حملة الأسد الانتخابية: تطبيل إعلامي سوري..وحلقات الدبكة في لبنان!

كشف الإعلامي والسياسي السوري المعارض أيمن عبد النور، عن تفاصيل لقاء رئيس النظام السوري بشار الأسد مع مجموعة من العاملين في الإعلام الرسمي، في 23 كانون الثاني/يناير الماضي.

ونشر عبد النور تسجيلاً مصوراً عبر موقع “كلنا شركاء”، نقل فيه عن مصادر مطلعة تفاصيل اللقاء الغامض الذي لم ينتج عنه أي تسريبات باستثناء بعض الصور التي نشرها إعلاميون حضروا الجلسة، حاولوا فيها ذر الرماد في العيون بالقول أن الاجتماع كان شخصياً وركز على تفاصيل حميمة مثل الشكر والثناء وحتى التعزية. فيما انتشرت تقديرات بأن الاجتماع مخصص للحديث عن الاستراتيجية الإعلامية الخاصة بالانتخابات الرئاسية الصيف المقبل.

وبحسب محضر الاجتماع المسرب، أفسح الأسد مساحة واسعة للحديث عن الانتخابات المقبلة، معتبراً إيها معركة وصفها بـ”الجهاد الأكبر”، وكان الاجتماع بذلك خطة عمل مع إعلاميين بارزين لإعطائهم إحاطة تساعدهم على التحضير لبرامجهم في الفترة المقبلة، ما يعطيهم القدرة على تجاوز حتى مدرائهم المباشرين والملاحقات الأمنية التقليدية في الإعداد والجرأة.

وابتداء من آذار/مارس المقبل، ستبدأ الحملة الانتخابية للأسد الذي سيجري اجتماعات أسبوعية مع شخصيات ومجموعات تضررت أو كان لها دور في الحرب السورية خلال السنوات العشر الماضية، كالجرحى والتجار والديبلوماسيين والمقاتلين وغيرهم، على أن تقام في لبنان حفلات انتخابية شبيهة بالتي تحصل في مناطق سيطرة النظام، أيضاً.

وبحسب الخطة التي تقدم بها مكتب الأمن الوطني في النظام، سيتم استغلال اتفاقية شراكة قديمة بين اتحاد العمال السوريين واتحاد العمال اللبناني، لوضع صناديق انتخابية في عدة مناطق لبنانية، وسيشجع النظام اللاجئين السوريين على الانتخاب عبر وعود بمنح بطاقة تمنح لكل منتخب الحق بدخول البلاد والعودة من لبنان من دون دفع الرسوم الإجبارية البالغة 100 دولار أميركي.

أما في الأردن فسيتم إرسال وفد من نظام الأسد لطلب وضع صناديق انتخابية في المخيمات السورية، مع إغراءات مشابهة لما سيتم تقديمه للاجئين السوريين في لبنان. وسيقدم الوفد وعوداً للحكومة الأردنية في حال قبلت، ببذل المزيد من إجراءات ضبط الحدود وعدم السماح بتهريب عناصر تنظيم “داعش” والمخدرات، ومنح الشاحنات الأردنية مزايا جديدة في عبورها إلى لبنان.

وأوضح عبد النور، أن مكتب الأمن الوطني يتخوف من منع مناطق شمال شرقي سوريا وشمال غربها من وضع صناديق انتخابية هناك، ما يجعل الطعن في نتيجة الانتخابات أمراً سهلاً لكونها لن تشمل سوى 65 بالمئة فقط من سوريا. وعليه يعتزم النظام أيضاً وضع صناديق اقتراع في مدينة خان شيخون التابعة لمحافظة إدلب، وتصوير عملية الانتخابات داخلها على الرغم من خلوها من سكانها، بهدف تصدير صورة للعالم أن الانتخابات شملت كل التراب السوري.

وبحسب المعلومات التي نقلها عبد النور، تحدث الأسد عن دور الإعلاميين في الحرب السورية بتأكيده أن ذلك الدور كان محورياً وأنهم كانوا من قادتها، مشيراً إلى أن الحرب على إدلب تمت بمشاركة الروس وأوقفت بإرادتهم لتحقيق مصالح استراتيجية تخصهم في المنطقة، وبدا كأنه غير راض عن إيقافها.

وأوضح الأسد أن جيشه ومعداته وضعت تحت تصرف روسيا في بداية المعركة التي أوقفت برغبة روسية، وأن قواته كانت مستعدة للاستمرار بالحرب بمفردها لولا تدخل الروس وتوقيع اتفاق وقف إطلاق النار، كما تحدث عن الدور التركي في إدلب، وعن الغطاء الذي تقدمه القوات التركية للمعارضة، وعن الوعود بفصل المعارضة السورية المعتدلة عن الإرهابية، بحسب وصفه، معتبراً أن هدف ذلك هو كسب المزيد من الوقت.

وتطرق رئيس النظام لمناطق سيطرة “قوات سوريا الديموقراطية” محذراً من أن الأكراد سيواجهون مصيراً شبيهاً بما واجهوه شمال العراق، من تخلي الولايات المتحدة عنهم، وأن ليس أمامهم سوى العودة لحضن النظام، زاعماً أن الدعم الذي تلقاه أكراد العراق من قبل إيران والحشد الشعبي العراقي، هو ما ساهم بتقوية مناطق نفوذهم. وأشار إلى أن إعلان استفتاء الاستقلال في شمال العراق كانت له تبعات كارثية، وأن الأكراد في سوريا يحاولون تكرار الخطأ الذي ارتكبوه هناك.

يذكر أن النظام السوري إلى إجراء انتخابات رئاسية في منتصف العام الجاري، وفق الدستور الذي وضعه العام 2012، وهي انتخابات شكلية تمدد رئاسة الأسد 7 سنوات آخرى لا أكثر. فيما لا تعترف المعارضة السورية والمجتمع الدولي بشرعية هذه الانتخابات، لعدة أسباب من بينها عدم الاعتراف أصلاً بالدستور الحالي للبلاد الذي تجتمع من أجله اللجنة الدستورية برعاية الأمم المتحدة، لتغييره.

المصدر: المدن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى