توصل النظام السوري إلى اتفاق تسوية مع أهالي بلدة اليادودة في ريف درعا الغربي، يبدأ تطبيقه الاثنين، بعد تهديده بشنّ حملة عسكرية على البلدة، في محاولة لفرض سيطرته على المحافظة بأكملها.
ويأتي الاتفاق الجديد بعد أيام من انتهاء تنفيذ بنود الاتفاق المُبرم بين اللجنة المركزية الممثلة لأهالي درعا من جهة، واللجنة الأمنية التابعة للنظام من جهة أخرى، والذي أفضى إلى دخول قوات النظام إلى أحياء درعا البلد وحي طريق السد ومخيمات اللاجئين.
وقال تجمع أحرار حوران إن اتفاق اليادودة يقضي بدخول قوة عسكرية إلى البلدة، وتفتيش المنازل فيها بمرافقة دوريات تابعة للشرطة العسكرية الروسية، وإجراء تسويات لعشرات الشبان المطلوبين والمنشقين عن النظام فيها.
وأشار التجمع إلى أن اجتماعاً عُقد بين وجهاء اليادودة ووفد النظام بطلب من رئيس فرع الأمن العسكري في درعا لؤي العلي، الذي أبلغ الوجهاء بمطالب النظام لتجنيب البلدة تصعيداً عسكرياً لاحقاً.
وأضاف أن “النظام يسعى لفرض قبضته الأمنية مجدداً على محافظة درعا، بدءاً من المناطق ذات الطابع الثوري وانتهاءً بالسيطرة الكاملة على المحافظة بوصاية روسية، مع إعطاء وعود بالإفراج عن المعتقلين، وعودة الخدمات، وإلغاء الملاحقات الأمنية بحق المعارضين، على غرار وعود اتفاق التسوية عام 2018 التي لم تُنفذ”.
وشهدت محافظة درعا في الآونة الأخيرة تصعيداً عسكرياً استقدم خلاله النظام والميليشيات التابعة له تعزيزات عسكرية بالتزامن مع هجوم عسكري واسع على أحياء درعا البلد، أدى إلى الاتفاق على دخول قوات النظام إليها، وتثبيت 9 نقاط عسكرية داخل الأحياء، وإجراء تسوية للمطلوبين والمنشقين، وتسليم أسلحتهم الفردية.
وجال صحافيون الأحد، في منطقتي حي الأربعين ودوار المصري، حيث أُقيمت نقطتان عسكريتان من أصل تسع نقاط للنظام. وقالت “فرانس 24” إن الصحافيين شاهدوا جرافات تزيل الأنقاض من بين المنازل المدمرة، وتفتح الطرقات التي امتلأت بآثار المعارك والقذائف الفارغة وما خلّفه القتال.
ونقلت الوكالة عن مصدر عسكري قوله: “تموضعت تسع نقاط عسكرية في أطراف درعا البلد وبداخلها، ويجري العمل على تسوية أوضاع من يرغب من المسلحين بعد تسليم سلاحه”، مضيفاً “هناك هدوء حذر وننتظر استكمال خطوات التسوية، والنظام لا يفضل الحل العسكري”.
ولفتت إلى أنه رغم غياب دوي القذائف والمدافع، إلا أن عدداً قليلاً من الأهالي عاد إلى منازلهم في حي المنشية “بانتظار استكمال فتح الطرقات وإعادة تأهيلها”، مشيرةً إلى أنه على مدخل درعا البلد، توقفت سيارتان تحملان العلم الروسي، وبجانبهما جنود من الشرطة العسكرية الروسية يراقبون حركة المدنيين الخفيفة.
ونقلت الوكالة عن مصدر محلي في درعا قوله: “باشرت الأفران العمل خلال الساعات الماضية، ويجري العمل على إنشاء نقاط صحية”.
المصدر: المدن