محمد سلماوي روائي مصري معاصر، وروايات هذه كتبت قبل ثورة الربيع المصري، وكتب النقاد عن الرواية أنها تنبأت بالثورة المصرية قبل وقوعها.
تبدأ الرواية متحدثة عن مصممة الأزياء “ضحى” التي تتجهز للذهاب الى مدينة ميلانو في إيطاليا، حيث تشارك بمعرض لتصميم الأزياء ، أزياء خاصة بها. وفي نقطة ما على الطريق تعجز سيارتها عن الحركة، الشوارع ممتلئة بالناس في مدخل ميدان التحرير، هناك تظاهرة لإسقاط الحكومة ، التظاهرة كبيرة ، ومع ذلك تصل لطائرتها بصعوبة ومتأخرة، هي زوجة أحد قيادات الحزب الحاكم في مصر ، يتم التعامل معها من طاقم الطائرة بتميز ونفاق، حياتها روتينية وممتلئة بطموحها كمصممة أزياء، اما زوجها فهو منخرط بالحزب الحاكم، كل منهما يعيش منعزلا في عالمه، تصميمها الجديد للازياء مستوحى من الفراشة ، تحب ان تختلي بنفسها منعزلة وﻻ تتفاعل مع الآخرين؛ لكونهم فضوليين و متملقين سطحيين ، في الطائرة جلس بجوارها رجل متميز “د. أشرف” ذو حضور خاص، و بعد تعثر بداية التعارف تناقشا ودخلت معه عوالم جديدة قلبتها رأسا على عقب ، هو من المعارضة المصرية وينتمي لإحدى منظمات المجتمع المدني، حدثها عن الفساد وسرقة البلد، ومشكلة النظام والمعارضة الاستعراضية المزيفة، تحدث عن دور الإنسان ورسالته ، وعن ظلم الشعب المصري وحقه بالعيش كريما حرا . نزلت ضحى من الطائرة إنسانا آخر، لم تعد تصاميمها تعجبها، لفت نظرها أشرف لضرورة الخصوصية المصرية في أزيائها، ألغت عرضها، ووعدت المشرفين بعرض جديد للفراشة المصرية المعمرة لآﻻف من السنين .شاركت مع أشرف حضور مؤتمر للمجتمع المدني، استمعت لصوت آخر هو صوت الشعب المصري، اكتشفت نفسها وأنها كانت قبل الآن نكره تهرب واهمة للازياء، استعادت حياتها ، اكتشفت هروبها النفسي من أم متسلطة زوجتها رغما عنها مبكرا ممن له مستقبل سياسي، ﻻ توافق نفسي وﻻ جنسي بينهما، كل في عالمه ، وجدت مع اشرف قضية تعيشها، وانسان مضحي وصادق، وشعب مظلوم يستحق أن تعمل لأجله ، عادت من السفر تنخرط بالنشاط العام مع اشرف، وتطلب الطلاق من زوجها، وتخرج معه في تظاهرات لاسقاط الحكومه، و تعتقل و لتصبح نموذجا للمضحي الذي يتابع قضيته بإخلاص، ويخلق بينهما حب يتحول إلى الزواج بعد طلاقها من زوجها الأول ، ومن ثم نجاح الثورة وبداية العمل لمصر في ظل ديمقراطية صحيحة.
وفي مسار آخر نلتقي “أيمن” ابن البيئة الفقيرة المعدمة، الذي يكتشف أن أمه ليست أمه، وأن أمه الحقيقية ميته، ليبحث عن جذوره وليصل اخيرا الى ان أمه لم تمت، وأنها ما زالت حية ومتزوجه وعندها زوج واوﻻد، ارتاح انه تعرف على امه مجددا ، ولام ظروف افتراق أمه وأبيه، وأنه ضحية هذا التستر الغير صحيح، الذي جعله وأخاه في حالة ضياع، أخاه الذي تحرك لبناء نفسه دون وعي ومشورة، صار عاملا في بار دعارة مقنعة ، وكيف وقع ضحية احتيال بوعد للذهاب إلى الكويت للعمل وتحقيقا لحلم الثروة، والعودة لبناء حياة أفضل، يجمع كل ما عنده، يستعين بكل من يعرف، يستدين ويذهب ليقدم المبلغ لمن يأخذه منه ويحتال عليه ويختفي، يصاب ايمن بالخيبة ويخاف من العودة للبيت وان يقع ضحية للملامة، ويتلقاه رجل خطيئة من الشارع ويبدأ حياة الضياع.
تنتهي الرواية في ميدان التحرير، بنجاح الثورة واعادة الاعتبار والحقوق للشعب ، وان كل مواطن له اسبابه لكي يثور ويجد انها ثورته الشخصية.
تعطينا الرواية انطباعا انها روايتنا نحن ابناء الربيع السوري والعربي .