سألتني السيدة الشركسية التي كنا بضيافتها في الزرقاء أما علمتك أمك الشركسية كلمة من لغتنا ؟ قلت لها على العكس أنا علمتها العربية فعشقتها وأحبت المتنبي …ووجدت في أشعار رابعة العدوية وهي المتدينة مايروي عشقها الصوفي للخالق العظيم تتغنى بها وهي تشرق بالبكاء
أحِبُكَ حُبَيْنِ حُبَ الهَـوىٰ …..وحُبْــاً لأنَكَ أهْـل لـِذَاك ….فأما الذى هُوَ حُبُ الهَوىٰ ….فَشُغْلِى بذِكْرِكَ عَمَنْ سـِواكْ …..وامّـا الذى أنْتَ أهلٌ لَهُ ….فَلَسْتُ أرىٰ الكَوْن حَتىٰ أراكْ .
وعلق زوج صديقتنا الأردنية لم يبق إلا أن تهتف ….أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة
تربية حزب البعث وأضحكنا جميعاً .
أمي شركسية وليس على هذا الكوكب من يعتز بعروبته مثلي ..فالعروبة ليست دماً ولا عرقاً ولاجنساً .
إنها إيمان بهذه الأمة ..واعتزاز بتاريخها ..والتكلم بلغتها ..وعشق أدبها والتطلع لعودتها إلى التاريخ من جديد …وليس هذا عن تعصب أعمى فقد درست تاريخها وحضارتها وما قدمته للإنسانية وما أنجزته في كل مجالات الحياة رأيت شكسبير لا يطاول المتنبي ولم أقرأ شاعرا يداني أبا العلاء …واطلعت على رأي علماء ومستشرقين موضوعيين من الشرق والغرب أشادوا بها وأعلوا من شأنها وقال بعضهم إنها أقرب حضارات العالم إلى الكمال الإنساني ويكفي أن يتفقوا على أن هناك حضارتين جديرتين بهذه التسمية هما الحضارة اليونانية والحضارة العربية الإسلامية .فلا حضارات سورية القديمة تستحق هذا الإسم ولا الفارسية …وكم أسعدني أن أقرأ ماقاله ولي عهد بريطانيا الدارس للتاريخ
لقد تعمدنا تجاهل الحضارة العربية الإسلامية قرونا لأمر تخفيه نفوسنا وها نحن اليوم نقر بفضلها على حضارتنا الغربية من أسها لرأسها …وأتذكر الأندلس وأنا بين ملايين السياح المأخوذين بروعة آثارنا وأجهش بالبكاء وأتذكر نزار قباني والإسبانية التي تباهت بأجدادها
وما أبدعوه وهي لاتعلم انها تحكي عن أجداده الأمويين فيقول لي واحد من أهلي
النكد ورانا ورانا ..ويقسم أن لا يزور الأندلس مرة أخرى بصحبتي
هذه دعوة للرد على من يحاولون التفريق بيننا بمصطلح الأقليات المصطلح الغربي الذي يودون أن يطبقوه على مجتمعاتنا لأسباب لا تخفى على أحد وقد عشنا دهرا لا نعرف مَن مِن جيراننا من أصل كردي أو تركي أوشركسي …ولانسأل إن كان مسيحيا أو مسلما شيعيا أوسنيا
وسنعود سوريين عربا كنا ونبقى عربا وقد قال رسولنا الكريم : ليست العربية بأحدكم من أب أو أم وإنما العربية اللسان.
المصدر: صفحة نائلة الامام