دمشق تطلب المادة الفعالة لتصنيع «الكلوروكين» من الصين لمعالجة المصابين بكورونا

كشفت مصادر طبية سورية لـ»القدس العربي» أن دمشق تنتظر وصول المادة الكيميائية الرئيسية التي تدخل في تصنيع الدواء المعتمد حالياً لمعالجة فيروس كورونا والمعروف باسم «هيدروكسي كلوروكين»، وقالت المصادر إن شركات أدوية سورية معتَمَدة لدى وزارة الصحة أبرمت عقود توريد تلك المادة الفعالة للبدء بإنتاج دواء الكلوروكين في مخابرها في عدد من المدن السورية لاسيما في دمشق وحلب لطرحه في الأسواق السورية. وتعاني تلك الشركات من ارتفاع كبير طرأ على سعر المادة الفعالة لإنتاج كلوروكين بعد ازدياد الطلب العالمي عليها خلال الأسابيع الماضية إثر تفشي فيروس كورونا واجتياحه لمعظم دول العالم. وعن إبرام شركته لعقد توريد المادة الفعالة مع الشركة الصينية المصنعة للهيدروكسي كلوروكين، والتي من المقرر أن تصل خلال أسبوع للبدء بتصنيع الدواء منها محلياً وطرحه بالأسواق، علمت «القدس العربي» أن السلطات السورية حصلت على كميات محدودة من دواء هيدروكسي كلوروكين وتم وضع هذه الكميات المحدودة لصالح المستشفيات والمراكز الطبية التي وضعت لخدمة معالجة مرضى وباء كورونا فقط ولم تُطرح تلك الكميات في الأسواق.

وتشير المعلومات إلى قدرة معامل الأدوية السورية على إنتاج كميات جيدة من الكلوروكين خلال عشرة أيام من وصول المادة الفعالة لتصنيعه من الصين، حيث من المفترض ان تصل المادة خلال الأيام المقبلة.

وكانت وزارة الصحة تنتج هذا الدواء سابقاً لمكافحة إصابات مرض الملاريا لكنها اوقفت إنتاجه في العام 2016 بعد خلو سوريا من هذا المرض. ولذلك فإن لدى دمشق خبرة في تحضير هذا الدواء بدون أية مشاكل وبالمواصفات العلاجية والفنية التامة وفق ما قاله لـ»القدس العربي» أحد الأطباء المختصين بالإنتاج الدوائي.

واعتمدت سوريا البروتوكول العلاجي العالمي لمعالجة حالات الاصابة بفيروس كورونا. وتتخوف السلطات الصحية السورية من تفشي الوباء بأعداد كبيرة خلال فترات متقاربة بما يدفع تلك الأعداد للتوجه نحو المشافي بكثافة ما يضع المنظومة الصحية السورية ذات الامكانات المحدودة أمام وضع صعب للغاية لاسيما لجهة توفر غرف العناية المشددة وأجهزة التنفس الاصطناعي وتوفر الأطباء المختصين والأسرة وغيرها من متطلبات العلاج. ولذلك ذهبت الحكومة السورية نحو إجراءات استباقية قاسية قبل تفشي الوباء فأوقفت الحياة والأعمال والتعليم بشكل شبه تام منذ أسبوعين مع أول إصابة رسمية بالفيروس وفرضت حظراً للتجول وعزلت المدن عن بعضها كما عزلت الأرياف عن المدن.

واعتمدت الحكومة السورية البروتوكول العلاجي المتبع في فرنسا وأمريكا والأردن ولم تعتمد البروتوكول الإيراني الذي لا يعتمد على دواء الكلوروكين بل يستخدم دواءً مختلفاً تقول السلطات الصحية الإيرانية إنه يعالج التهابات الرئة لدى المصابين بفيروس كورونا ويقلل من فترة بقائهم في المستشفى حتى 4 أيام.

المصدر: «القدس العربي»

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى