أكدت نائبة إسرائيلية، أن زيارة وزير حرب الاحتلال الإسرائيلي بيني غانتس إلى المغرب الأسبوع الماضي، منح “إسرائيل” موطئ قدم في شمال أفريقيا، وأخرجت العلاقات الأمنية بين الجانبين إلى النور.
وأوضحت النائبة روت ديسرمان – ليندا في مقال لها نشر بصحيفة “معاريف” العبرية، أن “علاقات إسرائيل والمغرب تنطوي على عدة مستويات، الأول ثقافي”.
وزعمت أنه “اتضح غياب العداء البنيوي في موقف الشعب المغربي من إسرائيل، وذلك على خلفية تنمية علاقات ود واحترام من الملك الراحل الحسن الثاني وابنه الملك الحالي”.
وذكرت أن “المغرب دافع عن رعاياه اليهود في الحرب العالمية الثانية ضد نظام فيشي الفرنسي، الذي تعاون مع النازيين ورفض بكل حزم تسليم اليهود الذين لديه، وفي حرب التحرير بعث المغرب بقوات عسكرية للقتال ضد إسرائيل ولكنه واصل الدفاع عن أولئك اليهود الذين تبقوا في حدوده، رغم حقيقة أنه ساد بين الجانبين حالة حرب”.
وأكدت أنه “في التسعينيات أقيمت علاقات دبلوماسية بين الطرفين، ألغيت أثناء الانتفاضة الثانية، ولكن رغم قطيعة العلاقات الرسمية، تواصل التعاون بين الجانبين، وخاصة من خلال دول ثالثة”.
ورأت ديسرمان – ليندا، أن زيارة وزير الحرب غانتس إلى المغرب “شكلت الخروج من الظلام إلى النور في كل ما يتعلق بعلاقات الجانبين في السياق الأمني”.
وقالت: “المغرب وضمن أمور أخرى، يتصدى هذه الأيام للصراع على الصحراء مع الجزائر، التي تتنافس معه على الهيمنة الإقليمية، أما إسرائيل، التي تفتقد لموطئ قدم متينة في شمال أفريقيا، فستخرج كاسبة من تعزيز العلاقات مع المغرب، وهذه العلاقات يمكنها الآن أن تتعزز بتحول العلاقة بين الطرفين إلى علاقة رسمية”.
ونبهت إلى أن “أهمية الزيارة الأولى من نوعها لوزير أمن إسرائيلي للمغرب، تلقت مفعولا مضافا حين سار ضباط كبار بالبزات إلى جانب الوزير علنا، بل حظيت تلك الزيارة بتغطية إعلامية واسعة وتوجت كنجاح”، بحسب زعمها.
وأضافت: “أهمية العلاقات بين الطرفين واضحة، وتعظم مكانة إسرائيل في كافة المجالات، سواء من ناحية الاعتراف والشرعية وعلى مستوى التعاون الإقليمي، أما الآن فواجب علينا أن نصب مضامين ثقافية، اقتصادية وتجارية في العلاقات كي يشعر الشعب المغربي والجمهور الإسرائيلي أيضا بثمار التطبيع، والحرص على العمل بتبادلية في كل ما يتعلق بإصدار التأشيرات لآلاف المغاربة الذين ينتظرون زيارة إسرائيل”.
وزعمت أنه “قبل أن تصبح العلاقات رسمية، يؤم السفارة الإسرائيلية في الرباط آلاف المغاربة، للحصول على تأشيرة لدخول إسرائيل، ولكن في هذه اللحظة لا توجد ما يكفي من القوة البشرية أو البنية اللوجستية الكافية لأجل الاستجابة لطلباتهم”.
وشددت النائبة، على أن “إسرائيل ملزمة بأن تعزز بشكل فوري القنصلية في الرباط، مثلما فعل المغاربة في تل أبيب، كي لا تفوت فرصة تاريخية، وبالتوازي ينبغي الاستعداد، عندما يعاد فتح السماء أمام السياح، باستيعابهم في المطار برقة زائدة، إلى جانب الفحص الأمني المطلوب، وعلينا أن نستعد لاستقبالهم بأذرع مفتوحة، نافذة الفرص لذلك ليست واسعة، وهذا في نهاية الأمر موطئ قدمنا في القارة الهامة جدا، التي ننشغل بها قليلا”.
المصدر: عربي21