قُتل وجُرح عددٌ من عناصر “الجيش الوطني” الحليف لتركيا، اليوم الإثنين، إثر قصف لقوات النظام بقذائف الهاون استهدف معبر “أبو الزندين” القريب من مدينة الباب الواقعة ضمن منطقة “درع الفرات” شرق محافظة حلب.
وبلغ عدد الضحايا المدنيين نتيجة تصعيد قوات النظام وروسيا، خلال الفترة الماضية، في منطقة جبل الزاوية جنوب إدلب، أكثر من 48 شخصاً، غالبيتهم من النساء والأطفال، على الرغم من توقيع اتفاق وقف إطلاق النار بين الجانبين “الروسي والتركي”، في الخامس من مارس/آذار العام الفائت.
وقال الناشط شريف الحلبي، في حديث لـ”العربي الجديد”، إن عنصرين من “فرقة السلطان مراد” المنضوية ضمن صفوف “الجيش الوطني” قضيا، مساء الإثنين، وأُصيب أربعة عناصر آخرين، إثر قصف بقذائف الهاون من قبل قوات النظام المتمركزة على أطراف مدينة الباب، استهدف نقطة حرس للفرقة داخل معبر “أبو الزندين” الفاصل بين قوات المعارضة وقوات النظام شرق محافظة حلب.
من جهة أخرى، ارتفعت وتيرة هجمات النظام السوري وحليفه الروسي على شمال غربي سورية، منذ بداية يونيو/حزيران الفائت وحتى الآن، حيث تركزت بشكل كبير على منطقة جبل الزاوية جنوب محافظة إدلب، ومنطقة سهل الغاب غرب محافظة حماة، مخلفةً تلك الهجمات العديد من الضحايا المدنيين، غالبيتهم من النساء والأطفال.
وأكد مدير المكتب الإعلامي في المديرية الثانية للدفاع المدني، محمد حمادة، في حديث لـ”العربي الجديد”، أن “الخوذ البيضاء” وثقت أكثر من 215 هجوماً منذ بداية حملة التصعيد العسكرية، في 5 يونيو/حزيران حتى اليوم الإثنين، مُشيراً إلى أن تلك الهجمات تسببت في مقتل أكثر من 48 شخصاً، من بينهم 20 طفلاً و10 نساء، ومتطوعين اثنين في صفوف “الدفاع المدني السوري”، بالإضافة إلى إصابة 115 شخصاً، من بينهم أكثر من 30 طفلاً.
ولفت إلى أن عدد المجازر التي ارتكبتها قوات النظام وروسيا بلغ 6 مجازر، في ريف إدلب، منذ بداية يونيو/حزيران، حيث راح ضحيتها 40 شخصاً، بينهم نساء وأطفال، وجرح نحو 39 آخرين.
ونوه حمادة إلى أن “استمرار عمليات القصف الممنهج من قبل قوات النظام وحلفائها دفع عدة عوائل إلى النزوح من جبل الزاوية، ما شكل حالة من الرعب لدى آلاف القاطنين في قرى وبلدات جبل الزاوية، الأمر الذي ينذر بكارثة إنسانية في حال استمرار القصف، فهو يضع المدنيين بين سندان الموت ومطرقة التهجير”.
وتابع المسؤول الإعلامي قوله، إن آلاف المدنيين عادوا إلى قرى وبلدات جبل الزاوية، رغم استمرار عمليات القصف والخرق الدائم لاتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في الخامس من مارس/آذار العام الفائت، بعدما كابدوا الويلات من النزوح في المخيمات، وفي سعيهم لجني محاصيلهم الزراعية التي هي لقمة عيشهم.
وأشار إلى أن النظام وروسيا يحاولان حرمان الأهالي من محاصيلهم عبر القصف والقتل والتهجير، مؤكدًا أنهم مهددون بالنزوح في أية لحظة، موضحًا أن استمرار التصعيد العسكري يهدد حياة 4 ملايين مدني في شمال غربي سورية، وسط صمت دولي وغياب لأي تحرك من الأمم المتحدة ومجلس الأمن لردع النظام وروسيا ووضع حد لهذه الهجمات القاتلة.
وكانت فرق الدفاع المدني قد تمكنت، صباح اليوم الإثنين، من انتشال جثة طفلة من تحت الأنقاض بعد عمل استمر لقرابة الـ20 ساعة، نتيجة قصف قوات النظام ليل السبت بقذائف “كراسنوبول” (روسية الصنع) منزلاً للمدنيين في بلدة إحسم جنوب شرق منطقة جبل الزاوية، ليرتفع عدد ضحايا المجزرة إلى ثمانية ضحايا، بينهم خمسة أطفال وامرأتان جُلهم من عائلة واحدة.
المصدر: العربي الجديد