وسط حالة من الغضب والتوتر الشعبي، توعد أهالي قرية «أم الرمان» في محافظة السويداء جنوب سوريا، بتصعيد ضد النظام السوري، بعد تطورات أمنية متسارعة، حيث قطع محتجون الشارع الرئيسي أمام دار طائفة الموحدين الدروز في مدينة السويداء، على خلفية اقتحام دورية أمنية للقرية والتوغل بين بيوت المدنيين، وقتل مواطن وإصابة ثلاثة آخرين، حيث هدد المحتجون بالتصعيد، في حال عدم الاستجابة لمطالبهم وإنزال أقصى العقوبات بحق جميع من شارك بـ «الجريمة».
وقالت مصادر أهلية لـ»القدس العربي» إن حالة من الغليان تسود عموم محافظة السويداء وقرية أم رمان بشكل خاص، منذ أن اقتحمت عناصر عسكرية مدججة القرية، حيث اقتحم العناصر منزلاً بشكل مفاجئ، وأطلقوا النار على المواطنين الذين توافدوا إلى مكان الحادثة، دون أن يصدر أي توضيح من الجهات الأمنية حول الحادثة وأكد ذلك المرصد السوري لحقوق الإنسان.
مدير شبكة أخبار «السويداء 24» نور رضوان، قال الأحد، إن أهالي قرية «ام رمان» حددوا مهلة ثلاثة أيام، أمام النظام السوري لمحاسبة جميع العناصر المسؤولين عن اقتحام الدورية الأمنية لقرية أم رمان، وقتل شاب من أهلها، وإصابة 3 آخرين وانتهاك حرمة البيوت، حيث خرج ممثلون عن الأهالي بهذا القرار بعد اجتماع «بين وفد أهالي قرية «أم الرمان» ومشيخة عقل الطائفة الدرزية، في مقام عين الزمان».
وأضاف المتحدث لـ»القدس العربي» «أن سماحة شيخي عقل الطائفة يوسف جربوع وحمود الحناوي، أكدا رفض مشيخة العقل للتصرف الذي حصل من إحدى الجهات الأمنية، وتعهدوا لأهالي القرية ببذل الجهود لمحاسبة المسؤولين عن اقتحام القرية، وفق القانون». وقال «أهالي القرية والمناصرون لهم من أبناء المحافظة خرجوا من دار الطائفة معلنين مهلة الأيام الثلاثة، ومؤكدين نيتهم التصعيد في حال لم تتم الاستجابة لمطالبهم بإنزال أقصى العقوبات بحق جميع من شارك بالجريمة، وقد سمعت أصوات إطلاق النار بالهواء وسط حالة من الغضب أثناء عودة الأهالي إلى قريتهم».
وكان شاب من أبناء بلدة «أم الرمان» في ريف السويداء الجنوبي، قضى برصاص عناصر تابعة لأجهزة النظام الأمنية، خلال مداهمتهم للقرية في ساعات الليل، حيث اعترضهم بعض الشبان، مما دفع العناصر الأمنية التابعين للنظام، إلى إطلاق النار، حيث قتل شاب، وأصيب ثلاثة آخرين، بينهم شقيق الشاب القتيل، حيث اقتاده عناصر النظام إلى جهة مجهولة.
وأصدر أهالي قرية «أم الرمان» جنوب السويداء، بياناً اتهموا فيه جهات أمنية مشتركة بمداهمة منازل المدنيين وإطلاق النار بشكل عشوائي على المواطنين، مطالبين بتحقيق العدالة دون مماطلة ومحاسبة الفاعلين.
وجاء البيان «كتوضيح للرأي العام، حول حادثة مداهمة مسلحين لمنزل في القرية، وإطلاق النار عشوائياً على المواطنين، مما أدى لمقتل شاب وإصابة 3 آخرين، ليلة الاثنين 29/3/2021.. حوالي الساعة الحادية عشرة ليلاً اقتحمت دورية أمنية مشتركة مدججة بالسلاح قريتنا بقصد مداهمة أحد منازل القرية من آل النبواني دون إذن رسمي أو إبلاغ المختار أو أية جهة مسؤولة في القرية». مضيفاً «فقاموا بانتهاك حرمة البيوت الآمنة وإطلاق النار الكثيف بالرشاشات المتوسطة والخفيفة بشكلٍ عشوائي مما أدى إلى أضرار مادية في المنازل مما استثارَ حميّة شباب القرية وفزعوا عُزّلاً مُسرعين لمكان إطلاق النار ولحظة وصولهم تم إطلاق النار عليهم بدماء باردة». حيث قتل «أسعد توفيق البربور، وأصيب أيهم توفيق البربور ومهران رياض البربور وهلال عدنان النبواني». وشدد البيان على أن تصرف عناصر الأمن كاد يؤدي إلى مجزرة مؤكدة، لافتاً إلى أن العناصر لم يكتفوا بهذه الجريمة النكراء بل اختطفوا الجريح أيهم بعد قتل أخيه أمام ناظريه.
وختم البيان بمطالبة أهالي قرية أم الرمان بتحقيق العدالة دون مماطلة ومحاسبة كل من شارك بهذه الجريمة بحق القرية بأسرع وقت، و»إننا لن نهدأ ولن نستكين إلا بأخذ حقنا وأعذِر من أنذَر» وقد نُشرت نسخة من البيان موقعة من العشرات من أهالي القرية.
المصدر: «القدس العربي»