البيان الختامي للمؤتمر الرابع للمجلس الوطني لقوى الثورة الأحوازية

السيدات والسادة الحضور،

الأعزاء المشاركون والمساهمون في المؤتمر
مما لا شك فيه ان الإرهاب الإيراني تجلى بكل صوره منذ اربعين عاماً على كل الأصعدة الداخلية والإقليمية والدولية و أصبح مكشوفًا للجميع ، وذلك منذ هيمنة العنصرية واليمين الايراني على ثورة الشعوب غير الفارسية وأحرار الشعب الفارسي.
إستغلت السلطات الإيرانية الدين والمذهب غطاءًا لمشاريعها التوسعية والإرهابية على الأصعدة الثلاثة المذكورة، منها:

الف: الصعيد الداخلي

بدأت السلطات الإيرانية الجديدة آنذاك بعد إستلامهاالسلطة عبر قمع الشعوب غير الفارسية المطالبة بالحرية و الديمقراطية وحقها في تقرير المصير على أساس الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، و إرتكبت مجزرة ”الأربعاء السوداء“ في مدينة المحمرة في التاسع والعشرين من مايو 1979 وكذلك جرائمها المشابهة في كوردستان وازربايجان الجنوبية و بلوشستان وتركمنستان الجنوبية، بالإضافة إلى الاعدامات الواسعة التي شملت كل المعارضين لها من أبناء الشعب الفارسي.
أنتهزت السلطات الإيرانية حربها الثمان سنوات على جمهورية العراق لمنع ممارسة كافة الحريات والحقوق،وقُبيل إنتهاء تلك الحرب نفذت إعدامات جماعية دون محاكم للمعتقلين والسجناء السياسين تحت شعار ”تبييض السجون الايرانية “ والذي يقدر عدد الضحايا فيها اكثر من ثلاثين الف مواطن من كافة التيارات المناهضة للنظام في ماتعرف بـ جغرافية ايران السياسية.
استمر الإرهاب الإيراني على الصعيد الداخلي وسياساتها المناهضة لجميع الأعراف و حقوق الانسان بمنع كافة النشاطات السياسية والثقافيةالمستقلة، وكذلك رفضت دخول المقرر الخاص للأمم المتحدةوكافة المنظمات الدولية الانسانية والغير حكومية في عموم جغرافيا ايران السياسية، وقمعت بشدة أية مظاهرات سلميةخاصة في الأحواز المحتلة، ومنها إنتفاضات الخامس عشرمن نيسان 2005 وإنتفاضة الكرامة 2009 والكرامة الثانية2011 وصولًا لإنتفاضة تشرين عام 2019 التي قتلت فيهاالسلطات الإيرانية أكثر من 208 مواطن احوازي أعزل في مدينة معشور الأحوازية، وآخرها انتفاضة تموز لعام 2021 السلمية أو إنتفاضة العطش التي طالب الاحوازيين من خلالها بوقف تجفيف الأنهر الأحوازية و عدم نقل مياهها للمدن و المحافظات الفارسية.
واجه الإحتلال الفارسي تلك الانتفاضة بالنار والحديد وقتل عشرات المواطنين و أعتقل الآلاف وفق اعترافات جرائدهم الرسمية بذلك.
لم يكتف الاحتلال الايراني بقمع الاحوازيين والشعوب غير الفارسية،وحتى المناهضين لمشاريعه من الإيرانيين في جغرافية إيران السياسية ، بل لاحق المعارضين له في دول الجوار و الدول الأوروبية ، حيث اغتال وخطف عددًا من الإعلاميين و السياسيين و القادة ، وآخرهم اغتيال القيادي الأحوازي الشهيد احمدمولى في نوفمبر 2017 في مملكة هولندا، و إختطاف القائد الاحوازي حبيب اسيود الكعبي وهو حامل الجنسيةالسويدية من الاراضي التركية عام 2020 في انتهاك صارخ لكل القوانين والأعراف الدولية.

ب: على الصعيد العربي و الإقليمي

منذ هيمنة اليمين الإيراني المتلبس بالمذهب على كافة مرافق الحكم في جغرافية إيران السياسية وقمعه لكل الأطراف المعارضة ، إنتهز حربه الدموية مع جمهورية العراق ورفع شعار تصدير الثورة على دول الجوار لتنفيذ أجندتها التوسعية ، مهددًا أمنها وإستقرارها والسلم الاهلي،بالإضافة لتهديد البنية التحتية والإزدهار الإقتصادي للدول العربية المجاورة. بدأت السلطات الإيرانية منذ عقود بتجنيدوتدريب خلايا إرهابية في العراق ودول الخليج العربية وصولًا إلى لبنان واليمن و دول افريقيا، حتى أصبحت تلك الخلايا منظمات ومليشيات إرهابية وصلت بعضها للسلطةخاصة في العراق واليمن، وبعضها صادرت القرار الوطني وحرفت بوصلته نحو طهران، مثل ما يحصل في العراق وسوريا، حيث تقمع تلك المليشيات اي إحتجاج مناهض للمشروع الفارسي وتغتال الوطنيين والمعارضين لها. واصبحت تلك المليشيات تمتلك الصواريخ والمسيرات و تقصف المدن الآمنة والأماكن الحيوية والإقتصادية، وتهدد الملاحة والممرات التجارية منها مضيق باب السلام وباب المندب.
وصل الأمر للمشروع التوسعي الفارسي إلى مراحل خطيرة وباتت السلطات الإيرانية تعلن عن تبعية الدول التي تحتلها عبر مليشياتها، بل تعتبرها محافظات إيرانية تخدم اهدافها الإستراتيجية الاقليمية و الدولية.

ثالثا: على الصعيد الدولي

ان إرهاب الدولة الايرانية اصبح عابرًا إلى الدول العربية و دول الإقليم مهددًا الأمن والإستقرار الدولي بعد ما ظهرت نوايا ايران الإستراتيجية لإمتلاك القنبلة النووية، بالإضافة إلى إمتلاكها صواريخ عابرة للقارات.
توسيع إيران ترسانتهاالنووية السرية وإخفاءها عن الوكالة الدولية للطاقة الذريةوالمفتشين الدوليين، أرغم العالم الحر ان يتفق على إبرام اتفاقية نووية عام 2015 ما بين طهران و دول مجلس ألأمن زايد ألمانيا للحد من وصول ايران للقنبلة النووية، الا ان ذلك لم يمنع الأخيرة من العمل في منشآتها النووية سرًا للوصول لأهدافها الاستراتيجية في متابعة المشروع النووي العسكري .

رفع إيران نسبة التخصيب وإمتلاكها كما اعلنت عشرات الكيلوغرامات من اليورانيوم المخصب بدرجات عالية،و عدم إمتثالها إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، يثبت ان طهران ستواصل سياساتها الإرهابية في المستقبل بشكل أكثر خطورة بعد إمتلاكها السلاح النووي.
الجدير بالإشارة أن إيران أسست خلايا ومليشيات إرهابية في العديد من الدول بما فيها في قارة أروبا والأمريكيتين لتمرير أجنداتها الارهابية من خلال الضغط على الحكومات .
ايها السيدات والسادة بعد ان تطرقنا وبشكل موجز إلى سياسات وأعمال ايران الإرهابية على الاصعدة الداخلية والإقليمية والدولية، يعلن المؤتمرون عن التوصيات والمواقف التالية:

الف : التوصيات :

  1. يدعو المؤتمر دول مجلس الأمن والمسؤولة على حفاظ ألأمن والسلم والاستقرار الزام ايران بالقرارات الدولية المعنيةباحترام الاعلان العالمي لحقوق الانسان والحريات و الحقوق المدنية وإحترام حق الشعوب المضطهدة والمحتلة في تقريرمصيرها لانه حق أصيل اقرته كافة القوانين والشرائع الدوليةوهو الضامن الاول والاقوى للسلم والاستقرار و الرادع الأساسي لسياسات إيران الإرهابية في عموم جغرافيةايران السياسية ومشاريعها التوسعية، وكذلك مشروعها النووي المزعزع للأمن و السلم الدوليين .
    2. يؤكد المؤتمر ان السياسات الإيرانية الإرهابية والتوسعية في دول المنطقة التي تنفذ عبر الخلايا الإرهابية في دول الخليج العربي، والعراق واليمن وسوريا ولبنان هي انتهاك صارخ لكل القوانين الدولية. ويطالب المؤتمر لمواجهتها عبر دعم شعوب المنطقة والتحالفات الاقليمية المناهضة لإرهاب إيران ومليشياتها.
    3. يؤكد المؤتمر على ضرورة تجفيف مصادر الارهاب الايراني وعلى رأسها الثروات الأحوازية لاسيما النفط ألذي يشكل الشريان الاساسي لميزانية إيران الداعمة للارهاب الاقليمي والدولي ومشاريعها الصاروخية والنووية.


