تعرض الفلسطينيون في الداخل المحتل، لاعتداءات وحشية، واستخدام العنف المفرط والضرب المبرح من شرطة الاحتلال خلال الهبة التي جاءت نصرة للقدس وتنديدا بالعدوان على غزة واعتداءات المستوطنين.
وقال مركز “عدالة” في الداخل المحتل، في بيان، إن الطاقم القانوني في المركز وثق شهادات معتقلين ومحامين ومسعفين، تفيد باعتداءات عنيفة أثناء اعتقالات متوحشة ضد المارين والمتظاهرين في الناصرة، من قبل شرطيين ومستعربين واقتيادهم إلى غرفة تعذيب ضيقة، بات المعتقلون فيها طوال ليلة كاملة وسط منع دخول المحامين إلى مركز شرطة المسكوبية ومنع تقديم العلاج للمصابين.
وذكر البيان الذي نقله موقع “عرب48″، أن مسعفا عالج ستة مصابين، اثنان منهما بحالة خطيرة، وذكر أنه طلب من شرطة الاحتلال نقل المصابين إلى العلاج الطارئ في المشفى، لكن طلبه قوبل بالرفض وتم تحويلهما فقط في ساعات الصباح، وسط تشكيل خطر على حياتهما.
وأشار البيان، إلى أن المحامين أكدوا إغلاق مركز شرطة المسكوبية بوجههم من قبل أفراد الشرطة، ومنعهم من الدخول لساعات طويلة، وواصلوا الانتظار خارج أبوابه على مدار أيام من أجل الدخول ومنح الاستشارة للمعتقلين.
وتم الاعتداء على إحدى المحاميات التي وصلت لتقديم الاستشارة، وقال لها الشرطي بعد إسقاطها أرضا: “اقتربي يا كلبة” وتم ضرب محام آخر كان برفقتها واقتياده إلى الاعتقال.
وتلقى مركز عدالة شهادات محامين آخرين ضُربوا واعتقلوا، وأفاد المحامون أيضا بالإفراج عن عدة معتقلين دون إعادة ممتلكاتهم الشخصية كالنقود والهاتف النقال والنظارات الشمسية، وعن التحقيق مع قاصرين دون حضور والديهم أو حتى إعلامهم بالاعتقال.
وتابع البيان: “تلقى المعتقلون في مركز المسكوبية سلسلة من الاعتداءات والتنكيل، والإهانة التي بلغت حد التعذيب بالإضافة إلى العنف والضرب المتوحش، إذ وصل عدة معتقلين إلى مركز الشرطة يعانون من إصابات تلقوها من المستعربين الذين واصلوا ضربهم واعتقالهم دون التعريف عن أنفسهم، وروى أحد المعتقلين أنه مر بجانب ملثمين يضربون طفلا بقسوة ووحشية، ووقف كي يساعده ولم يعلم أنهم مستعربون من الشرطة فقاموا بالاعتداء عليه واقتياده إلى الاعتقال”.
وقال البيان إن المعتقلين “وصلوا إلى المحكمة مع غُرز في الرأس وتورم وخدوش في الوجه، وعلامات زرقاء في الجسد، وآثار لعنف جسدي ونفسي تلقاه المعتقلون والمحامون، وظهرَ في جلسات محاكمتهم”.
ونقل البيان شهادة باسمِ فايز زبيدات الذي تحدث عن تجربة اعتقاله القاسية، قائلا: “أفراد الشرطة قاموا بجري وضربي طوال الطريق المؤدي من ساحة العين (في الناصرة) إلى المسكوبية وأمروني بالنظر إلى الأسفل رغم أنني لم أعارض اعتقالي، شاهدنا شرطي في الطريق كما يبدو أنه ضابط ما فضحك بصوت عال وقال لهم: اعتقلتم هذا فقط؟ لا يكفي أريد المزيد”.
وأضاف زبيدات: “قيدوا يديّ بالأصفاد فور وصولنا مركز الشرطة وحولوني إلى شرطي آخر قام بإدخالي إلى غرفة صغيرة تواجد فيها معتقلون آخرون، وأفراد الشرطة قاموا بفك الأصفاد عن يدي وربطي بذات الأصفاد مع معتقلين آخرين… وبدأوا بضربنا ضربا مبرحا بأقدامهم وعصيهم”.
وقال المحاميان ناريمان شحادة- زعبي، ووسام شرف في الشكوى، إنه في “غرفة التعذيب في جهة اليسار من مدخل مركز المسكوبية، أجبر أفراد الشرطة المعتقلين على الجلوس أرضا وسط ربط أيديهم وأرجلهم وجلوسهم أرضًا والرأس موجه نحو الأسفل، وضربهم ضربات قاسية في جميع أنحاء أجسادهم وركلهم بواسطة الأرجل والعصي.. و(ضرب) رؤوسهم بالجدران والباب، مما أدى إلى إصابات بالغة للمعتقلين”.
وأضافا بحسب البيان أن “من جازف (من بين المعتقلين) برفع رأسه للأعلى، تلقى المزيد من الضرب الذي استمر حتى امتلأت أرضية الغرفة جميعها بالدماء، وتم إلزام بعض المعتقلين بالتوقيع على اعتقال منزلي مدته (5) أيام مقابل تلقيهم العلاج ودون استشارة محامي”.
المصدر: عربي21