اتهم النظام السوري، الأربعاء، مليشيات “قوات سورية الديمقراطية” (قسد) بإعادة الحصار على الأحياء الخاضعة له في مدينة الحسكة شمال شرقي البلاد، بعد يوم من بدء المليشيات بفكه.
وقالت صحيفة “البعث” التابعة للنظام السوري، اليوم: “عمدت مليشيات “قسد” العميلة للاحتلال الأميركي، وبعد ساعات من بدء رفع حصارها الجائر على المدنيين في حيي حلكو وطي في القامشلي، إلى إعادة نصب حواجزها عند فرن البعث ومدينة الشباب وشارع البرج عند دوار المحكمة، إضافة إلى التضييق على المدنيين من خلال تشديد إجراءاتها التعسفية على عدد من الحواجز الواقعة في مداخل الأحياء”.
وأضافت الصحيفة: “تقوم المليشيا بتفتيش الأجهزة الخلوية للمواطنين بحثاً عن مشاركين في الاحتجاجات الشعبية التي جرت تنديداً بالحصار، مع السماح بمرور السيارات الخاصة، باستثناء الشارع المؤدي إلى مخبز البعث”.
وزعمت الصحيفة أن مليشيا “قسد” منعت الشاحنات التي تحمل الطحين من دخول مركز مدينة الحسكة وفرن البعث، وبالتالي استمرار توقف الأفران العامة والخاصة عن العمل، كما قالت الصحيفة إن “قسد” واصلت اختطاف عدد من الموظفين في المؤسسات الحكومية.
من جانبها، قالت مصادر مقربة من “الإدارة الذاتية”، لـ”العربي الجديد”، إنّ قوات “الأسايش” لم تقم بإزالة حواجزها من المربع الأمني تحسباً لأي خرق من النظام، وإنما سمحت للمدنيين بالدخول والخروج، كما سمحت بإدخال المواد الغذائية للمناطق التي يسيطر عليها النظام.
وجاء ذلك بعد التوصل إلى اتفاق برعاية روسية، ينصّ على البدء بخطوات فك الحصار من كلا الجانبين في الحسكة والقامشلي ومدينة حلب وريفها.
إلى ذلك، قالت مصادر مطلعة لـ”العربي الجديد” إنّ فروع أمن النظام استدعت مجموعة من الضباط والعناصر للتحقيق في حلب (شمال) وفي العاصمة دمشق (جنوب)، وذلك على خلفية اتهامهم بخرق أوامر النظام السوري والعمل على تهريب مواد غذائية إلى مناطق سيطرة “قسد” في حي الشيخ مقصود بمدينة حلب خلال فترة الحصار.
وقالت المصادر إنّ التهم تشمل أيضاً التعامل مع “قسد”، من دون إذن النظام في حلب المدينة وريفها أيضاً، مضيفة أن من بين الضباط الذين تم استدعاؤهم العميد خليل ملا من فرع أمن الدولة في حلب، لافتة إلى أن الأخير جرى اتهامه بأخذ رشاوى من أشخاص في “قسد”.
وقالت مصادر أخرى إن الاستدعاءات جرت في وقت سابق أيضاً، وكانت بهدف توجيه الضباط إلى تشديد الحصار على حي الشيخ مقصود ومنطقة تل رفعت ومنع المدنيين من العبور والتضييق عليهم وإجبارهم على دفع إتاوات مالية.
وكان النظام قد بدأ بحصار حي الشيخ مقصود ومنطقة تل رفعت بريف حلب قبل قرابة 25 يوماً، ردّت بعدها “قسد” بالحصار على مناطقه في الحسكة والقامشلي، وتشديد الحصار مع تعنت النظام في الرضوخ لمطالب المليشيات خلال عمليات التفاوض.
المصدر: العربي الجديد