الخمينية والأسدية

زياد المنجد

من الأنظمة الدكتاتورية المعمرة في المنطقة نظاما الأسد والخميني، ورغم تعرض معظم أنظمة الحكم في الشرق الأوسط لهزات أدت لتبدل بعضها واصلاح البعض الأخر، بقي نظاما الأسد و الخميني ثابتان لم تستطع العواصف الداخلية والدولية أن تغير فيهما شيئاً فماهو سر ذلك؟.هل يتعلق الأمر بقوتهما أم أن ذلك يعود لدور يلعبانه في المنطقة لزعزعتها، كونهما نظامان وظيفيان ينفذان مخططاً لتدمير المنطقة وتشويه صورة العروبة والاسلام بدعم من القوى الاستعمارية رغم مسرحية العداء المصطنع بينهما وبين تلك القوى .

نظام الشاه كان خادماً وفياً للغرب والصهيونية لكنه أصبح عاجزاً عن لعب دور يؤدي لتفتيت المنطقة عبر الفكر الطائفي ،فكان لابد من ازاحته وايصال الخميني الى طهران بطائرة فرنسية ومباركة دولية ليبدأ مسيرته ضد الأمة العربية والاسلامية بشعار تصدير ثورته الطائفية الى المنطقة، أما نظام الأسد فمعروف كيف وصل الى السلطة، وكانت كل الدلائل تشير الى نهايته بوفاة الأسد الأب الذي وافاه الأجل قبل انهاء دوره التخريبي فكان لابد من توريث الإبن ليكمل المشوار.

الخمينية والأسدية نظامان يحرص الصهاينة والغرب الاستعماري على استمرارهما، فلكل منهما دور مرسوم في تخريب المنطقة خدمة للكيان الصهيوني الذي تهدد وجوده الوحدة العربية والاسلامية ،فكُلف نظام الأسد في تخريب المفهوم القومي وافراغ مفهوم الوحدة العربية من محتواه مرتكباً اشنع الجرائم بحق شعب سورية، محارباً فصائل الثورة الفلسطينية، مجهزاً على القوى الوطنية اللبنانية، واقفاً مع ايران في حربها ضد العراق، متنازلاً عن الجولان للصهاينة كل ذلك وهو يرفع الشعارات القومية العربية لتشويه الفكر القومي العربي.

أما تخريب الرابط الإسلامي فقد أجاده نظام خميني وورثته اجادة تامة بسيطرتهم على اربع عواصم عربية وباشروا ببث الفكر الطائفي في دول المنطقة تأسيساً للاقتتال بين المسلمين وتدمير الوحدة الاسلامية، وكل ذلك تحت شعار نشر الاسلام وتحرير القدس.

وللحقيقة اقول لقد اجاد النظامان دورهما واستحقا ان يكونا جزءاً من النظام الدولي في المنطقة ومن يعتقد بقرب زوالهما فهو واهم فمازال لديهما دورٌ يلعبانه في تدمير وتقسيم المنطقة العربية

 

المصدر: كل العرب

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى