قالت صحيفة The Guardian البريطانية، في تقرير نشرته الخميس 11 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، إن شي جين بينغ، الحاكم القابض على السلطة في الصين، تلقَّى دفعةً كبيرةً بعد أن أصدر الحزب الشيوعي الصيني الحاكم “قراراً تاريخياً”، نادراً ما يُتَّخَذ مثله، يشيد بـ”الأهمية الحاسمة” للرئيس في تجديد شباب الأمة الصينية.
هذا القرار هو فقط الثالث من نوعه في تاريخ الحزب البالغ مئة عام. ومُرِّرَ القراران السابقان في عهد ماو تسي تونغ، الذي قاد الشيوعيين إلى السلطة عام 1949، ودنغ شياو بينغ، الذي حوَّلَت إصلاحاته في الثمانينيات الصين إلى قوةٍ اقتصادية.
إنجازات تاريخية في الصين
جاء في الملخَّص الرسمي للقرار الصادر، أنه تحت قيادة شي حقَّقَت الصين “إنجازاتٍ تاريخية”، و”شهدت تحوُّلاً تاريخياً”. وأشاد القرار بشي وماو ودنغ لقيادتهم البلاد لتحقيق “التحوُّل الهائل من النهوض والنمو المزدهر إلى القوة”.
قال مُحلِّلون إن القرار صُمِّمَ لرفع مكانة شي إلى مستوى ماو ودنغ، وللمساعدة في تأمين مستقبله السياسي، بعد أن ألغى الحزب حدود فترة الرئاسة في العام 2018.
جاء في ملخَّص وكالة شينخوا الصينية للاجتماع الذي أصدر القرار: “دعت اللجنة المركزية للحزب، الجيش بأكمله، والحزب بأكمله، والشعب من جميع الفئات العرقية إلى الاتحاد بصورةٍ أوثق حول اللجنة المركزية للحزب، والرفيق شي جين بينغ في القلب منها، من أجل التنفيذ الكامل لعصر شي جين بينغ الجديد للاشتراكية ذات الخصائص الصينية”.
كذلك جاء في الملخَّص الرسمي للاجتماع: “إن ترسيخ مكانة الرفيق شي جين بينغ باعتباره جوهر اللجنة المركزية وكذلك للحزب بأكمله… كان ذا أهميةٍ حاسمة في التقدُّم نحو الإنعاش العظيم للأمة الصينية”.
إنهاء مهام كبرى
كما جاء في الملخَّص أن اللجنة المركزية للحزب أنهت “العديد من المهام الكبرى التي لم تكن قد انتهت من قبل، وعزَّزَت إنجازات وتحوُّلات تاريخية في قضية الوطن والحزب”.
من جانبه قال لينغ لي، الخبير الذي يدرس الحزب الشيوعي الصيني في جامعة فيينا، إن القرار مُرِّرَ بعد تحوُّلٍ كبير في ديناميات السلطة بقمة الحزب الشيوعي الصيني في السنوات الأخيرة، وكان يهدف إلى إقناع مسؤولي الحزب وكذلك السكَّان على نطاقٍ واسع بالتقدُّم المُحرَز تحت قيادة شي.
قال: “القرار يخدم غرضين. أولاً، يبرِّر الطريق إلى السلطة للفائز في صراع القوى من خلال إصدار الأحكام لمن خسر. وثانياً، يبني قضيةً حول الأداء المميَّز للحزب في ظلِّ الفائز”.
فيما قال يو جي، الزميل البارز في الشؤون الصينية بمعهد تشاتام هاوس في لندن، إن شي لم يكن يأخذ كلَّ المجد. وقال: “في المقابل، اعترف بالمؤسسة التي أنشأها أسلافه في فتراتٍ مختلفة”.
تنفيذ أجندة الرئيس
قال مسؤولون وخبراءٌ صينيون إن شي قد يحتاج مزيداً من الوقت لتنفيذ أجندته عندما أُلغِيَت حدود فترة الرئاسة. ولا يواجه شي أيَّ منافسين واضحين، لكن منتقديه يقولون إن محاولة البقاء في السلطة من شأنها تنفير الشخصيات الحزبية الشابة، الذين قد يرون أن فرصهم في الترقية تتضاءل.
يشير علماء السياسة أيضاً إلى تجربة بلدانٍ أخرى في آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية، حيث أدَّت الفترة الطويلة من حكم الشخص الواحد إلى تدهور عملية صنع القرار وضعف الأداء الاقتصادي.
إضافة إلى تأكيد مكانة الرجل القوي التي يتمتَّع بها شي، وإظهار تفوُّق الحزب، طلب القرار أيضاً من أعضاء الحزب “أن يكونوا على يقينٍ تام بأننا لن نرتكب أخطاءً مدمِّرة في القضايا الأساسية”.
المصدر: عربي بوست