رحم الله المفكر والقيادي الناصري العراقي الدكتور خير الدين حسيب، الذي كان من أوائل من انتسب إلى تنظيم الطليعة العربية في العراق، ومن أبرز قياداتها، وكان له دوره القومي، ويذكر له مبادرته لتقديم الدعم المالي لمصر الناصرية حين كان رئيسا للمصرف المركزي العراقي، قبل ان يصطدم مع سلطة البعث ويزج به في السجن، ولاحقا وبعد غياب القيادة الناصرية بوفاة جمال عبد الناصر، ثم بانقلاب مايو في مصر ، وما تبع ذلك من تطورات على مدى عدة سنوات أوقف نشاطه التنظيمي القومي، ثم عمل وثلة من القوميين العرب على انشاء مركز دراسات الوحدة العربية كمنصة منتجة للفكر القومي وجامعة لإبداعات المفكرين القوميين، ثم نشط في الدعوة إلى إقامة ” المؤتمر القومي العربي”، ثم “المؤتمر القومي الاسلامي”، كمنصات للتفاعل القومي العربي، والتفاعل القومي الإسلامي، بأمل أن يعوض ذلك غياب التنظيم القومي الذي توقف فعليا منذ العام 1986. ولا شك أن الهم القومي بقي دائما شاغله الرئيس، وتطلعه إلى أن تجتاز الأمة كبوتها الراهنة لم ينقطع. رحم الله خير الدين حسيب، وغفر له، وجزاه بقدر ما أخلص لهذه الأمة وعمل من أجلها.
324 دقيقة واحدة