بدأ النظام السوري، الثلاثاء، بتنفيذ الاتفاق الذي توصل إليه مع “اللجنة المركزية” حول مصير مقاتلين سابقين في المعارضة المسلحة ومدينة طفس في ريف درعا الغربي جنوبي سورية، فيما جددت خرق وقف إطلاق النار في ريف إدلب شمال غربي البلاد.
وقالت مصادر، لـ”العربي الجديد”، إنّ قوات من “الفرقة الرابعة” التابعة للنظام السوري بدأت بعمليات تفتيش في مزارع المنطقة الجنوبية من مدينة طفس غرب ربعا، بإشراف عناصر محلية من مجموعات التسوية مع النظام، ووجود أصحاب المزارع المعنيين بها، إضافة إلى مندوبين عن “اللجنة المركزية” التي تضم قياديين سابقين في المعارضة ووجهاء محليين.
وقال الناشط محمد الحوراني، لـ”العربي الجديد”، إنّ عملية التفتيش تأتي تطبيقاً للاتفاق الذي توصل إليه الطرفان، أمس الاثنين، بعد اجتماع مع ضباط من الفرقة الرابعة واللجنة الأمنية التابعة للنظام. ومن المتوقع خلال الساعات المقبلة البدء بتنفيذ بقية الخطوات، والتي تقضي بتسليم السلاح المتوسط من مقاتلين سابقين للنظام. وعدم تهجيرهم إلى الشمال السوري.
وينص الاتفاق على بنود عدّة أبرزها: تسليم السلاح المتوسط الذي ظهر، أخيراً، خلال مواجهات مع النظام، فضلاً عن تفتيش المزارع ومقرات تابعة لـ”القيادي السابق في الفصائل المحلية خلدون الزعبي”. وعدم اعتراض أي مدني أو اعتقال أي شخص خلال عمليات التفتيش، وإعادة تفعيل دائرة الأحوال المدنية في مخفر مدينة طفس التابع للنظام.
وجاء الاتفاق بعد أسابيع من التوتر والمفاوضات التي ترافقت مع تعزيز النظام لقواته في مدينة درعا وريفها الغربي، ومحاولته اقتحام مدينة طفس بحجة وجود سلاح ثقيل واتهام عناصر سابقين في المعارضة بالتورط بهجمات ضد قواته والمطالبة بتهجيرهم أو تسليم أنفسهم.
وقالت المصادر أيضاً إن النظام أفرج خلال الساعات الماضية عن قرابة 70 شخصاً من أبناء درعا، كان قد اعتقلهم خلال السنوات الماضية بتهم مختلفة، مضيفة أن الإخلاء جرى بوساطات محلية ودفع مبالغ مالية.
إلى ذلك، جدد النظام السوري خرقه لاتفاق وقف إطلاق النار الموقع بين موسكو وأنقرة في مارس/ آذار الماضي. وقصفت قواته بالمدفعية والصواريخ منطقة جبل الزاوية، كما قصفت قرى الزيارة والقرقور وزيزون والسرمانية والقاهرة بمنطقة سهل الغاب في ريف حماة الشمالي الغربي.
وقال الناشط مصطفى المحمد، إنّ القصف تزامن مع عبور رتل جديد من التعزيزات التركية قادماً من كفرلوسين الحدودية إلى جبل الزاوية جنوبي إدلب، وضم آليات ثقيلة ومواد لوجستية.
في سياق منفصل، جدّدت مليشيات “قوات سورية الديمقراطية” (قسد) مداهمتها على قريتي عفرة والبجاري في ناحية مركدة بريف الحسكة الجنوبي شمال شرقي سورية، واعتقلت عدة أشخاص بهدف التجنيد الإجباري في صفوفها.
وذكرت مصادر، لـ”العربي الجديد”، أنّ مجهولين هاجموا حاجزاً لـ”قسد” في ناحية المهباش على طريق بلدة أبو خشب في ريف دير الزور الغربي، ما أسفر عن مقتل أربعة من عناصر المليشيات.
ويذكر أنّ حاجزاً لقوات الأمن التابعة لـ”قسد” تعرض، أول أمس الأحد، لهجوم من مجهولين في ريف الرقة الغربي، وأسفر الهجوم عن مقتل أربعة من عناصر الحاجز وإصابة آخرين بجروح خطيرة. وتتعرض “قسد” بشكل شبه يومي لهجمات كبدتها خسائر بشرية ومادية.
في الأثناء، قالت مصادر محلية إن فرق إنقاذ في الرقة وبعد بلاغات من سكان عثرت على مقبرة جماعية في منطقة كان تنظيم “داعش” يسيطر عليها، وذكرت المصادر أن المقبرة في منطقة الرومانية غربي مدينة الرقة، وبدأ فريق “الاستجابة الأولية” التابع لـ”قسد” بانتشال الرفات منها حيث انتشل رفات 15 شخصاً حتى اليوم.
وكان تنظيم “داعش” قبل فقدان السيطرة على مدينة الرقة قد خلف وراءه العديد من المقابر الجماعية لقتلى قام بإعدامهم ميدانياً، وقتلى قضوا جراء القصف من التحالف الدولي والطيران الروسي على المدينة.
المصدر: العربي الجديد