قال وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس إن إيران تحشد قواتها غربي إيران من أجل مهاجمة دول وقوات في الشرق الأوسط، وتحديداً إسرائيل، مضيفاً “نحن سنفعل كل ما هو ضروري لحماية مواطنينا”.
وفي تصريح من العاصمة الأميركية واشنطن، شدد غانتس على أن “إسرائيل تستعد للرد على أي هجوم محتمل، وسنفعل كل ما هو ضروري لحماية مواطنينا وممتلكاتنا”، معتبراً أن “إيران ليست مجرد تهديد لأمننا الوجودي ولكنها تهديد ملموس لأسلوب حياتنا وقيمنا”.
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية الجمعة، إن زيارة غانتس إلى لولايات المتحدة، تمحورت حول التنسيق مع الولايات المتحدة بشأن الملف النووي، إضافة لبحث “بناء إيران قوة عسكرية لتأمين هيمنتها الإقليمية وبسط أيديولوجيتها المتطرفة في المنطقة”.
وقال بيان صادر عن وزارة الدفاع الإسرائيلية، إن غانتس قدم إحاطة أمام رؤساء مراكز أبحاث أميركية وباحثين كبار، استعرض فيها تفاصيل مرفقة برسوم ولوحات إيضاحية حول ما اعتبره خطراً إيرانياً قادماً.
وقال غانتس للباحثين الذين التقاهم ليل الخميس، حسب البيان: “لقد كشفنا في الأشهر الأخيرة معطيات مقلقة عن نشاطات إيران في المنطقة، حيث عرضت أمام العالم القاعدة الإيرانية في كاشان التي يتم فها تدريب وكلاء إيران في مختلف أنحاء العالم على تفعيل الطائرات القتالية المسيّرة، كما كشفنا أن إيران تنفذ عبر هذه المسيرات هجمات عبر تحميلها (من طراز شاهد) مواد متفجرة من قلب إيران، بما في ذلك هجمات في البحر من قواعد شابهار وجزيرة كشم”.
واعتبر أن “إيران تسعى في تطلعاتها إلى أن تصبح دولة مهيمنة، ولتدمير كل آثار الحرية والكرامة الإنسانية والسلام في الشرق الأوسط وما وراءه، والبرنامج النووي وسيلة لأهداف الهيمنة”، مضيفاً أن “إيران تقامر وتلعب بالوقت”، في المباحثات النووية في فيينا.
من جهته، قال السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة جلعاد إردان إن إيران لن تتخلى عن برنامجها النووي إلا إذا واجهت عقوبات معوقة وتهديداً عسكرياً، معربا عن أمله بأن تفشل المباحثات النووية في فيينا.
واعتبر إردان أن “إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تتفق مع إسرائيل على أن الاتفاق النووي الإيراني لا يعيق طريق طهران نحو امتلاك سلاح نووي”، مشيرا إلى أن “العديد من أفراد إدارة بايدن، والعديد منهم هم الأشخاص الذين وضعوا هذه الاتفاقية، يتفقون معنا ويقولون إننا بحاجة إلى صفقة أشمل وأقوى وأوسع نطاقاً”.
ولفت إلى أن “هذا يعني أن الصفقة القديمة، التي تم توقيعها خلال ولاية (الرئيس الأمريكي الأسبق باراك) أوباما ليست كافية في عرقلة مسار إيران نحو أن تصبح قوة نووية”، معتبراً أن “إيران ليس من مصلحتها التفاوض على اتفاقية جديدة وأكثر صرامة تقيد برنامجها للصواريخ الباليستية ونشاطها بالوكالة في المنطقة، لأنه بمجرد عودة الولايات المتحدة إلى الصفقة الأصلية، سيتم رفع العقوبات، وستفقد الولايات المتحدة كل نفوذها ضد طهران”.
ويأتي الضغط الإسرائيلي بالتزامن مع استئناف الجولة السابعة من المفاوضات النووية في فيينا، حيث توضع كل الخيارات السياسية والعسكرية وتشديد العقوبات على الطاولة.
وقال قائد القيادة المركزية للجيش الأميركي الجنرال كينيث ماكنزي إن الولايات المتحدة لديها عدد كبير من “الخيارات العسكرية” لردع إيران.
وقال ماكنزي في مقابلة مع صحيفة فاينانشيال تايمز، إن الولايات المتحدة لديها “مجموعة قوية جداً من الخيارات العسكرية”، واصفاً إيران بأنها “تقلل من شأننا بشكل خطير إذا اعتقدت أن بإمكانها مواصلة الهجوم في العراق وسوريا، والاستمرار في الوقت نفسه في التفاوض (بشأن الاتفاقية النووية)، من دون أي عواقب”. وتابع: “لدينا القدرة على تعزيز قدراتنا بسرعة، بسرعة كبيرة، إذا لزم الأمر. وأعتقد أن إيران تفهم هذه الحقيقة جيداً”.
ونقلت الصحيفة عن مصادر أن ممثلي البنتاغون أبلغوا في تشرين الأول/أكتوبر، مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان عن الخيارات العسكرية التي قد تمنع “إنتاج إيران للأسلحة النووية”.
وشدد ماكنزي على أن الدبلوماسية يجب أن تكون “الطريقة الأولى والأفضل” للرد على تطوير إيران للأسلحة، مضيفاً “أريد أن أكون مفهوماً بوضوح، نيتنا وقصدنا هو أن الدبلوماسية توجه كل شيء. هذه هي أفضل طريقة للمضي قدماً، وعلى إيران أن تعي ذلك”.
المصدر: المدن