنطلق بشكل خجول  في خمسينات القرن العشرين حينما اتى مبتعثا من إيران  إلى لبنان الأمام السيد موسى الصدر الذي استطاع خلال مدة وجيزة اكتساب ثقة اغلب الشيعة اللبنانيين فأسس فيما بعد حركة أمل الشيعية ..عمل الإمام الصدر في سنواته الأولى على ترسيخ فكرة الإنتماء الشيعي المذهبي وما يتضمن من تحويل الشيعة الى كتلة متميزة  منفصلة عن محيطها وتتخذ عصبيتها المذهبية معيارا لعلاقاتها بباقي مكونات المجتمع اللبناني..وفي غضون عدة سنوات فقط أستطاع فصل المجلس الإسلامي الأعلى وتأسيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى..وإنطلاق عمل سياسي مباشر على اساس مذهبي دعمته السلطة اللبنانية وفتحت له كل الابواب ليستمر ويتوسع..وحينما أسس حركة أمل في أوائل سبعينات القرن العشرين حظي بدعم كامل من النظام السوري الذي كان يسيطر على مجمل الحياة السياسية والأمنية في لبنان..فكانت أول ميليشيا عسكرية تشارك في الحرب اللبنانية كفصيل مذهبي شيعي منفصل عن باقي مكونات الحركة الوطنية..

إلى أن سقط شاه إيران وقام نظام الملالي فبدأ التخريب الإيراني الواسع النطاق في لبنان..إتخذ نظام الملالي لبنان قاعدة لتجريب مشروعه الشعوبي وتأسيس أركانه لينطلق بعده إلى عموم المنطقة العربية..

بعد تسلم الخميني للسلطة بعدة أشهر فقط خطف الإمام موسى الصدر بالتنسيق بين الأجهزة الايرانية والسورية والليبية حيث أخفي في ليبيا وتمت تصفيته هناك.فكانت تلك اول خطوة للبدء في مرحلة نوعية جديدة من التخريب الإيراني..

لم يكن الإمام الصدر ملائما للدور الإيراني الجديد لنظام الملالي لسببين اثنين :

ألاول ان نظام الملالي يريد سلخ الشيعة عن هويتهم الوطنية والقومية والحاقهم تماما به فيما الامام الصدر إشتغل على مذهبية شيعية في إطار وطني لبناني..

الثاني ان الامام الصدر يشكل دليلاً على إشتغال نظام ايران الشاه بالتحريض المذهبي في الوسط الشيعي وهو ما لا يريده نظام الملالي أن يظهر بإعتباره يزعم أنه نقيض ثوري إسلامي لنظام الشاه فيما هو إستمرار متعاظم لدور ايراه الشاه. ..

فلجأ الى التخلص من الإمام الصدر رغم أهميته الدينية..

وقد عمل نظام الملالي مباشرة على سلخ الشيعة اللبنانيين عن إنتمائهم الوطني وهويتهم العربية ليلحقهم فصيلا تابعا يأتمر بأمره وينفذ تعليماته فكان تأسيس حزب الله هو المنطلق لتجسيد تلك التبعية المطلوبة فعليا..وبسرعة مذهلة أنشا الحزب ميليشيا عسكرية من الشباب الشيعي تحديدا مستفيدا من أجواء التعصب المذهبي التي أرست دعائمها إيران الشاهنشاهية وتضاعفت عدوانيتها عشرات الأضعاف مع النظام الديني….فراح ينفق اموالا طائلة لتجنيد الشباب وتعميم مجالس العزاء وتصعيد تقنياتها الصفوية القائمة على اللطم والدم والتحريض المذهبي الانقسامي..فيما أعلن عن نفسه كيانا منفصلا عن الوطن اللبناني بإعلانه رسميا انه جزء من نظام الجمهورية الاسلامية في ايران..وانه يسعى لاقامة جمهورية اسلامية في لبنان..

عمل حزب الله في سنواته الاولى على تحقيق عدة أهداف ساعدته لاحقاً على إتمام دوره التخريبي في لبنان ومن ثم في البلاد العربية..

١ – تحويل التعصب المذهبي إلى تقوقع مذهبي إنعزالي معاد لمحيطه الوطني والإجتماعي  سيستخدمه لاحقاً في تنفيذ دوره العسكري في سورية تحديداً لجهة الاستعداد لقتل السوريين وتشريدهم وتدمير بيوتهم دون أي وازع بل بحماس شديد ورغبة متأصلة في الإنتقام..

٢ – استقطاب الفعاليات الشيعية الموجودة في كل مكان من العالم وخصوصاً متمولي أفريقيا والمهجر للاستفادة من امكانياتهم وعلاقاتهم الدولية..كذلك إخراج الفعاليات الشيعية اللبنانية من الجماعات الوطنية التي تنتمي اليها وإستقطابها للمشروع الإيراني وإلا الإغتيال والقمع والترهيب..

٢ – امتلاك ميليشيا عسكرية يستخدمها لقمع اية معارضة للمشروع الإيراني بالقوة والترهيب..وهو ما لجأ إليه أولا  لإسكات الاصوات الشيعية المناهضة لنظام الملالي   ثم لترهيب بقية اللبنانيين تمهيدا لتفرده بالتسلط على لبنان ليكون جزءا من النفوذ الايراني المباشر..ثم للتدخل العسكري المباشر في سورية كما حصل فور اندلاع الثورة السورية..

٣ – التنسيق الأمني والحركي مع النظام السوري وعبره للتواصل مع المجموعات الشيعية والمزارات الدينية في دمشق وغيرها..مستفيدا من رعاية تامة من قبل النظام لكافة أشكال تدخلهم الذي كان يتخذ الطابع الديني والإستيطاني عبر تاسيس الحوزات والمدارس وشراء العقارات وعقد الصفقات والمصالح التجارية مع شركاء تابعين للنظام مباشرة..

وهو ما امتد لاحقاً ليصل الى العراق واليمن ومصر وحتى بلاد المغرب العربي..

أما تحكم حزب الله بالوضع اللبناني فقد ابتدأ واضحا بالانسحاب الاسرائيلي من جنوب لبنان عام ٢٠٠٠ ونسبته وقتها لقوة مقاومة حزب الله له فيما أن المقاومة الحقيقية للاحتلال الاسرائيلي كانت مقاومة وطنية شعبية شارك فيها كل الفصائل الوطنية..

ثم كانت الخطوة التالية بالتحالف مع ميشال عون العائد لتوه من الولايات المتحدة وهو ما عرف باتفاق مار مخايل في شباط ٢٠٠٦ والذي مهد لدخول الحزب في مؤسسات الدولة كافة..

بعدها  كانت حرب تموز ٢٠٠٦ التي أعطت حزب الله زخماً وطنياً وعربياً كبيرين لا يزال يستخدمه رصيدا لتغطية عدوانه على الشعب السوري وتسلطه على لبنان تحت شعار المقاومة الواهي.

وعلى الرغم ان تلك الحرب كانت مدبرة لتكبير حجم حزب الله وتضخيم رصيده المقاوم للتغطية على دوره الامني والعسكري والثقافي المتناغم مع العدوان الصهيوني وأطماعه.. ثم تغطية تدخله السلبي في الشان الفلسطيني ..ولصرف الأنظار العربية عن المقاومة العراقية التي كانت آنذاك في اوجها ضد الإحتلالين الامريكي والايراني..إلا أن ما رافقها من تهويل اعلامي ضخم جعلها تمر وتحقق ما كان مطلوبا منها فإنطلت على كثيرين من العرب ..

كان أتفاق وقف اطلاق النار آنذاك برعاية امريكية بمثابة إتفاق كامب ديفيد لبناني ..وبموجبه التزم حزب الله بأمن حدود لبنان الجنوبية وفصل القوات  بقوة دولية وإعتراف غير معلن رسميا لكنه قائم عمليا عبر عنه صراحة نبيه بري زعيم الثنائي الشيعي حينما بدأت مفاوضات ترسيم الحدود فقال : منذ عشر سنوات ونحن نتفاوض مع اسرائيل لترسيم الحدود..مع ما يتضمنه من تنازل لاسرائيل عن الغاز والنفط البحري اللبناني..

في مقابل إدماج حزب الله في بنية النظام اللبناني ليكون شريكاً أساسياً فيه تمهيدا لتحكمه بالقرار والسلطة..وهو ما حصل بالفعل فتحولت كل مؤسسات الدولة لخدمته وتسهيل تسلطه عليها..حتى أن المؤسسات الأمنية اللبنانية التي تدعمها الولايات المتحدة وضعت بتصرفه وغطاء له ولأعماله..

كذلك إطلاق  يد الحزب بالتدخل العسكري في سورية والمنطقة – حيث تدعو الحاجة – وهو ما حصل فعليا عقب اندلاع الثورة الشعبية فكان تدخل الميليشيات الإيرانية برعاية اميركية – صهيونية ..تدخل بلغ اليمن مؤخرا..

وكانت المحطة الأخيرة في التحكم الإيراني بلبنان ،  إنتخاب ميشال عون رئيساً للجمهورية فكان عهده ولا يزال غطاء للهيمنة الايرانية على الوضع اللبناني وإتخاذ الشعب اللبناني رهينة بيده ليلتحق بنظام الملالي ويكون قاعدة لانطلاق عملياته التخريبية في عموم البلاد العربية..

ولم يكن هذا الترتيب الأميركي ليتم لولا نجاح الحزب في تأدية مهماته المطلوبة في سورية وأولها قتل وتهجير وتشريد أكبر عدد ممكن من ابناء الغالبية السورية التي تشكل قلقا بالغا للعدو الصهيوني لعجزه عن استيعابها أو التحكم بها وصهرها في بوتقته ..

وعلى الرغم من إنهيار الدولة في لبنان وانهيار كافة مقوماته الحياتية والاقتصادية والسياسية يبقى الإصرار الإيراني على التحكم والإستفراد بكل شيء حتى لو كانت النتائج تدميرا وتهجيرا .بل إن هذا ما يريده ويعمل عليه..كما أكدت عليه جريمة تفجير مرفأ بيروت .

والخلاصة أن العدوان الإيراني الراهن على عدة بلدان عربية لم يكن ليتحقق ويستمر دون رعاية وتسهيل بل وإتفاق مع الثنائي الأمريكي – الصهيوني..وضمنا كل اركان النظام العالمي المجرم الفاسد..

أما أبرز أهداف العدوان الإيراني فتمثلت في  إحتلال المشرق العربي وتأسيس امبراطورية فارسية جديدة عبر  تدمير الحواضر المشرقية تحديدا وتهجير او قتل اكبر عدد ممكن من سكانها والعمل على تغيير هويتها العروبية التاريخية في أخطر عملية تغيير ديمغرافي سكاني حضاري شهدتها البلاد العربية عبر كل مراحل التاريخ..تفرغ المجتمعات العربية من مقومات مناعتها وإمكانيات مناهضتها للعدوان الأميركي الصهيوني على الأمة كلها وتمهد لتحول دولة الكيان الغاصب الى المدير التنفيذي العام للمنطقة ..وبقاء شعوبها مقموعة مضطهدة مسحوقة بالهم المعيشي والتناقضات الطائفية والمذهبية والعرقية مستنزفة بصراعاتها المسلحة وحساسياتها الشكلية العابرة ..بما يعني تفكيك بنيتها التاريخية وبقاؤها مغلوبة لعقود طويلة مقبلة..تتحكم بمصائرها قوى العدوان الأجنبي جميعها..

يستطيع النظام الديني في إيران تحقيق عشرات الأهداف التخريبية في الجسم العربي مما لا تستطيعه اسرائيل حتى لو إحتلت عسكريا كل البلاد العربية..

فما العمل إذن ؟

حيث ان العدوان الايراني يعمل بالتكامل مع العدوان الصهيوني وليس بالتناقض معه ؛

ينبغي على أي حديث عن مواجهة العدوان الإيراني أن يكون جزءا من عمل وطني عربي توحيدي شامل وليس في نطاق مذهبي منفعل باي حال من الأحوال..

إن أية ردود مذهبية على المشروع الايراني تخدمه ولا تضره..ينطبق هذا على لبنان كما على كل بلد عربي آخر..

ينبغي الإستفادة من الوجود المسيحي التاريخي المتميز في لبنان وتوظيفه في إطار مواجهة وطنية للتسلط الفارسي ..

وحيث إن النظام الرسمي العربي تائه في فهمه لأبعاد العدوان الايراني وتكامله مع الصهاينة ؛ ونظراً لغياب أية رؤية إستراتيجية عربية أو مشروع عربي جامع ؛  فلا بديل عن مواجهات شعبية شاملة لذلك العدوان الذي تسلل في غفلة منا الى عمق مجتمعاتنا مستغلا قضية فلسطين التي بات يشكل خطرا عليها وعلى تكاملها مع وحدة المصير العربي بعزل شعب فلسطين عن محيطه العربي

مستفيداً من الغياب الرسمي وعذاب الوجدان الشعبي العربي مما آلت إليه مصائر القضية وأحوالها..

إن المواجهة الشعبية المطلوبة لم ترتق بعد الى مستوى الأخطار القائمة.مطلوب من كل القوى والفعاليات الوطنية في كل بلد عربي تجاوز خلافاتها وفئويتها الحزبية والشخصانية و الإلتحام الميداني لمواجهة العدوان المشترك اعلامياً وثقافياً وسياسياً وأخلاقياً أيضاً..

مطلوب تركيز الجهود البحثية والفكرية والثقافية في تعرية أساليب العدوان ووسائله في كل ميدان وكشف تكامله مع أهداف العدوان الصهيوني..وتعزيز مقومات البقاء والصمود والمناعة في الإنسان العربي…مطلوب حشد كل مراكز الأبحاث والدراسات والاعلام ذات التوجهات الوطنية لإعطاء الأولوية لهذا الهدف..وفي ذات الوقت مطلوب من جميع الوطنيين بكل توجهاتهم الاسلامية والقومية واليسارية والليبرالية تشكيل أوسع جبهة شعبية لمواجهة العدوان المشترك الصهيوني – الصفوي  على الأمة العربية ..قبل أن يتمكن العدوان من بنياننا أكثر فأكثر فيفككه ويحيل إنسانه إلى متلق منهك عديم الفعالية ينتظر حلولا ممن يسمى المجتمع الدولي وهو الذي يساند العدوان ويرعاه.

إن أية جهود لمواجهة العدوان الإيراني منفصلة عن رؤية شاملة للصراع الوجودي على كل البلاد العربية الذي تقوده اميركا وقاعدتها المتقدمة في فلسطين المحتلة إنما هي إضاعة للوقت وهدر للجهود والطاقات وسيستفيد منها الغوغائيون الذين يتحدثون عن ضياع البوصلة فيتعامون عن الخطر الايراني بحجة أولوية قضية فلسطين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى