“تجاوز للخط الأحمر وتهديد خطير” للأردن وإسرائيل من الجارة الشمالية

يحذر محللون من تداعيات وخطورة دخول قوات عسكرية تابعة للنظام السوري والقوات التابعة له إلى آخر معقل للمعارضة في درعا، الأربعاء، ما يعني أن الميليشيات الإيرانية أصبحت على الحدود مع الأردن وبالقرب من إسرائيل.

ويشير الباحث السوري في معهد الشرق الأوسط في واشنطن، سمير التقي، في حديثه مع موقع “الحرة” إلى أن “أعلام حزب الله والفاطميين والميليشيات الإيرانية المختلفة أصبحت منتشرة في درعا البلد، ما يعني انهيار التفاهمات الروسية الإسرائيلية بشأن الميليشيات الإيرانية، فضلا عن تهديد خطير يشكله التطور الجديد للأردن”.

وذكرت وكالة الأنباء الرسمية التابعة للنظام، الأربعاء أن “وحدات من الجيش دخلت حي درعا البلد وبدأت بتثبيت عدد من النقاط تمهيداً لبدء عمليات تفتيش وتمشيط في المنطقة بحثاً عن السلاح”.

ويشكل وجود ميليشيات إيرانية على الحدود مع الأردن تجاوزا للخطوط الحمراء التي اتفقت عليها  إسرائيل مع روسيا والتي من بينها أن الميليشيات الإيرانية عليها أن تكون على بعد 100 كيلو متر من الحدود الإسرائيلية وألا تقترب أكثر من ذلك، بحسب المحلل السياسي الإسرائيلي، إيلي نيسان، لموقع “الحرة”، مؤكدا أن “تجاوز هذا الخط الأحمر لا يمكن لإسرائيل أن تجعله يمر مرور الكرام”.

ومنذ نهاية يوليو، شهدت مدينة درعا تصعيداً عسكرياً بين قوات النظام ومجموعات مسلحة محلية، بعد ثلاث سنوات من تسوية استثنائية رعتها روسيا أبقت على تواجد مقاتلين معارضين في مناطق عدة من المحافظة الجنوبية، بينها الأحياء الجنوبية لمدينة درعا والتي تعرف بدرعا البلد.

وينهي الاتفاق استثناء تمتعت به درعا البلد خلال السنوات الثلاثة الماضية، ويتوقع ناشطون أن تتجه قوات النظام إلى مناطق في ريف درعا يتواجد فيها مقاتلون معارضون بهدف التوصل إلى النتيجة ذاتها.

انهيار التوافقات الإسرائيلية الروسية

يؤكد التقي أن “ما حدث يشكل تهديدا بالطبع لإسرائيل، خاصة أنه كان هناك مستوى معينا من التفاهمات الإسرائيلية الروسية فيما يتعلق بدور روسي بضبط السلوك الإيراني في سوريا”.

لكن هذه التفاهمات انهارت بحسب ما يرى التقي، “الأمر الذي أدى إلى أن روسيا ترفع يدها عمليا وتسمح للإيرانيين عمليا أن يقوموا بإشغال الحدود السورية الإسرائيلية والسورية الأردنية”.

يشير التقي إلى أن أهم ملامح انهيار التوافقات هو قيام سلاح الجوي الروسي بإسقاط عدد من الصواريخ الإسرائيلية أثناء مهاجمتها لبعض المواقع الإيرانية، رغم أن الأصل في الاتفاق هو أنه عندما تقوم إسرائيل بقصف مواقع داخل سوريا سواء كانت تابعة للنظام أو الميليشيات الإيرانية فعلى الروس ألا يتدخلوا، فضلا عن سماح الروس مؤخرا بدخول الميليشيات الإيرانية إلى درعا بشكل واسع”.

يوضح التقي أيضا أن “الروس لا يستطيعون أن يسيطروا على الوجود الإيراني من جهة لأن الإيرانيين قاموا بعملية تشييع واسعة نسبيا في الجنوب، هي نسبة لا تكفي لتغيير نسبة السكان ديموغرافيا ولكنها كافية لتشكيل فصائل موالية لهم تقوم بالتسهيل اللوجستي وبناء القاعدة المجتمعية والسياسية لهم، هذا أمر لا يستطيع الروس إيقافه”.

“مخاطر كبيرة على الأردن وإسرائيل”

بالنسبة للأردن، يشير التقي إلى أنه يجب مراعاة أن على حدوده الميليشيات الإيرانية سواء في الحدود مع العراق أو مع سوريا، وأصبحت هذه الميليشيات تشكل “تهديدا حقيقيا ومتقدما”.

ما يخيف المسؤولين في الأردن من وجود الميليشيات الإيرانية على حدود بلادهم، بحسب التقي، أن “بعض التيارات الإسلامية داخل الأردن يمكن أن تتعاطف معها في إطار مفهومها للصراع العربي الإسرائيلي وبالتالي التضامن مع إيران بأشكال مختلفة في أجندتها الإقليمية يمكن أن يجد له حوامل داخل الأردن، وهذا يشكل خطر للاستقرار الداخلي في الأردن والذي يمتد بالطبع إلى السعودية وإسرائيل”.

أما بالنسبة لمخاطر وجود ميليشيات إيرانية على الحدود مع الأردن وبالقرب من إسرائيل فيلخصه تحذير إسرائيل نفسها الثلاثاء، من أن إيران وضعت صواريخ دقيقة موجهة إلى أراضيها من لبنان وسوريا.

يقول التقي “بوصول هذه الميليشيات الآن إلى الحدود مع الأردن، يمكن نقل هذه الصواريخ بسهولة من أماكن بعيدة إلى أماكن قريبة وبالتالي هذا ينقل مستوى الحذر والمخاطر بالنسبة للأردن وإسرائيل”.

يؤكد التقي أن هذا الخطر الجديد للميليشيات الإيرانية يعني أن إيران تريد أن تصعد الوضع في المنطقة إلى مرحلة متقدمة، لأن خطر وجود آلاف الصواريخ الدقيقة المباشر على إسرائيل أهم بكثير من خطر القنبلة النووية، بمعنى أن هذا يشكل مخاطر على الديموغرافيا وعلى المقدرات المدنية والعسكرية الإسرائيلية بشكل كبير”.

ويوضح أن “هناك 120 ألف صاروخ إيراني موجودة في لبنان بعضها أصبح دقيقا ويتمتع بإمكانيات التوجيه الذاتي وهناك أيضا كمية غير معروفة بدقة لكنها تقدر بحوالي 30 ألف صاروخ على الحدود السورية الإسرائيلية في منطقة الجولان، كانت في الماضي غير دقيقة ولا تشكل خطرا جديا ولكنها الآن أصبحت أكثر خطورة وهذا يشكل توازن خطير بالنسبة لإسرائيل يمكن أن يعطي إيران إمكانية أن تفعل ما تشاء”.

“إسرائيل ستتخذ الإجراءات المناسبة”

في المقابل يؤكد نيسان أنه “إذا حاولت إيران من خلال الميليشيات بالتموضع بالقرب من الحدود الإسرائيلية وأصبح يشكل تهديدا على أمن إسرائيل فإننا لن نقف مكتوفي الأيدي”.

وأضاف أن “لدى إسرائيل خطة بأنها لا تستطيع أن تفسح المجال لتموضع ميليشيات إيرانية على الحدود بالقرب من إسرائيل، وهي تعرف كيف تتحذ الإجراءات والتدابير لمنع تشكيل أي خطر عليها”.

وأضاف “عندما تتوفر معلومات استخباراتية عن استخدام قوات النظام السوري في درعا بواسطة الميليشيات التي ربما ترتدي ملابس جيش النظام، أو أن إيران تقوم بنقل أسلحة من دمشق إلى حزب الله تقوم إسرائيل باستهداف هذه المواقع”.

المصدر: الحرة. نت

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى