ذكر قائد «الفرقة 210» في الجيش الإسرائيلي، العميد رومان غوفمان، أن قواته نفذت، خلال الأسابيع الماضية، «عمليات مداهمة استهدفت التحصينات السورية على خط التماس في هضبة الجولان السورية».
ونقل موقع «روسيا اليوم» عن غوفمان قوله في حديث لوكالة «تاس» الروسية، الجمعة: «نفذنا خلال الأسابيع الماضية عدة عمليات ضد التحصينات السورية، التي تمت إقامتها مباشرة على خط الحدود، وجزئياً على أراضينا. لهذا السبب هاجمناها، نفذنا عمليات، والعسكريون الذين هاجموا هذه النقاط فجروها وعادوا فوراً إلى مواقعهم ولم يبقوا هناك بعد المداهمات».
وأوضح غوفمان أن العملية نفذت على مرحلتين، حيث تم تدمير نقطة خلال الأولى، واثنتين أخريين في الثانية، مشدداً على أن المداهمات «جرت دون اشتباكات قتالية مباشرة». وتابع: «إسرائيل لا ترى حالياً أي تهديد من قبل سوريا كدولة، لكنها تخشى تعزيز تمركز مقاتلي (حزب الله) اللبناني في الجانب الشمالي من منطقة هضبة الجولان»، حسب «روسيا اليوم».
وقال، «التهديد الأكبر الذي أراه حينما أنظر إلى الحدود السورية يتمثل في إقامة خط جبهة من إيران و(حزب الله) في جنوب سوريا أمام إسرائيل. هذا هو التهديد الأهم. لا نرى تهديداً في السوريين، وسوريا، لأنها تمثل دولة عليها العمل على إعادة إعمار نفسها».
وأفيد في 21 من الشهر الماضي، بقصف صاروخي إسرائيلي في القنيطرة بالجولان السوري استهدف «مدرسة تضم موالين لإيران و(حزب الله)». وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، بأن «الاستهداف الصاروخي الذي نفذته إسرائيل خلال الساعات الفائتة على ريف القنيطرة، استهدف مدرسة يوجد فيها مجموعات موالية لـ(حزب الله) اللبناني والإيرانيين، وذلك في قرية الحرية الواقعة بريف القنيطرة الشمالي، وسط معلومات عن خسائر بشرية نتيجة الاستهداف الذي جرى عند منتصف ليل الثلاثاء – الأربعاء». وأطلق الجيش الإسرائيلي ليل الثلاثاء – الأربعاء، صاروخاً على موقع في القنيطرة في جنوب سوريا، حسبما أفاد به الإعلام الرسمي السوري. وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، إن «العدوّ الإسرائيلي شنّ عند منتصف الليلة عدواناً بصاروخ على مدرسة بريف القنيطرة الشمالي». وأضافت أنّ الصاروخ استهدف «مدرسة في قرية الحرية بريف القنيطرة الشمالي، واقتصرت الأضرار على الماديات».
ونادراً ما تؤكد إسرائيل تنفيذ هذه الضربات، إلا أنها تكرّر أنها ستواصل تصدّيها لما تصفها بمحاولات إيران الرامية إلى ترسيخ وجودها العسكري في سوريا، وإرسال أسلحة متطورة إلى «حزب الله» اللبناني. وقال وزير الأمن يني غانتس، في تصريحات للإذاعة الرسمية (كان)، وقتذاك: «أؤكد أن قواتنا لن تسمح لعناصر إرهابية ترسلها إيران أو (حزب الله) بالتموضع على المناطق الحدودية في الجولان. وكما نفعل بشكل مثابر طيلة الوقت، فسنعمل كل ما في وسعنا لدحرهم من هناك».
جاء ذلك بعدما كشفت إسرائيل أنها كانت قد نفذت هجوماً برياً داخل الأراضي السورية في شهر سبتمبر (أيلول) الماضي، قامت خلاله بتدمير موقعين للجيش، بدعوى الخوف من أن يستخدمهما «حزب الله» ضد إسرائيل. وقال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي، أبيحاي أدرعي، يومها، في منشور له عبر «تويتر»، إن «الجيش السوري كان يستخدم المواقع المدمرة بهدف الاستطلاع والأمن الروتيني. وفي ليل 21 – 22 سبتمبر، اقتحمت قوة من الجيش الإسرائيلي الحدود في أعقاب خرق الجيش السوري لاتفاق فض الاشتباك، الذي يحظر عليه التموضع العسكري في المنطقة العازلة – فض الاشتباك، ودمرت الموقعين».
كان هذا الهجوم بمثابة وضع حد لسياسة «غض الطرف» التي اتبعتها ضد النظام السوري، وسمحت له طيلة سنوات منذ بداية الحرب بأن يخرق التزاماته بموجب اتفاق فض الاشتباك الموقع بين إسرائيل وسوريا في جنيف، في 31 مايو (أيار) سنة 1974، ونص على بقاء الجيش الإسرائيلي في الجزء المحتل من الجولان، وعلى امتناع أي نشاط عسكري لسوريا في منطقة تبعد ما بين 20 و25 كيلو متراً شرق الجولان.
المصدر: الشرق الأوسط