الأزمة الإنسانية في سورية من سيء إلى أسوأ

يواجه النازحون في مخيمات شمال غربي سوريا وضعاً كارثياً بعد أن دمرت الفيضانات ما لا يقل عن 21 ألف خيمة، وتضرر 120 ألف شخص من هذا الواقع المأساوي وفقاً لنائب المنسق الإقليمي للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية للأزمة السورية مارك كاتس.

وقال كاتس:”لا يمكن للعالم أن يدير ظهره لهذه الأزمة التي تنتقل من سيء إلى أسوأ”. وأضاف في تقرير جديد أصدرته الأمم المتحدة، أنه في ظل القتال المستمر والنزوح وتفاقم الأزمة الاقتصادية وجائحة كوفيد-19، يواجه اللاجئون السوريون في المخيمات الداخلية أوضاعاً مأساوية بسبب انخفاض درجات الحرارة والفيضانات التي تتعرض لها البلاد.

وعبر كاتس عن قلقه الشديد بشأن التأثير المدمر للفيضانات الأخيرة على النازحين الذين يعيشون في مخيمات شمال غرب سوريا. وأشار إلى أن الأشخاص الذي كانوا يكافحون بالفعل من أجل البقاء على قيد الحياة قد جُرفت مخزوناتهم الغذائية وحاجياتهم المنزلية وغيرها من الممتلكات الشحيحة أصلاً.

وتشير أحدث التقارير إلى مقتل طفل وإصابة 3 أشخاص على الأقل بسبب الأمطار الغزيرة والرياح العاتية شمال غرب سوريا. وبحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا” تضرر حوالي 121 ألف شخص في 304 موقع، كما تضررت أو دمرت أكثر من 217 ألف خيمة.

وقال كاتس: “الحقيقة هي أن الناس في هذه المنطقة يواجهون وضعاً كارثياً، الناس في هذه المخيمات يائسون والعاملون في المجال الإنساني غارقون في أزمة حذرت الأمم المتحدة من قدومها”.

وبجانب هذه الفيضانات، تم تسجيل نحو 21 ألف حالة إصابة بفيروس كورونا شمال غرب سوريا. وقال كاتس إنه على الرغم من الانخفاض في الحالات الجديدة، فإن عدد الوفيات ارتفع بنحو 46 في المئة منذ منتصف كانون الأول/ديسمبر 2020.

وأشار التقرير الأممي إلى أن الأطفال والحوامل وكبار السن يعانون من درجات الحرارة المنخفضة التي قد تصل إلى درجة التجمد، والمياه الملوثة، إلى جانب انقطاع الآلاف عن الخدمات والدعم لأيام، بعد أن تقطعت بهم السبل في مناطق نائية موحلة.

وأوضح أنه في العام الماضي فقط نزح مليون شخص في هذه المنطقة بسبب القتال، وأنه لا يزال الكثيرون منهم يعيشون تحت أشجار الزيتون على جنبات الطرق، حيث لا توجد مخيمات كافية لإيواء جميع هؤلاء الأشخاص، مشيراً إلى أن الاستجابة الدولية لم تواكب حجم الأزمة، ولفت إلى أن تأمين المأوى والغذاء والمياه النظيفة وغيرها من إمدادات الإغاثة الضرورية يُعدّ مشروعاً ضخماً قد يستمر لأشهر.

وبحسب تقرير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا”، هناك حوالي 2.7 مليون نازح في آخر منطقة تسيطر عليها المعارضة في إدلب وأجزاء أخرى من شمال غرب سوريا، بما في ذلك 1.6 مليون منتشرون في أكثر من 1300 مخيم وموقع غير رسمي، ولا توجد مرافق صحية أو مدارس أو غيرها من المرافق الضرورية للجميع.

المصدر: المدن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى