في ردات فعل على حادثة الأربعاء في اقتحام الكونغرس، وهو أكبر اختراق للكونغرس منذ حرقه على يد البريطانيين في 1814وبهذه الحادثة قال الرئيس الأميركي السابق جورج دبليو بوش: “هكذا خلاف على نتائج الانتخابات ينشب في جمهورية الموز ولكن ليس في جمهوريتنا الديمقراطية.”
هكذا قال بوش، أحد أعضاء واحدة من السلالات الحاكمة في الولايات المتحدة الأميركية، والذي كانت حقبته مليئة بالحروب، لكن هذه العبارة توحي بأن الخلاف على نتائج الانتخابات “ينتمي إلى مكان آخر من العالم”
فمن خلال محاولات تفسير الأحداث الجسام التي وقعت في الكابيتول هيل، ذهبت وسائل الإعلام الأميركية تكرر عبارة بوش المرة تلو الأخرى عبارة “جمهورية الموز” وهو سلوك يكشف عن كيفية تحول “فقدان الذاكرة التاريخية” إلى حالة أميركية دائمة.
من الطبيعي أن يعبّر أي شخص يعمل في صناعة السياسة أو في وسائل الإعلام أو من المهتمين، عن شعوره بالاستهجان إزاء إمكانية أن يتعرض الكابيتول هيل للاقتحام في أميركا، ولكن المستغرب عندما تنظر كيف تعاملت الولايات المتحدة ودول العالم مع المناضلين للتحرر والديمقراطية في أماكن أخرى.
كيف يُترك مجرم ديكتاتوري يقتل ويذبح ويحرق ويدمر ويرث البلد عن أبيه الذي سرقها قبله، ونوصي الناس بضبط النفس، ويكتفي العالم بالعبارات المعنوية والتعبير عن القلق إزاء ما يحصل.
تتضافر وتتسارع الجهود ليلاً نهاراً لإيقاف محاولة الانقلاب على الديمقراطية، وقد قال المشرعون الديمقراطيون إنه حان الوقت لعزل ترامب وخلعه في الحال، ولم ينتظروا أيام معدودة لانتهاء فترته، وذلك لأنه بات يشكل تهديدًا للمجتمع والديمقراطية وهذا منطق طبيعي لاسيما أنه حصلت بعهده كوارث وتعالت الصيحات العنصرية وأبرزها مقتل الرجل الأسود جورج فلوريد على يد الشرطة البيض، وقيام احتجاجات واسعة شهدتها البلاد، ثم ليختمها باقتحام أنصاره لمبنى الكونغرس وهو عمل لم يسبق أن قام به أميركيون، فالشعوب والعامة صوت الزعماء أياً كانوا.
نحن السوريون معارضون ساعون للتحرر والديمقراطية، نتمنى للجميع العيش بحرية وبعدل وإنصاف وربما لم يدّخر هذا الشعب المشرد واللاجئ أي جهد بسيط معنوي ليعبّر عن تضامنه مع قضايا الشعوب ومع الحريات، لكن هل تعامل معه العالم بهذه الروح لاسيما الدول الكبرى والعظمى، حيث لم يدخر السوري جهداً في أن يقول حتى للروس أن السوريين يريدون حياة كالحياة، لكن أبوا إلا أن ينصروا الظالم على المظلوم ولم يجد المظلومين المناضلين والساعين للتحرر من يساند حركتهم ونضالهم وتضحياتهم للخلاص من الديكتاتورية والاجرام لاسيما من الدول الرئيسة في العالم.
المبادئ لا تتغير والإنسانية واحدة للنوع البشري، وليس عند سورية تتغير المبادئ ونحسب أن هذه الدول ينبغي لها أن تعيش اللانهاية في الصراع، وننظر لهذه القضية من زوايا أخرى غير قضايا التحرر والديمقراطية، لنتعامل معها على أساس العداوة مع إيران ومحاربة الإرهاب والتغافل عن جوهر القضية ولبها وأساسها الواضح لكل ذي بصيرة ورؤيا.
المصدر: إشراق