قضى تسعة مدنيين، في حصيلة أولية، الخميس، إثر قصف عشوائي لقوات النظام بالمدفعية الثقيلة، وصواريخ (أرض – أرض) من نوع “الفيل” استهدف أحياء متفرقة من درعا البلد ومنطقة اليادودة بريف درعا الغربي، جنوب سورية.
وفيما تمكن شبان درعا من صد محاولات قوات النظام والمليشيات الإيرانية التي تهدف للتقدم نحو درعا البلد، وهاجم أيضاً الشبان عدة حواجز لقوات النظام في ريفي درعا الشرقي والغربي، أدت تلك الهجمات لمقتل العديد من عناصر النظام وأسر أكثر من 100 عنصر واغتنام أسلحة ثقيلة ومتوسطة وفردية.
وحصل “العربي الجديد” على معلومات من مصادر خاصة تؤكد بأن اجتماعاً تفاوضياً جرى، صباح الخميس، بين قيادات من “الفيلق الخامس” الذي تدعمه روسيا، وضباط من قوات النظام، و”اللجنة المركزية” في ملعب البانوراما في حي القصور ضمن درعا، حول تهدئة جديدة في درعا البلد، لكن شبان درعا رفضوا الاتفاق والبنود التي تم طرحها، بسبب تصعيد النظام تكثيف القصف في درعا البلد ومناطق أخرى من محافظة درعا.
ونفى عضو لجنة المفاوضات عدنان المسالمة هذه المعلومة، موضحاً أنهم في حالة معركة ولم يحصل أي تواصل بينهم وبين النظام.
وقال الناشط أبو البراء الحوراني، وهو عضو “تجمع أحرار حوران” في حديث لـ”العربي الجديد”، إن ستة مدنيين قُتلوا كحصيلة أولية، غالبيتهم نساء وأطفال، عصر اليوم الخميس، إثر قصف قوات النظام بصاروخ “فيل” منزلٍ لعائلة الزعبي في منطقة اليادودة بريف درعا الغربي.
وأكد الحوراني أنه حتى اللحظة عُرف من الضحايا امرأة تدعى نهلة الزعبي وابنها حمزة الزعبي، وثلاثة أطفال وهم: “محمد وبراء وريتاج الزعبي” وشخص مجهول الهوية، ولا يزال هناك مدنيين عالقين تحت الأنقاض بسبب سقوط عشرة صواريخ “فيل” على أحياء متفرقة من المنطقة.
إلى ذلك، أضاف الحوراني أن ثلاثة مدنيين قضوا، اليوم الخميس، إثر قصف مكثف لقوات النظام بالمدفعية الثقيلة والصواريخ أحياء متفرقة من درعا البلد، بالإضافة لقصف مماثل استهدف طريق السد والمخيمات المحيطة به.
وبلغ عدد الجرحى المدنيين في المنطقة أكثر من سبعة مدنيين بينهم حالات حرجة، بالتزامن مع توقف النقطة الطبية الوحيدة في درعا البلد عن الخدمة نتيجة استهدافها يوم أمس الأربعاء بقذائف المدفعية من قبل قوات “الفرقة الرابعة” رأس حربة الحملة العسكرية لقوات النظام على درعا.
ولفت الحوراني إلى أن الناشط الإعلامي والمصور عاطف الساعدي المنحدر من منطقة المزيريب الغربي، أُصيب ظهر الخميس، إثر تعرضه لطلق ناري من قبل عناصر قوات النظام، لحظة تغطيته للمعارك الدائرة بالقرب من حاجز قوات النظام في مؤسسة الري غرب درعا”.
من جهة أخرى، أشار الحوراني إلى أن شبان درعا تمكنوا من تحرير كلٍ من “حاجز المساكن العسكرية، وحاجز المشفى، ومفرزة الأمن العسكري في بلدة صيدا شرق درعا، وحاجزين عسكريين في بلدة كحيل شرق درعا، وحاجزين للأمن العسكري في بلدة أم المياذن شرق درعا، وحاجز البكار بين بلدتي تسيل والبكار غرب درعا، ومفرزة الأمن العسكري في بلدة الشجرة غرب درعا، وحاجزاً عسكرياً بين بلدتي تسيل وسحم الجولان غرب درعا، وتل السمن الذي تتمركز به قوات النظام بالقرب من مدينة طفس غرب درعا، وحواجز الرادار، والسرو، ومزارع النعام في بلدة نعيمة شرق درعا، وحاجزي السريا، والقطاعة في مدينة جاسم غرب درعا، وحواجز عسكرية داخل مدينة الحراك شرق درعا، وحاجزاً عسكرياً بين بلدتي صيدا والطيبة شرق درعا، وحاجزاً عسكرياً غربي بلدة نمر شمال درعا، وتل المحص على أطراف مدينة جاسم الشمالي”.
وأضاف أن “هجمات شبان درعا على حواجز ونقاط قوات النظام العسكرية أدت إلى مقتل أكثر من من 20 عنصراً من قوات النظام، وأسر أكثر من 100عنصر آخرين بينهم ضباط، بالإضافة لاغتنام دبابتين، ورشاشات متوسطة متنوعة محملة على سيارات دفع رباعي، وأسلحة فردية وذخائر بكميات كبيرة”.
وأوضح الحوراني أن “قوات النظام استهدفت بقذائف المدفعية الثقيلة مدينة جاسم بريف درعا الغربي، بالتزامن مع اقتحام شبان المنطقة للمركز الثقافي، الذي يتخذه فرع أمن الدولة مقراً له داخل المدينة”. ونوه إلى أن “شبان من بلدة صيدا بريف درعا الشرقي أغلقوا الأوتوستراد الدولي (دمشق_عمان)، قطعوه نارياً أمام مجموعات النظام العسكرية القادمة إلى المحافظة”.
وأكد أبو البراء الحوراني أن “القيادي في الجيش الحر التابع للمعارضة السورية (معاذ الزعبي) من مدينة طفس، قضى ظهر الخميس، خلال الاشتباكات الدائرة مع قوات النظام بالقرب من منطقة الري غربي درعا، بالإضافة لإصابة عدد من مرافقيه بجروح متفاوتة”.
وبحسب الحوراني، فإن “الزعبي” كان قائداً لفصيل “المعتز” التابع للجيش الحر، ورفض الانتساب لتشكيلات النظام الأمنية عقب سيطرتها على محافظة درعا في يوليو/ تموز 2018.
ولفت إلى أن قوات النظام حاولت اغتياله أكثر من مرة، كما حاولت اقتحام مدينة طفس والضغط على الأهالي لإجبار الزعبي على المغادرة إلى المناطق التي تُسيطر عليها المعارضة السورية شمال غرب سورية.
وكانت قوات “الفرقة الرابعة” التي يقودها ماهر الأسد، شقيق رأس النظام السوري، قد حاولت صباح اليوم، اقتحام منطقة درعا البلد من ثلاثة محاور وهي: “القصاب، والنهلة، والقبة” صباح اليوم الخميس، تصدى شبان درعا لتلك المحاولة التي استمرت لساعتين وسط تمهيد مدفعي وصاروخي مكثف، ما أدى لمقتل وجرح العديد من عناصر الفرقة دون إحراز أي تقدم يذكر على الأرض.
وأكد الناشط أبو البراء الحوراني عضو “تجمع أحرار حوران” في حديث لـ “العربي الجديد” أن اجتماعاً تفاوضياً بدأ عند الساعة الـ 5:40 مساء اليوم الخميس، في ملعب البانوراما ضمن حي القصور داخل مدينة درعا، بين قوات النظام من جهة، واللجنة المركزية من جهة أخرى، مُشيراً إلى أنه هناك طروحات لإيقاف إطلاق النار في درعا لمدة ساعة لحين انتهاء الاجتماع بين الطرفين في محاولة منهما للتوصل إلى اتفاق.
وأضاف الحوراني إلى أن “إجتماعاً آخر بدأ عند الساعة السادسة من مساء اليوم الخميس، بين قادة عسكريين في (الفيلق الخامس) المدعوم من روسيا، و ضباط من قوات النظام، في منزل أبو شريف المحاميد عضو في اللجنة المركزية داخل درعا البلد”.
ولفت إلى أن الاجتماعين لم تظهر عنهما أي نتائج حتى اللحظة لحين انتهائها، لافتاً إلى أن إطلاق النار توقف في درعا البلد حتى صدور نتائج الاجتماعيين، بالتزامن مع استمرار قصف قوات النظام على مدينة جاسم شمال المحافظة.
وأوضح الحوراني أن “مدنيين إثنين قُتلا، عصر الخميس، إضافة لإصابة مدنيين آخرين، إثر قصف قوات النظام بالمدفعية الثقيلة منازل المدنيين في مدينة جاسم شمال محافظة درعا”، مضيفاً أن “دبابات قوات النظام ومدافع الهاون التابعة لها لا زالت حتى الآن مستمرة في استهداف أحياء المدينة، بالتزامن مع إرسال قوات النظام تعزيزات عسكرية بينها آليات ثقيلة إلى أطراف المدينة”.
ولفت أبو البراء إلى أن “قوات النظام في مدينة الحارة بريف درعا الغربي، تذيع عبر مكبرات الصوت، بفرض حظر تجوال للآليات ابتداءاً من الساعة العاشرة من مساء اليوم الخميس، وحتى السادسة من صباح الغد”.
المصدر: العربي الجديد