قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس إن الولايات المتحدة لا تشجع إقامة علاقات دبلوماسية مع نظام بشار الأسد، مضيفاً أن الدول العربية التي تطبّع مع الاسد “لديها حرية في اختيار مسارها الدبلوماسي”.
وأضاف برايس في حديث مع قناة “الحرة” الأميركية أن “هذا ليس الوقت لإعادة تأهيل نظام الأسد.. هذا النظام لا يمكن تأهيله نظراً لما قام به بحق شعبه”.
وتابع أن الخارجية الأميركية لا تشجع على إقامة العلاقات الدبلوماسية مع نظام الأسد وتعتقد “أن السلوك الذي أظهره النظام بما في ذلك الوحشية التي مارسها على شعبه لا تسمح بذلك”.
وعن سبب عدم تدخل الإدارة لمنع دول عربية من التطبيع مع نظام الأسد، قال برايس “إن الدول حرة في اختيار مسارها الدبلوماسي.. لقد أوضحنا بشكل جلي أنه ليس الوقت الآن لإعادة تأهيل نظام الأسد”.
وجاءت تصريحات المسوؤول الاميركي بعد يوم على رسالة وجهها مشرعون أميركيون إلى الرئيس الأميركي جو بايدن، يطالبون فيها رفض إعادة دمج النظام السوري ورئيسه بشار الأسد في المجتمع الدولي واستخدام آليات ردع قوية من أجل تطبيق قانون قيصر وحماية المدنيين.
ورفض المشرعون الأميركيون وهم: جيمس ريش ومايكل ماكول وروبرت مينديز وغريغوري ميكس، دمج الأسد في المجتمع الدولي من دون إصلاحات ذات مغزى تظهر المساءلة وتعكس إرادة الشعب السوري. وأعربوا عن القلق من أن عدداً من الشركاء العرب يواصلون ترسيخ علاقاتهم الرسمية وغير الرسمية مع نظام الأسد.
ويحاول النظام السوري تعويم نفسه لعودته إلى الساحة الدولية بمساعدة روسية وإيرانية، كما قامت بعض الدول الخليجية بإعادة فتح سفاراتها في سوريا. وفي 30 كانون الاول/ديسمبر عام 2021، أعلنت البحرين تعيين أول سفير لها لدى دمشق منذ أن خفضت مستوى العلاقات مع اندلاع الثورة السورية.
وأرسلت الإمارات، التي أعادت فتح بعثتها لدى دمشق في أواخر عام 2018، وزير خارجيتها الشيخ عبد الله بن زايد إلى سوريا في تشرين الثاني/نوفمبر عام 2021 حيث اجتمع مع الأسد. كما تدعو الإمارات إلى عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية.
وأصبحت سلطنة عمان في تشرين الاول/ أكتوبر عام 2020 أول دولة خليجية تعيد سفيرها إلى سوريا.
وقالت الكويت في وقت سابق إنها ستعيد فتح بعثتها في دمشق إذا جرى الاتفاق على ذلك في جامعة الدول العربية التي علقت عضوية سوريا في 2011.
وأجرى الأسد أول اتصال هاتفي بالملك الأردني عبد الله الثاني منذ اندلاع الثورة السورية. كما تحاول مصر استعادة سوريا مقعدها في جامعة الدول العربية.
إلا أن دولاً خليجية كقطر أعلنت رفضها التطبيع. وقال وزير الخارجية القطرية محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في تصريحات سابقة عام 2021 إن بلاده ترفض أي تطبيع مع النظام السوري، مضيفاً أن “التطبيع مع هذا النظام في المرحلة الحالية هو تطبيع مع مجرم حرب”.
وتابع خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية الاميركية أنتوني بلينكن في واشنطن: “موقف قطر سيبقى على حاله، لا نرى أي خطوات جادة لنظام الأسد تظهر التزامه بإصلاح الضرر الذي ألحقه ببلده وشعبه”.
بدوره، قال المندوب السعودي لدى الأمم المتحدة عبد الله المعلمي إن الحرب لم تنتهِ في سوريا، مشيراً إلى سقوط ألفي قتيل خلال عام 2021، مضيفاً أن “تقارير الأمم المتحدة تشير إلى أن النظام السوري مسؤول عن انتهاكات حقوق الإنسان في البلاد”.
وقال المعلمي خلال اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في 17 كانون الاول عام 2021، إن الأولوية يجب ألا تُعطى لإعادة الإعمار في سوريا بل ب”إعادة بناء القلوب”، متسائلاً: “ما النصر الذي حققوه إذا وقف زعيمهم على هرم من الجثث؟”.
المصدر: المدن