انسحبت نقطة المراقبة التركية الأخيرة من مناطق سيطرة النظام السوري في منطقة “خفض التصعيد” بمحيط إدلب، وهي النقطة التي كانت تتمركز على طريق “إم-5” شمالي مدينة سراقب الواقعة تحت سيطرة قوات النظام على الطريق الدولي. وبذلك تنتهي عمليات إخلاء النقاط التي بدأها الجيش التركي في تشرين الأول/أكتوبر 2020.
ومن المفترض أن يواصل الجيش التركي نشر المزيد من النقاط العسكرية بهدف تحصين منطقة العمليات جنوبي الطريق “إم-4″، حيث لا تزال مناطق سهل الغاب شمال غربي حماة والمرتفعات الجبلية في ريف اللاذقية الشمالي، أقل تحصيناً من ناحية كثافة انتشار النقاط العسكرية وذلك بالمقارنة مع منطقة جبل الزاوية جنوبي إدلب، ومناطق ريف حلب الشمالي الغربي، والتي شهدت مؤخراً تمركز نقطة عسكرية تركية جديدة في مبنى الحبوب بين قريتي الأبزمو والقصر، وهي تبعد نحو كيلومتر عن الفوج 46 الذي تسيطر عليه قوات النظام والمليشيات الموالية لها.
وقال نائب المسؤول السياسي في “لواء السلام” التابع للجيش الوطني هشام سكيف ل”المدن”، إنه “يمكن القول إن إدلب دخلت مرحلة عسكرية جديدة بعد الانتهاء من عمليات سحب النقاط العسكرية، والتي سنشهد خلالها دعماً مضافاً لخط الحماية الذي أقامه الجيش التركي في المنطقة القريبة من خطوط التماس مع قوات النظام والمليشيات جنوبي ادلب وكامل جبهات المنطقة”.
وأضاف سكيف “في الغالب ستتسم ملامح المرحلة القادمة بالهدوء الحذر، أو ربما الحفاظ على الحد الأدنى من خفض التصعيد، لكن سيكون الرد على خروقات النظام والمليشيات بشكل حازم، وأكثر جدية. لم تعد هناك نقاط عسكرية داخل مناطق النظام ليتم الضغط من خلالها على تركيا”.
وتميل الفصائل المعارضة الى الحفاظ على “خفض التصعيد” في جبهات إدلب، ويبدو ذلك واضحاً من شكل الرد الذي تنفذه عادة على الخروق المتكررة لقوات النظام والمليشيات في مختلف جبهات إدلب. وبدا رد الفصائل على العملية التي نفذتها القوات الخاصة الروسية وقوات النظام مؤخراً في محاور سهل الغاب، وقُتل فيها 11 عنصراً من “جيش النصر”، هزيلاً مقارنة بحجم الخسائر التي مُنيت بها. توجه الفصائل هذا يدعمه على ما يبدو الجيش التركي الذي قبل بتنفيذ المطالب الروسية حول سحب النقاط العسكرية المتواجدة في مناطق سيطرة النظام في محيط إدلب، وهي خطوة تصب في صالح التهدئة والحفاظ على الهدوء النسبي في الجبهات أيضاَ.
من جهتها، تطالب روسيا تطالب بتسريع عمليات تأمين الطريق “إم-4” والبدء في تسيير دوريات مشتركة للتعجيل في إعادة تشغيله، كذلك تنتظر إبعاد التنظيمات السلفية عن المنطقة القريبة من الطريق، ومنطقة العمليات، لذا يبقى احتمال استئناف العمليات العسكرية احتمالاً وارداً في أي لحظة.
المصدر: المدن