استهداف قيادي تابع لـ”حزب الله” في درعا وخسائر جديدة للنظام السوري بالبادية

جلال بكور

أصيب قيادي يعمل لصالح “حزب الله” اللبناني مع مرافقيه وقتل شخص الليلة الماضية بهجومين في ريف درعا جنوبي سورية، يأتي ذلك فيما تكبدت قوات النظام السوري مساء الاثنين خسائر بالأرواح والعتاد جراء هجوم جديد من تنظيم “داعش” طاول رتلا مشتركا أثناء عبوره في البادية قرب مدينة البوكمال في ريف دير الزور الشرقي.

وقال الناشط محمد الحوراني في حديث مع “العربي الجديد”، إن مجهولين هاجموا بعبوة ناسفة سيارة قيادي سابق في فصائل المعارضة يدعى أيوب الشعابين أثناء وجوده في بلدة صيدا بريف درعا الشرقي، مضيفا أن الهجوم أسفر عن إصابة الشعابين واثنين من مرافقيه بجروح.

وقال الحوراني إن أيوب الشعابين كان سابقا قائد فصيل “لواء محمد بن عبدالله” المعارض، والذي تبع لاحقا لفصيل “جيش اليرموك”، وانضم بعد التسوية إلى مليشيات “الأمن العسكري” التابعة للنظام، ويعمل حالياً ضمن خلية يقودها المدعو “عارف الجهماني” لصالح “حزب الله” اللبناني.

وأوضح الناشط أن عملية الاستهداف قد تكون بهدف حد نفوذ “حزب الله” في ريف درعا الشرقي، حيث النفوذ الأكبر لـ”اللواء الثامن” في الفيلق الخامس، والمكون من مقاتلين سابقين في فصائل المعارضة وتدعمه روسيا. حيث تشهد محافظة درعا عموما منافسة شديدة على النفوذ بين النظام وروسيا وأذرع إيران في المنطقة.

وفي شأن متصل، ذكرت مصادر لـ”العربي الجديد” أن مجهولين هاجموا بالأسلحة النارية شخصاً يدعى عمر منصور المسالمة في حي سجنة بدرعا البلد في مدينة درعا ما أدى إلى مقتله على الفور، ورجحت المصادر أن القتل جاء بدافع الانتقام وتصفية حسابات بين غرماء محليين.

وشهدت عموم محافظة درعا مئات الهجمات وعمليات الاغتيال التي طاولت عناصر النظام السوري وعناصر المعارضة “سابقا”، ومدنيين لأسباب مجهولة، فيما تقول مصادر إن معظم القتلى من المدنيين أو من عناصر التسوية،وكان يجري بعد اغتيالهم تداول أنباء بين السكان عن أنهم عملاء أو متعاونون مع فروع أمن النظام.

إلى ذلك، قالت مصادر لـ”العربي الجديد” إن عشرة مدنيين على الأقل بينهم أطفال ونساء أصيبوا بجروح جراء قصف مدفعي من مليشيات “قوات سورية الديمقراطية” “قسد” على مدينة الباب الخاضعة لسيطرة “الجيش الوطني السوري” المدعوم من تركيا.

وقالت المصادر إن القصف على مدينة الباب تزامن مع اشتباكات بين “قسد” و”الجيش الوطني” على محاور الدغلباش في ناحية مدينة منبج في ريف حلب الشمالي الشرقي، وجاءت الاشتباكات أيضا بعيد محاولات تسلل من “قسد” باتجاه محاور مدينة جرابلس. وأضافت المصادر أن “قسد” تسللت إلى قرية توخار صغير واعتقلت مدنيين أثناء انسحابها بعد اشتباكات مع “الجيش الوطني”.

وقالت المصادر إن مدفعية الجيش التركي قصفت مواقع “قسد” في عدة محاور بمحيط الباب ومنبج ردا على عمليات التسلل التي تقوم بها “قسد” في المنطقة.

وفي ريف دمشق الجنوبي الغربي أصيب رجل وامرأة مساء أمس بجروح خطيرة جراء انفجار مقذوف يعتقد أنه من مخلفات قصف النظام السوري على قرية مغر المير التي كانت تخضع لسيطرة المعارضة السورية المسلحة سابقا.

وفي إدلب شمال غربي البلاد، قالت مصادر محلية لـ”العربي الجديد” إن شخصا قتل وأصيب آخرون نتيجة إطلاق نار متبادل بين عائلتين في بلدة قميناس الخاضعة لسيطرة “هيئة تحرير الشام”، وأضافت المصادر أن الاقتتال حدث على خلفية المطالبة بثأر بين العائلتين.

ويذكر أن انتشار السلاح بشكل عشوائي في مناطق “هيئة تحرير الشام” أدى مؤخرا إلى ارتفاع وتيرة الاشتباكات المسلحة بين المدنيين ووقوع حوادث انفجار في متاجر أسلحة، ما أدى لسقوط قتلى وجرحى.

خسائر جديدة للنظام السوري بالبادية

من جانب آخر، تكبدت قوات النظام السوري مساء الاثنين خسائر بالأرواح والعتاد جراء هجوم جديد من تنظيم “داعش” طاول رتلا مشتركا أثناء عبوره في البادية قرب مدينة البوكمال في ريف دير الزور الشرقي، وذلك على الرغم من نشر النظام والمليشيات الإيرانية في وقت سابق نقاطا جديدة بهدف الحد من الهجمات.

وذكرت مصادر محلية لـ”العربي الجديد” أن رتلا مشتركا من “لواء القدس” و”الفرقة 17″ التابعة للنظام السوري تعرض لهجوم من تنظيم “داعش” خلال عبوره البادية في ناحية الميادين بريف دير الزور الشرقي، الأمر الذي كبده خسائر بالأرواح والعتاد.

وقالت المصادر إن الهجوم وقع في منطقة فيضة ابن موينع جنوب الميادين أثناء عبور الرتل باتجاه طريق دير الزور دمشق للمشاركة في عمليات التمشيط التي تقوم بها قوات النظام بدعم روسي.

وأوضحت المصادر أن الرتل كان يسير على الطرق من دون غطاء جوي، الأمر الذي سهل الهجوم فتكبد النظام خسائر فادحة بالأرواح، حيث تقدر الخسائر بخمسة وعشرين عنصرا بين قتيل وجريح، وهو الهجوم الثاني على قوات النظام في البادية منذ أقل من أسبوع.

وقالت المصادر إن غاية الرتل كانت تمشيط منطقة “فيضة ابن موينع” وهي منطقة صحراوية وعرة تعد من أكثر المناطق التي شهدت هجمات على المليشيات المحلية والأجنبية المدعومة من إيران وروسيا، وأبرز الهجمات كانت قد طاولت “لواء القدس” ومليشيا “فاطميون”.

وعلى الرغم من عمليات التمشيط التي تقوم بها قوات النظام في البادية بدعم روسي إلا أن الهجمات من تنظيم “داعش” لم تتوقف، وكان آخرها الأسبوع الماضي في محور الفاسدة بريف حماة الشمالي الشرقي.

وقال الناشط أبو محمد الجزراوي لـ”العربي الجديد” إن أبرز الأسباب التي تسهل تعرض أرتال النظام للهجمات في البادية هو عدم دعمها بغطاء جوي أثناء الانتقال أو استطلاع جوي للطريق قبل السير عليه وذلك يشكك أيضا في أن النظام له يد في تسهيل تلك الهجمات.

وكانت المليشيات الإيرانية قد نشرت قبل أيام نقاطا جديدة في محيط الميادين وبخاصة في الناحية الغربية بهدف التقليل من الهجمات التي تتعرض لها على طريق الميادين دير الزور، والتي غالبا ما يكون مصدرها البادية الجنوبية.

وتعد البادية الوعرة معقل خلايا تنظيم “داعش” في سورية، وتمتد البادية على محافظات دير الزور والرقة وحماة وحلب وحمص، وخسر النظام السوري فيها جراء هجمات “داعش” مئات العناصر بين قتيل وجريح، فضلا عن الخسائر المادية.

المصدر: العربي الجديد

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى