حسابات الأسد وروسيا تبعد إيران عن قطاع الخلوي

مصطفى محمد

عاد ملف المشغل الثالث للاتصالات الخلوية إلى سوريا، إلى جانب شركتي “سيريتل” و”MTN” إلى الواجهة مجدداً، مع ورود أنباء مؤكدة عن تقديم عدد كبير من الموظفين أصحاب الخبرة من الشركتين الأخيرتين استقالاتهم، بعد استقطابهم من جهة أخرى، وهو ما اعتبر مؤشراً قوياً على قرب الإعلان عن بدء المشغل الثالث بالعمل.

تزايُد الحديث مؤخراً عن شركة “إيماتيل” يؤكد أن اللمسات الأخيرة لإعلان بدء عمل الشركة رسمياً تجري بسرعة.

إيماتيل للاتصالات

على نحو مفاجئ، صعد اسم خضر علي ضاهر إلى قائمة رجال الأعمال في سوريا، حيث بدأت قائمة استثماراته بالتوسع، في مجالات المقاولات والبناء والمعدات والمعادن والشركات الأمنية والاتصالات.

أسس ضاهر، المكنى ب”أبي علي خضور”، شركة “إيماتيل” في بداية العام 2019، لبيع الأجهزة الخلوية، في المحافظات السورية، بينما تؤكد مصادر متطابقة، أن ضاهر ليس أكثر من واجهة لآل الأسد، ولأسماء زوجة بشار الأسد، على وجه التحديد.

قبل أسابيع، تصدرت الشركة واجهة الأخبار السورية، بإعلانها طرح هاتف “Iphone 12” الجديد في دمشق، وذلك على الرغم من إدراج اسم الشركة على لائحة عقوبات “قيصر” الأميركية.

ويرجح الباحث الاقتصادي يونس الكريم أن يكون المشغل الثالث من نصيب ضاهر، واجهة أسماء الأسد، لإلحاق الخسائر بشركة “سيريتل” المملوكة لرامي مخلوف، والتي لم يستطِع نظام الأسد الاستحواذ عليها.

وأضاف ل”المدن”، أن ما يجري الآن من تضييق على “سيريتل”، والتجهيز للمشغل الثالث، يشبه المعركة، حيث تنصب الجهود الآن على إلحاق أكبر خسائر ممكنة بمخلوف.

لكن هل من شأن إدراج “إيماتيل” على عقوبات “قيصر”، إرغام النظام السوري على عدم منحها المشغل الثالث؟، يجيب الكريم: “لن يعدم النظام الوسيلة، بالإعلان عن اسم شركة جديد، تحت مظلة إيماتيل”. وقال: “الشركة الجديدة ستحظى بامتيازات، ستؤدي إلى الاستحواذ على سوق الاتصالات، بالتالي تكبيد سيريتل خسائر فادحة، ستؤدي في نهاية المطاف إلى إفلاس الشركة الأخيرة”.

إبعاد إيران

وكان وزير الاتصالات والتقانة، في حكومة نظام الأسد، إياد الخطيب، قد أكد مطلع تشرين الأول/أكتوبر، استمرار العمل على إطلاق مشغل خلوي وطني، وأن الإجراءات في طور الانتهاء.

وسبق أن أعلنت مصادر النظام، أن المشغل الثالث “سيكون وطنياً بامتياز”، وذلك بعد رواج أنباء عن احتمال دخول شركة إيرانية الى سوق الاتصالات الخلوية في سوريا.

وحول الأسباب التي حالت دون دخول الشركة الإيرانية، قال الكريم: “لدى النظام حسابات أمنية معقدة، حيث يتخوف النظام وروسيا من خلفه، من أن تؤدي الشركة إلى زيادة نفوذ طهران في سوريا، والأهم أن العقوبات الأميركية والغربية لا تساعد الشركات الإيرانية على امتلاك التكنولوجيا اللازمة للدخول في سوق الاتصالات المتطورة”.

الأنباء عن دخول المشغل الخلوي الثالث إلى السوق السورية، ليس بالأمر الجديد، وتكرر كثيراَ خلال السنوات الأخيرة، ويُعتقد أن الخلاف بين الأسد ومخلوف سيؤدي في النهاية إلى تسريع الإعلان عنه.

المصدر: المدن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى