اقتلاع رأس أبي جعفر المنصور أم اقتلاع “جذور العرب” من العراق؟!

طلال بركات

    انتهت مسرحية اعتقال قاسم مصلح بصك قضائي يبرئه من كل التهم ولغرض إشغال الناس عن هذه المهزلة بدأ فصل جديد من مسرحيات التلاعب في التاريخ والجدل الاعلامي المثار حول ازاحة تمثال رأس الخليفة العباسي أبي جعفر عبدالله بن محمد بن علي المعروف بالمنصور للتغطية على من قتل الثوار وكيف تم تبرئة القاتل في ساعات وهناك الآلاف مغيبون في السجون لا أحد يسأل عنهم ..

    هكذا يستغلون المواقف التاريخية المزورة لتشويه رموز الاسلام لإثارة الجانب الطائفي من قبل جهات سياسية فاشلة تريد استثمار حوادث التاريخ لاغراض انتخابية من اجل ارباك الوضع لصالحها كما هي مهزلة محاكمة هشام بن عبد الملك قبل سنوات بمحكمة الكوفة في مسرحية هزيلة مخزية تعبر عن مدى الحقد الفارسي للانتقام من العرب تحت سلسة من الروايات الكاذبة على مدار التاريخ الاسلامي ومنها فرية قتل الامام الصادق الذي سجن بوشاية من ابي مسلم الخرساني واتهام المنصور بقتله بينما عند وفاته كان المنصور في الحج بمعنى لا دليل تاريخياً يؤكد أن الامام الصادق قتل وهذا ما اشار اليه كبار علماء الشيعة ومنهم المفيد الذي قال “بأنه دفن بالبقيع مع ابيه وجده وعمه الحسن عليهم السلام” ولم يذكر شيئا عن كونه قتل مسموما، وهذا ما ذكره الكافي ايضاً الذي قال : ” مات (عليه السلام) في شوال من سنة ثمان وأربعين ومائة وله خمس وستون سنةً، ودفن بالبقيع”..

     لذلك يجب الانتباه عند التعامل مع روايات التاريخ والرموز الاسلامية المؤثرة تعاملا من اجل الحقيقة وليس من خلال تزوير التاريخ وتشويه الحقائق برؤية طائفية مزيفة يتم تجييرها لغرض الانتقام من رموز العرب المسلمين لصالح الفرس والا هل يعقل ان يستخدم تاريخنا العربي والإسلامي سيوفاً تقوم بتقطيع رموز امة العرب والمسلمين ان لم يكن ذلك لدوافع معروفة وهناك قطيع من النعاج والسذج يرددون ما يقولة الفرس من اساطير وقصص وخرافات واكاذيب دون السؤال عن سبب ذلك، ويا ليت ابناء قومي يعلمون ما هو السبب الحقيقي وراء كره الفرس لرموز العرب لبطل العجب لان الجواب بسيط :

– يكرهون الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه لانه أطفأ نار المجوسية في معركة القادسية والمدائن وأدخل بلاد فارس الى الاسلام اي لو كان الفرس حقاً مسلمين لقدّسوا عمراً لانه اخرجهم من الظلمات الى النور .

– يكرهون أبا جعفر المنصور لانه قتل أبا مسلم الخرساني وانهى نفوذ الفرس في الدولة العباسية .

 – يكرهون خالد بن الوليد لانه قتل هرمز .

– ويكرهون المثنى بن حارثة الشيباني لانه قتل بهمن .

– ويكرهون هشام بن عتبة لانه قتل الهرمزان .

– ويكرهون هلال بن علقمة التميمي لانه قتل رستم وهو الذي صاح صيحته المشهورة “قتلتُ رستم وربِّ الكعبة”.

– ويكرهون القعقاع بن عمرو لانه قتل الفيرزان على مشارف همدان في معركة نهاوند.

– ويكرهون النعمان بن مقرن لانه قائد جيش المسلمين في معركة نهاوند التي تعتبر من المعارك الفاصلة في تاريخ الفتوحات الإسلامية في بلاد فارس، لذلك سُمّيت بفتح الفتوح، ويعود تاريخ وقوع هذه المعركة إلى عهد الخليفة الراشد عمر بن الخطاب في سنة 21 للهجرة على مشارف بلدة نهاوند الكائنة في شمال محافظة همدان من بلاد فارس، حيث كانت المعركة بين جيوش الفرس الساسانيين وجيوش المسلمين بقيادة النعمان بن مقرن.

– ويكرهون سعد بن ابي وقاص لانه قائد جيش القادسية الذي تباهى به الرسول قائلاً هذا خالي فليرني كل امرئٍ خاله.

– ويكرهون هارون الرشيد لانه قضى على البرامكة الفرس.

– ويكرهون صلاح الدين الأيوبي لأنه أنهى حكم الدولة الفاطمية في مصر .

   لذلك نجد دهاقنة الفرس نسجوا لكل واحد منهم الف قصة والف رواية من الكذب والتدليس لتشويه تاريخ قناديل الاسلام الذين نشروا نوره في اقصى بقاع الارض فضلا عن دور الاخرين من الصحابة والتابعين رضي الله عنهم جميعا الذين لهم الفضل في كثير من المحطات المضيئة في التاريخ الاسلامي .. لهذا يكرهون العرب لانهم دكوا قلاع الشرك وانهوا دولة المجوس.

   ويبقى السؤال الاخير ماذا قدم احفاد كسرى للاسلام والمسلمين غير السب واللعن والطعن ونشر الاساطير والدسائس والمؤامرات والكذب والدجل والبدع والخرافات والضغينة والاحقاد من اجل الطعن بالعرب ونشر الفرقة بين المسلمين.

المصدر: برقية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى