شنت طائرات روسية أمس نحو مائة غارة على «مثلث الوسط» بين محافظات حلب وحماة والرقة بعد مقتل أربعة عناصر من قوات النظام السوري في هجوم يعتقد أن «داعش» ضمن سلسلة هجمات في البادية.
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس «تواصل الطائرات الحربية الروسية تحليقها في أجواء البادية السورية، وسط تنفيذها لغارات مكثفة على مناطق انتشار تنظيم (داعش) في مثلث حلب – حماة – الرقة، وعلى طريق حمص – دير الزور»، حيث تم رصد تنفيذ تلك الطائرات أكثر من 95 غارة جوية خلال الـ24 ساعة الفائتة، أي منذ تنفيذ التنظيم مكمناً في بادية الشولا بريف دير الزور، الذي أدى إلى مقتل 4 من قوات النظام، بينهم ضابط برتبة ملازم أول، وإصابة 10 بجروح متفاوتة.
وكان «المرصد» نشر أمس أيضاً، إلى أن الحملة الأمنية الكبيرة التي تقودها روسيا عبر قوات موالية لها، تتواصل ضمن البادية السورية، والتي تهدف إلى تأمين طريق دير الزور – حمص في ظل النشاط الكبير لتنظيم «داعش»، حيث «تواصل قوات مشتركة من الدفاع الوطني ولواء القدس الفلسطيني والفيلق الخامس تمشيط المنطقة الممتدة من كباجب والشولا غربي دير الزور وصولاً إلى السخنة». وأشار إلى أن قوات روسيا بدأت بتأمين حماية برية لتلك القوات مع دخول الحملة في أسبوعها الثاني، وذلك بعد وصول تعزيزات عسكرية ضخمة إلى المنطقة، في حين تواصل الطائرات الحربية الروسية عمليات الإسناد الجوي للحملة.
من جهتها، قالت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أمس، إن «ثلاثة عسكريين وأصيب عشرة آخرون بجروح جراء تعرض حافلة نقل على طريق دير الزور – تدمر لاعتداء من قبل مجموعات إرهابية». ووقع الاعتداء في محافظة دير الزور الشرقية، وفق الوكالة.
وتبنى تنظيم «داعش» المسؤولية عن الهجوم في بيان نشرته وكالة «أعماق» التابعة له وتم تشاركه عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
ونقلت وكالة «أعماق» عن «مصادر عسكرية»، أن «عناصر التنظيم هاجموا اليوم رتل آليات للجيش السوري يضم حافلات لنقل الجنود وقوة حماية لها مكونة من آليات عدة بعضها مزود برشاشات ثقيلة» غرب دير الزور.
من جانبه ذكر «المرصد» أيضاً في بيان، أن تنظيم «داعش» يقف وراء الاعتداء.
وسيطر «داعش» عام 2014 على أجزاء واسعة من سوريا والعراق، قبل أن يمنى بهزيمة في البلدين.
وأعلنت هزيمة التنظيم في سوريا في مارس (آذار) عام 2019، لكن خلايا نائمة تستمر في شن هجمات.
وفي الأشهر السابقة، عزز التنظيم هجماته ضد قوات النظام السوري، خاصة في شرق البلاد عند الحدود مع العراق.
وبعد سلسلة كمائن استهدفت حافلات هذا الشهر، شنّت قوات النظام مدعومة من القوات الروسية حملة في 16 يناير (كانون الثاني) لتأمين طرق رئيسية في شرق سوريا، وفق «المرصد».
وأضاف، أن المقاتلات الروسية نفذت أكثر من 130 غارة جوية منذ انطلاق الحملة مستهدفة مناطق انتشار التنظيم في باديتي حمص ودير الزور.
وتشهد سوريا نزاعاً دامياً منذ عام 2011 تسبب في مقتل أكثر من 380 ألف شخص، وألحق دمارًا هائلاً بالبنى التحتية، وأدى إلى نزوح وتشريد ملايين السكان داخل البلاد وخارجها.
المصدر: الشرق الأوسط