تشهد محافظة دير الزور، شرقي سورية، توترا بين الأهالي والقوات الروسية، فيما تتواصل عمليات القصف والاشتباكات في شمال غرب البلاد بين قوات النظام السوري وفصائل المعارضة. كما يسود التوتر مناطق في محافظة درعا، جنوبي البلاد، مع تواصل “عمليات التسوية” التي تجريها قوات بشار الأسد في المحافظة.
وذكر الناشط أبو عمر البوكمالي لـ”العربي الجديد” أن عشرات المدنيين شاركوا، صباح الجمعة، في تظاهرة عند دوار قرية الحصان في ريف دير الزور الغربي، الخاضع لسيطرة “قوات سورية الديمقراطية” (قسد)، ضد وجود القوات الروسية والإيرانية على الأراضي السورية، وضد النظام السوري أيضاً.
وإضافة إلى بلدة الحصان، من المنتظر أن تشهد مناطق أخرى قريبة تظاهرات مماثلة بعد صلاة الجمعة، خاصة بلدة الباغوز (مسجد أبو بكر الصديق)، وبلدة السوسة (عند دوار السوسة)، وبلدة الشعفة، وساحة الحركة في هجين، وبلدة الشعيطات.
وكان ناشطون دعوا أمس إلى خروج مظاهرات رفضاً للوجود الروسي في المنطقة، وذلك بعد وصول رتل عسكري روسي أمس إلى مشارف الريف الغربي لدير الزور، حيث بادر الأهالي إلى قطع الطرقات ومنع الرتل الروسي من المرور ودفعه للعودة إلى مناطق سيطرة قوات النظام السوري.
وأوضحت شبكات محلية أن المحتجين توجهوا نحو نقطة التماس الفاصلة بين قراهم ومناطق النظام، وتحدثوا إلى الضباط الروس معبّرين عن رفضهم دخول أية آلية روسية أو جندي روسي إلى مناطقهم، مشيرة إلى أن “قسد” رفضت مرور الرتل الروسي من مدينة دير الزور للتوجه نحو ريف الرقة عبر قرى ريف دير الزور الغربي، وذلك بعد تجمع أبناء القرى الرافضين مرور الرتل وقطع الطريق أمامه.
وأظهرت تسجيلات مصورة، نشرها ناشطون عبر موقع “فيسبوك”، أحد وجهاء المنطقة مخاطباً ضابطاً روسياً بقوله “لا نريد وجودكم في قرانا”.
وفي 11 أكتوبر/ تشرين الأول العام الماضي، منع مدنيون في قرية عين ديوار، بريف محافظة الحسكة، دورية روسية من إقامة نقطة عسكرية، الأمر الذي أدى إلى تدخل القوات الأميركية ومحاصرة المنطقة التي انتشر فيها الجنود الروس.
وتعترض القوات الأميركية بشكل مستمر طريق الدوريات الروسية التي تحاول السير على الطريق الدولي انطلاقًا من القاعدة الروسية في القامشلي، أو القاعدة الروسية في منطقة أبو راسين بناحية تل تمر، شمال غربي الحسكة.
توتر في درعا
وفي جنوب البلاد، أمهلت قوات النظام السوري سكان مدينة الحراك، في ريف درعا الشرقي، حتى مساء اليوم الجمعة، لتسليم مطلوبين أو القيام باقتحام المدينة.
وذكر الناشط محمد الشلبي لـ”العربي الجديد” أن قوات النظام والأجهزة الأمنية تطالب الأهالي بتسليم 200 قطعة سلاح خفيف إضافية، بعد أن سلموا في وقت سابق أكثر من 100 قطعة سلاح، في حين يؤكد الأهالي عدم وجود هذا العدد من الأسلحة في المدينة.
وأوضح الشلبي أن الأهالي سيعقدون اجتماعاً بعد صلاة الجمعة من أجل الرد على هذه المطالب، مشيرا إلى أن كل عائلة من سكان المدينة دفعت سابقاً 20 ألف ليرة من أجل شراء السلاح الذي تم تسليمه إلى قوات النظام.
وأطلقت قوات النظام المتمركزة في “اللواء 52 ميكا” شرقي الحراك، مساء أمس، عدداً من القذائف المضيئة على أطراف مدينة، واستهدفت الطريق الواصل بين مدينتي ازرع والحراك بمضادات الطيران من أجل الضغط على أهالي المدينة للقبول بشروطها.
ويأتي ذلك بعد محاصرتها مدينة الحراك وبلدتي الصورة وعلما، وإغلاق الطرقات المؤدية إليها، ومنع الدخول إليها والخروج منها، وذلك بعد توقف التسويات فيها نتيجة مطالبة اللجنة الأمنية والعسكرية بتسليم هذا العدد الكبير من قطع السلاح، إضافة الى مطالبة 80 شخصا بتسوية أوضاعهم.
وكانت بلدة ناحتة بريف درعا الشرقي شهدت، أمس الخميس، توتراً مماثلا خلال قيام اللجنة الأمنية التابعة للنظام، بقيادة اللواء حسام لوقا، بإجراء عملية التسوية وتفتيش المنازل، وذلك على خلفية رفض بعض المطلوبين التسوية التي دخلت معظم مدن وبلدات المحافظة.
وذكر موقع “تجمع أحرار حوران” أن مجموعات عسكرية، معظمها تتبع للمخابرات الجوية بقيادة النقيب علي خضور، دخلت أمس إلى ناحتة، وفجرت منزل أحد الأشخاص من الذين وردت أسماؤهم في لوائح المطلوبين التي سلمتها اللجنة الأمنية لوجهاء البلدة قبل يومين. وأضاف الموقع أنه عقب التفاوض، خفض اللواء لوقا عدد قطع السلاح المطلوب تسليمها إلى 60 بندقية، وعندما طالبه الوجهاء بمزيد من التخفيض طردهم من الاجتماع، وهددهم بإدخال “الفرقة الرابعة” التي ستدمر منازلهم وتسرق محتوياتها في حال لم يتم تسليم العدد المطلوب.
وأوضح أن قوات النظام أحرقت عدداً من الخيام شرقي بلدة ناحتة بعد أن نهبت محتوياتها أمام مالكيها، في حين أن معظمها تسكنها عائلات من عشائر البدو لا يملكون السلاح، مشيراً إلى أن إحدى الخيام التي أحرقت تقطن بها امرأة مع أطفالها الصغار.
وأشار “تجمع أحرار حوران” إلى أن النقيب خضور أبلغ العائلات بضرورة إخلاء المنطقة من خيامها ومغادرتها حتى اليوم الجمعة، وإلا فسيتم حرقها جميعها بمن فيها، الأمر الذي سبب حالة من الخوف والهلع لدى العائلات القاطنة فيها. وأوضح أن لدى النقيب خضور حقد قديم على البلدة، حيث كان تعرض لمحاولة اغتيال أثناء خروجه من الحاجز الذي يرأسه بين بلدتي ناحتة وبصر الحرير في مايو/ أيار 2020.
وفي شمال غرب البلاد، جرت صباح اليوم اشتباكات بالأسلحة الثقيلة بين قوات النظام وفصائل المعارضة على جبهات ريف حلب الغربي، وذلك بالتزامن مع قصف متبادل بين الجانبين. كما قصفت قوات النظام قرى تقاد وكفرتعال غربي حلب، ومحيط مدينة أريحا في ريف إدلب الجنوبي.
من جانبها، زعمت وزارة الدفاع الروسية أن فصائل المعارضة المنتشرة في منطقة “خفض التصعيد” بإدلب انتهكت وقف إطلاق النار 13 مرة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.
وزعم اللواء البحري فاديم كوليت، نائب مركز التنسيق الروسي في حميميم، في بيان له، أنه “تم رصد 13 اعتداء من المناطق التي تنتشر فيها التنظيمات المنضوية تحت زعامة تنظيم جبهة النصرة (تحرير الشام)، وهي 5 هجمات في محافظة حلب و5 في إدلب واثنتان في اللاذقية وواحدة في حماة”.
المصدر: العربي الجديد