تشهد محافظة إدلب تصعيداً من جانب الطائرات الروسية، يوازيه قيام الجيش التركي بإرسال تعزيزات عسكرية ضمت مدافع وعربات مدرعة، وكتلا إسمنتية، في الوقت الذي بدأ فيه النظام يروج لمعركة وشيكة هدفها استعادة المناطق في إدلب.
فبعد أيام من القمة التركية-الروسية الغامضة النتائج التي عقدت في سوتشي، قال الناطق باسم “المصالحة السورية” التابعة للنظام، عمر رحمون، إن “قرار تحرير محافظة إدلب اتخذ فعليا من قبل الجيش السوري، وبدعم كامل من الحليف الروسي”.
وأضاف في تصريحات لوكالة “سبوتنيك” الروسية، أن “تركيا لم تلتزم بأي من اتفاقات “أستانا” و”سوتشي” و”اتفاق موسكو” الأخير الذي عقد في آذار/ مارس من العام الفائت، بما في ذلك عدم قدرتهم على فتح طريق الطريق الدولي (حلب-دمشق/ M4)، وحتى فشلهم بمجرد تسيير دوريات مشتركة بشكل آمن مع الجانب الروسي التي أخفقت تركيا في تأمين الحد الأدنى لحمايتها في مناطق تعتبر مناطق نفوذ لجيشها”.
وحول المعلومات التي استند عليها، لإطلاق مثل هذه التصريحات التي أثارت ضجة، قال رحمون لـ”عربي21″، إن “مصدر المعلومات هو المطبخ الذي يجهز لمعركة إدلب”.
وأضاف رحمون، أن المعركة ستبدأ في غضون أيام، والمعلومات المتوفرة تفيد بأن الهدف هو استعادة السيطرة على مناطق جنوب إدلب، وصولاً إلى طريق “M4”.
وقال إن “المقرر أن يتم افتتاح معابر تسهل عودة من يريد من السكان إلى مدنهم وقراهم”.
ورداً على ذلك، شكك القيادي في “الجيش الوطني السوري” النقيب عبد السلام عبد الرزاق بحديث رحمون، قائلاً إن “التصريحات الصادرة عن النظام وأتباعه حاليا، تخلو من المعلومات، نظراً لعدم تسريب أي تفاصيل عن ما جرى في قمة سوتشي”.
وأضاف عبد الرزاق في حديثه لـ”عربي21″، أن قرار الحرب ليس بيد النظام، ولذلك فإن تصريحات أبواقه هي تضليل، والغرض منها الاستهلاك المحلي لصرف أنظار السوريين بمناطق سيطرته عن الوضع المعيشي الصعب”.
واعتبر أنه، “لا يمكن تجاوز ملف ادلب ولا حتى درعا إلا بحل سياسي بغض النظر عن الأحداث الميدانية على الأرض، وكل ما يصدر عن النظام لا قيمة له على الإطلاق”.
بدوره، قال الكاتب والمحلل السياسي فراس علاوي، إن قرار المعركة في إدلب، خاضع للتفاهمات الروسية-التركية، بحيث تأخذ روسيا بمصالحها العليا في إدلب قبل أن تأخذ بمصالح النظام.
وأضاف لـ”عربي21″، أنه بذلك يتضح أن الترويج لمعركة شاملة في إدلب يعد أمراً لا علاقة له بالواقع، مستدركا: “الأرجح أن تشهد إدلب تصعيداً على الأطراف، قد يؤدي إلى رسم خرائط جديدة، قد نشهد فيها نوعاً من الانسحاب من جانب الفصائل”.
وبحسب علاوي، فإن تصريحات النظام عن معركة شاملة في إدلب، لا يخرج عن إطار محاولات النظام الاستفادة من زيادة المحاولات الإقليمية الهادفة إلى التطبيع معه، وكذلك في إطار إرسال الرسائل لحاضنته الشعبية المنهكة.
وبحسب مصادر متطابقة، فإن القمة الأخيرة لم تخرج بتفاهمات واضحة حول إدلب، ما يفتح الباب أمام التصعيد المحدود من روسيا، بغرض دفع تركيا إلى تقديم تنازلات على طاولة التفاوض مع روسيا، لكن ليس للحد الذي يصل فيه هذا التصعيد إلى الصدام بين الجيش التركي المتواجد في محيط إدلب والقوات الروسية الداعمة لقوات النظام.
المصدر: عربي21