رحل في الآونة الأخيرة كوكبة من المناضلين الأخيار من أبناء سورية البررة، من المناضلين المُهجّرين عن أوطانهم فعاش الوطن في وجدانهم رغم أنهم عاشوا في المنفى وكان آخرهم الكاتب والمثقف ابن مدينة حلب الأستاذ محمد خليفة وقبله الأستاذ ميشيل كيلو والشيخ محمد علي الصابوني وغيرهم كثير ..
محمد خليفة الذي غادر سورية منذ أربعين سنة، وهو الذي بقيت سورية وتحررها هدف يعيش معه ومن أجله، ذلك المثقف المناضل العروبي الذي يحمل بين جنبيه روح الفارس العربي بأخلاقه وشجاعته، عاش ساعياً للتحرر والنهوض، حالماً بوطن حر كبله الاحتلال والاستبداد وعبث بهويته شذاذ الآفاق وهو عاصمة الأمويين الذاخرة بالعلم والحضارة والتراث العريق، فكان يحدوه
قول الشاعر:
لست أرضى لأمة أنجبتني خُلقاً شائهاً وقدراً ضئيلاً
فكان يعنيه ما يعني كل عربي حر، رحل محمد خليفة ورفاقه المناضلين وتركوا لنا حمِلاً كبيراً وأمانة لنتابع الطريق، دفعوا ضريبته تهجير ونفي وعذابات، وهم الأبناء البررة الذين لم ينسوا يوماً الوطن الذي وُلدوا فيه وترعرعوا فيه والأمة التي ينتموا إليه وحُق لنا أن نقول قول ربيعة
رحل الذين يُعاش في أكنافهم …
321 دقيقة واحدة