أسبوع حاسم لتشكيل الحكومة العراقية: شمخاني يسرّع مفاوضات الكتل السياسية

براء الشمري

على الرغم من استمرار حوارات القوى السياسية العراقية حتى ساعة متأخرة من ليل الأحد – الإثنين، إلا أنها لم تفضِ إلى اتفاق نهائي بشأن المرشح لتشكيل الحكومة الجديدة، وذلك مع دخول مشاورات تشكيل الحكومة مرحلة حرجة، إذ لم يعد أمام القوى السياسية، وخصوصاً العربية الشيعية منها، المعنية بقضية ترشيح رئيس الوزراء، سوى أسبوع واحد من المهلة الدستورية المحدَّدة لتكليف رئيس الحكومة بعد فشل محمد توفيق علاوي بتأليف كابينته.

وقالت مصادر سياسية مطلعة على مشاورات القوى العراقية لـ “العربي الجديد”، إن “أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني، الذي التقى أغلب قيادات الكتل السياسية المعنية بأزمة تسمية رئيس الحكومة، نجح مساء أمس الأحد، في تحريك عجلة المفاوضات، وذلك بعد تحقيقه تقارباً بين قيادات سياسية متقاطعة أصلاً، أخفق الرئيس العراقي برهم صالح في الأيام الماضية في جمعها باجتماع واحد”، وبحسب المصادر ذاتها، فإن الحديث بات الآن عن اسم المرشح، وهناك مؤشرات تدعو للتفاؤل بشأن قرب الاتفاق على أحد الأسماء المطروحة. وأضافت أن أسهم كلّ من مصطفى الكاظمي رئيس جهاز المخابرات العراقي، وكبير مستشاري ديوان الرئاسة علي شكري، ما زالت الأكثر حظاً حتى صباح الإثنين.

ورجحت المصادر أن يقود شمخاني، الذي أنهى زيارته إلى العراق صباح الإثنين عائداً إلى بلاده، “وساطة صلح بين زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، ورئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي؛ إذ تعتبر أطراف عدة، ومنها إيران، أن فشل رئيس الوزراء المكلف السابق، محمد توفيق علاوي بتشكيل حكومته هو بسبب الخلاف بين المالكي والصدر.

في المقابل، قال عضو البرلمان عن تحالف “سائرون” علاء صباح الربيعي، إن القوى السياسية وصلت إلى مرحلة العجز، بعد فشلها في تمرير حكومة علاوي، متوقعاً في تصريح صحافي دخول البلاد في أزمة صعبة ومستعصية.

وأشار إلى فشل الكتل السياسية في التوصل إلى حلول في ظل الظروف التي تعيشها البلاد، وانخفاض أسعار النفط، وتدهور الجانب السياسي، وأزمة فيروس كورونا العالمية، مبيناً أن هذه الكتل لا تعير أية أهمية للوضع الراهن، ولا توجد أي مباحثات جدية، وهي شعرت بالعجز بعد الأزمة التي خلقتها بإفشال تمرير علاوي.

وتابع أن “الكتل التي أفشلت تمرير علاوي غير متجانسة وغير متقاربة، لكنها تقاربت ضمن مشروع إفشاله للحفاظ على مكاسبها ومغانمها، من بينها السنة والكرد وبعض الأحزاب الشيعية”، متهماً هذه القوى بالسعي إلى إعادة المحاصصة، من خلال تدوير ذات الأسماء التي تم رفضها في السابق.

ووجه عضو البرلمان السابق عزت الشابندر، من خلال حسابه على موقع “تويتر”، رسالة إلى المعنيين بالاتفاق على تسمية رئيس الوزراء، وكذلك المتصدّين لترشيح أنفسهم، قال فيها إن “المسؤولية ليست نزهة، والمنصب لم يعد مغنماً بل (أصبح)مغرماً، ولم يعد تشريفاً بل هو تكليف بالجهاد في مواجهة أعتى الأزمات في وقت يقل العدد، وتعز عنده العدة”.

رسالة مخلصة مفتوحة الى المعنيين بالاتفاق على تسمية رئيس الوزراء و كذلك المتصدين لترشيح انفسهم ، المسؤولية ليست نزهة و المنصب لم يعُد مَغْنماً انما مغْرَم و لم يعُد تشريفاً بل هو تكليف بالجهاد في مواجهة اعتى الازمات في وقت يقلّ فيه العدد و تعزّ عنده العُدّة .

كما شدد القيادي في “تيار الحكمة” صلاح العرباوي على ضرورة إنهاء سيطرة القوى التقليدية على المشهد السياسي، مؤكداً في تغريدة على موقع “تويتر” أن معادلات عدة ينبغي تحطيمها، هي: “السياسة تتحكم بالاقتصاد، سلطة هرمة تحكم شعباً شاباً، أطراف قوية على حساب مركز ضعيف، قوى اللادولة تسيطر على الدولة”.

المصدر: العربي الجديد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى