آنيّاً ولحظويّاً وبعيداً عن قنابل وصواريخ المعركة .!

رائد عمر

في منتصف نهار أمس , وجّهتْ محاوِرة قناة ” العربية الحدث ” سؤالاً بريئاً وبسيطاً , وستراتيجياً وخطيراً الى مراسلها ” زياد حلبي ” داخل الأراضي المحتلة , تسأله فيه عن المكان المفترض ان يذهب او يلجأ اليه سكّان ” الأبراج ” او المجمعات السكنية العمودية التي قصفتها اسرائيل وازالتها عن بكرة ابيها ؟

كان من الطبيعي ان لا يمتلك المراسل ” حلبي ” ايّة إجابةٍ عن السؤال , حيثُ لا مكان .! والمسألةُ لا تقتصر على جموع العوائل التي كانت تقطن ” الأبراج ” وانما كلّ الأخرين التي قصفت اسرائيل بيوتاتهم من البرّ والبحر والجو , وما انفكّت .!

ومع ديمومة المعركة وارتفاع سخونتها بالنيران الأسرائيلية , فمن المفترض بالحكومة المصرية ان تفتح كلّ المنافذ والمداخل والبوابات من قطّاع غزة الملتصق بسيناء , وان تستقبل الألوف من العوائل الفلسطينية التي فقدت او افتقدت ابسط مقومات الحياة وادناها , يتوجّب ايضاً التهيئة المسبقة لكلّ المتطلبات اللوجستية والصحية والغذائية ” ولعلها تبتدئ بحليب الأطفال ” , ثُم وبتنسيقٍ مصريٍ مع كل الدول العربية الأخرى , ان يجري ارسالٌ فوريٌ لمئات الآلاف من الخيم والكارفانات وخزانات المياه بجانب توفير متطلبات ” الصرف الصحي ” , وهذا اشدّ واكثر اهمية من التصريحات التي يدلي بها القادة العرب , نحن أمام كارثة انسانية لم تشهدها الإنسانية من قبل .! فمعظم سكّان غزة الذين بقوا على قيد الحياة لحدّ الآن بعد مسح منازلهم من على وجه الأرض , فإنهم معرّضون للقتل بالقنابل الإسرائيلية التي تهطل عليهم كزخّات المطر .!

عربياً او قومياً , فالإسراع في الدعم اللوجستي لسكّان غزّة الذين فقدوا ايّ مأوى , فله الأولوية القصوى قبل محاولات ايجاد سيناريو لوقف اطلاقٍ مؤقت للنيران او هدنةٍ ما , بما يراد له حفظ ماء الوجهلكلا الطرفين .!!

المصدر: كتابات

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى