نشرت المليشيات الإيرانية، مساء الثلاثاء، آليات عسكرية في معظم أحياء البوكمال بريف دير الزور، شرقي سورية، واستنفرت عناصرها الموجودين داخل المدينة.
جدّدت قوات النظام السوري صباح الثلاثاء، خرق وقف إطلاق النار في ريف إدلب شمال غربي البلاد، فيما ردّت فصائل المعارضة بقصف مواقع للنظام في مناطق متفرقة بريف إدلب وحماة واللاذقية.
وقال الناشط مصطفى محمد لـ”العربي الجديد” إن قوات النظام السوري جدّدت صباح اليوم قصفها المدفعي والصاروخي على قرى كنصفرة وسفوهن والفطيرة في ناحية جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي، موقعة أضراراً مادية جسيمة في ممتلكات المدنيين.
في المقابل، قصفت فصائل “الجبهة الوطنية للتحرير” مواقع لقوات النظام في محور معرة موخص بريف إدلب الجنوبي، ومحور معسكر جورين في سهل الغاب بريف حماة الشمالي الغربي، ومحور الكبانة في ريف اللاذقية الشمالي الشرقي.
وأشارت مصادر “العربي الجديد” إلى وقوع خسائر بشرية ومادية في صفوف النظام نتيجة القصف من المعارضة، والذي جرى بالمدفعية الثقيلة وصواريخ “غراد”، وجاء بعد ساعات من محاولة تسلّل لقوات النظام السوري في ريف حماة الشمالي الغربي وأسفرت عن مقتل 11 عنصراً من عناصر فصيل “جيش النصر” المنضوي في صفوف “الجبهة الوطنية للتحرير”.
وتواصل قوات النظام السوري بشكل شبه يومي عمليات خرق وقف إطلاق النار المتفق عليه بين روسيا وتركيا في مارس آذار العام الماضي.
إلى ذلك، أصيب القيادي العسكري في “الجيش الوطني السوري” أبو أسامة عبلة، بعدة طلقات أثناء محاولة اغتياله من قبل مجهولين على طريق المسعودية أخترين في ريف حلب الشمالي الشرقي، حيث هاجم مجهولون سيارته أثناء عبوره على الطريق وفروا إلى مكان مجهول.
وتشهد مناطق سيطرة الجيش الوطني بشكل متكرّر عمليات اغتيال ومحاولات اغتيال من قبل ملثمين على دراجات نارية، طاولت عناصر وقياديين في الجيش وإعلاميين ومدنيين، كان آخرها محاولة اغتيال مراسل “تلفزيون سوريا” في مدينة الباب الأسبوع الماضي.
وفي هذا السياق، أكدت مصادر لـ”العربي الجديد” أن فرق الشرطة العسكرية التابعة للمعارضة في المنطقة فكّكت أمس الإثنين، 3 عبوات ناسفة معدة للتفجير في مدن الباب وجرابلس وإعزاز، وهي حالة باتت متكررة في ظل العجز الأمني الذي تعاني منه سلطات المنطقة.
من جانبه، جدّد الجيش التركي قصفه على مواقع “قوات سورية الديمقراطية” (قسد) في ريف حلب الشمالي، مستهدفاً مواقع في قرى وبلدات مرعناز وعين دقنة والبيلونة ومحيط مدينة تل رفعت موقعاً أضراراً مادية، وفق ما ذكرته مصادر مقربة من “قسد” لـ”العربي الجديد”.
وشهدت خطوط التماس بين “قسد” والجيش الوطني السوري المدعوم من تركيا هدوءا شبه تام منذ قرابة أسبوع، تزامناً مع مفاوضات بين روسيا وتركيا من طرف وبين “قسد” وروسيا من طرف آخر حول مناطق سيطرة “قسد”، وأبرزها مدينة عين عيسى في ريف الرقة الشمالي الغربي.
شنّت “قوات سورية الديمقراطية” (قسد)، اليوم الثلاثاء، حملة اعتقالات واسعة في ريف الحسكة شمال شرقي سورية، طاولت عشرات المدنيين الموظفين في دوائرها الرسمية بذريعة الفساد، في حين قالت مصادر إن الحملة جاءت على خلفية رفض الموظفين الالتحاق بالتجنيد الإجباري في صفوف المليشيات.
شنّت قوات الأمن التابعة لقوات سورية الديمقراطية (قسد) مداهمة في بلدة أبو حمام بريف دير الزور الشرقي، بحثاً عن ناشطين معارضين لها شاركوا في المظاهرات السلمية الأخيرة بالمنطقة ضد “قسد”، وأكدت مصادر “العربي الجديد” أن المداهمة فشلت ولم تسفر عن اعتقال أحد، حيث فرّ الناشطون من المكان قبل وصول قوات “قسد”.
ويعمد الناشطون المعارضون لـ”قسد” إلى الاختفاء والتواري عن الأنظار ويتفادون المرور عبر حواجز “قسد” في عموم المناطق بشكل مستمرّ، خشية الاعتقال والسوق إلى السجون أو إلى معسكرات التجنيد الإجباري في صفوف المليشيات.
وكانت “قسد” قد جدّدت أمس الإثنين، حملات الاعتقال في مختلف المناطق الخاضعة لها في الحسكة ودير الزور والرقة، وطاولت الحملات عشرات الشبان بهدف التجنيد الإجباري وتهم تلفقها “قسد”، منها العمالة لتنظيم “داعش” وتركيا والنظام السوري.
قُتل قيادي سابق في “الجيش السوري الحرّ” مع ولده وابن أخته مساء أمس الإثنين، جراء هجوم من مجهولين في مدينة البصيرة بريف دير الزور، بعد ساعات من هجوم أدى لمقتل أحد وجهاء قبيلة العقيدات في قرية الحوايج.
وقالت مصادر لـ”العربي الجديد” إن مجهولين يستقلون دراجة نارية في مدينة البصيرة بريف دير الزور هاجموا القيادي السابق في “الجيش السوري الحرّ” أحمد علوان المعروف بـ”أبو صالح”، ومعه ولده صالح وابن أخته، ما أدى إلى مقتلهم على الفور، فيما لاذ المهاجمون بالفرار إلى جهة مجهولة.
وبحسب المصادر، فإن القيادي كان قد أصيب سابقاً خلال المعارك مع قوات النظام السوري في حي الحويقة بمدينة دير الزور، ما أدّى إلى بتر ساقيه وهو كان يعمل في الوقت الأخير في تصليح السيارات بريف دير الزور الشرقي.
وجاءت عملية اغتيال القيادي بعيد ساعات من مقتل “اطليوش اللافي الشتات” وابنه محمود أبو ياسين في منزلهما بقرية حوايج ذيبان في ريف دير الزور الشرقي، ما أدى إلى مقتلهما على الفور، وكان “الشتات” من وجهاء قبيلة العقيدات العربية.
وقتل رجل مساء أمس أيضاً برصاص مجهولين يستقلون دراجة نارية أمام مركز البريد في مدينة الشحيل بريف دير الزور الشرقي أيضاً، وذكرت مصادر لـ”العربي الجديد” أن التنظيم تبنى العملية وقال إنها بسبب عمالة الشخص لـ”استخبارات قسد”.
وارتفعت أخيراً وتيرة الهجمات على المدنيين والشخصيات القبلية والعشائرية من العرب في مناطق سيطرة “قسد”، وتتجه أصابع الاتهام إلى “قسد” وخلايا تنظيم “داعش”.
وكان الشيخ “طليوش” آخر الوجهاء الذين تعرضوا لعملية اغتيال، ومعروف عنه دوره الكبير في المنطقة في عمليات الصلح بين العشائر العربية، ولم تكن له أي علاقات مع أي طرف من أطراف سلطة الواقع في المنطقة، وأثارت عملية اغتياله حنق الناس في المنطقة على “قسد”.
المصدر: العربي الجديد