ب: مواقف المؤتمر

اولا: إدانة الإحتلال الإيراني للأحواز وأراضي الشعوب غيرالفارسية في ما تعرف بجغرافية ايران السياسية.
ثانيا: يدين المؤتمرون الإنتهاكات الإيرانية الصارخة لحقوق الانسان في الاحواز وفي عموم جغرافية إيران السياسية،ويطالب المجتمع الدولي التدخل العاجل لوقف كافةالإنتهاكات، لاسيما وقف التعذيب والإعدامات الفرديةوالجماعية في الاحواز بشكل خاص، وفي اراضي الشعوب غير الفارسية بشكل عام.
كما ندعو المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لوقف إعدام القيادي الأحوازي حامل الجنسية
السويدية الاسير حبيب اسيود، الذي خطفته الاستخبارات الإيرانية منذ عام 2020 وهو يتعرض لأبشع أنواع التعذيب الوحشي.
ثالثا: يدين المؤتمر الاعمال الارهابية التي تنفذها وكلاءايران من مليشيات و خلايا إرهابية في العراق و اليمن و وسوريا ولبنان، وتهديد امن واستقرار دول الخليج العربية من خلال المسيّرات و الصواريخ إيرانية الصنع، كما ندعو لتجفيف مصادرها و معاقبة الدولة الايرانية الممولة الاول للارهاب الإقليمي المنظم.
رابعا: يدين المؤتمر إستخدام المليشيات الحوثية الايرانية الصواريخ والمسيّرات لإستهداف المدن الآمنة في المملكةالعربية السعودية، وكذلك المدن اليمنية الآمنة وخاصة المراكز ومخيمات اللاجئين اليمنين الذين اصبحوا ضحاياالسياسات الايرانية التوسعية. ويؤكد المؤتمر دعمه لمبادرةالرياض لوقف الحرب الفوري في اليمن وإعادة السلم و الاستقرار الاهلي، ومواجهة سياسات ايران الطائفيةوالتوسعية في اليمن.
خامسا: يدعو المؤتمرون المجتمع الدولي والاتحاد الاوروبي التصدي الجاد للمشروع الايراني الارهابي التوسعي عبردعم كفاح الشعوب المناهضة للارهاب الايراني و التصدي لميليشياته الارهابية، والزام الدولة الايرانية باحترام القانون الدولي والاعلان العالمي لحقوق الانسان و السماح للشعوب بحق تقرير مصيرها.
سادسا: يدعو المؤتمرون دول الاتحاد الاروبي حمايةاللاجئين ودعم حقهم المشروع في الكفاح من أجل استعادةاوطانهم من إرهاب الدولة الايرانية ومليشياتها.
كما تدعوالدول لمراقبة السفارات الايرانية التي اصبحت اوكار تجسس و اغتيالات للمعارضين والمناهضين للسياساست الايرانيةالارهابية.
سابعا: يثمن المؤتمر بشكل كبير ملاحقة الحكومات الاوربيةللخلايا الارهابية الايرانية على اراضيها واعتقال المتورطين بالإرهاب ومحاكمتهم والحد من نشاط المليشيات الايرانيةالتي تختفي تحت اسماء ثقافية ودينية وإنسانية، ولكنهاتمارس الارهاب المنظم.
يطالب مؤتمرنا الحكومة الهولندية عن كشف كل حقائق العملية الارهابية الايرانية التي أدت الى استشهاد القيادي الاحوازي احمد مولى في تموز 2017.

ثامنا: يدعو المؤتمر الحكومة والقضاء الدنمركي بالافراج عن المعتقلين الاحوازيين حبيب جبر الكعبي وناصر جبر الكعبي و يعقوب حر التستري، كما يدعو الحكومة والقضاء الهولندي و الإفراج عن السجين عيسى مهدي الفاخر، ومحاسبة ارهاب ألدولة الايرانية المنظم و الممنهج و الراعي الاول للارهاب و المليشيات التي تنتهك القوانين وكافة الاعراف الدولية التي تتخذ من سفاراتها اوكار تجسس وارهاب للاجئيين و الدول الاوروبية .
تاسعا: يوكد المؤتمرون دعمهم الكامل للدول الرافضةللمشروع النووي والصاروخي الايراني والذي يهدد ألأمن والاستقرار الاقليمي والدولي. وندعو الدول المعنية إلى العمل الجاد لوقف هذا المشروع عبر دعم كفاح الشعوب المضطهدةوالمحتلة في داخل جغرافية ايران السياسية، و إسقاط النظام الإيراني لتحقيق الأمن و الإستقرار، و التأكد من عدم عودة الانشطة النووية والتوسعية.
ايها السيدات والسادة المشاركون
ننهي مؤتمرنا هذا ونحن كلنا أمل ان تنتصر الحرية و القيم الإنسانية على الشر والإرهاب والتطرف الذي تقوده ايران وحلفاءها من المليشيات الخارجة عن القانون. كما نؤكد بإننا على العهد باقون حتى تحقيق أهداف شعوبنا ومستمرون بالكفاح من اجل الحرية و السيادة والاستقلال وعودةالاحواز دولة مستقلة.
٢٨/١١/٢٠٢١

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى