ما تزال قضية مصروفي جريدة “المستقبل” المتواصلة منذ أكثر من ثلاث سنوات، تتفاقم وتتعقد، جرّاء كثرة الوعود الواهية و”الكاذبة” لإدارة الصحيفة والقيّمين عليها، الذين أغرقوا المصروفين بالمنّ والسلوى، وبسيل لا ينقطع من التسويفات ومشاريع الحلول الفضفاضة، التي لا تسمّن ولا تغني المصروفين عن جوع، على الرغم من الحلول التي تم الاتفاق عليها بالتنسيق مع وزارة العمل، التي تابعت الموضوع في عهد الوزير الأسبق كميل أبو سليمان، والتي تعهدت إدارة الصحيفة والقيمين عليها من خلالها، الإلتزام بتسديد المستحقات القديمة معطوفة على التعويضات، عبر دفعات شهرية متساوية مقسطة بالدولار لكلّ من المصروفين، كما تنصّ عقود عملهم مع المؤسسة.
ولكن، بفعل فاعل، تم تحويل الدولار الى العملة اللبنانية، وفق سعر صرف وهمي قيمته 1515 ليرة مقابل الدولار، ورضخ المصروفون لهذا الإجراء التعسّفي قسراً، لألف سبب وسبب، أقلّه الحاجة الى تحصيل الحقوق، وفجأة، توقفت عملية الدفع، متجاوزة كلّ الوعود والعهود من المعنيين في الصحيفة، إدارة ومالكين.
ولجأ المصروفون بعد جهد كبير الى الاتصال مباشرة برئيس تيار المستقبل” النائب سعد الحريري، والتقته اللجنة المنبثقة عنهم في منزله الكائن في منطقة “وادي أبو جميل”/ وسط بيروت، ووعدهم مع ابتسامة “صفراء ساذجة” بأن عملية الدفع ستعود الى الإنتظام في شهر أيلول، ولتأكيد “حسن” النيّة المزعوم، أكد لهم الحريري العمل على تسديد دفعة قبل العيد، وجاء العيد، وتم منح الموظفين دفعة لا تتجاوز 40% من قيمة الدفعات الشهرية المطلوب تسديدها بالدولار، لتبدأ معاناة المصروفين مع الحصول على الأموال مع المصارف المعنية. (وهذه قصة ثانية لا تقل خطورة عمّا سبق).
ومع تعاظم الأزمة سياسياً واقتصادياً في البلد، وتراجع أوضاع المصروفين الذين باتوا من دون عمل الى الحضيض القاتل، عادوا الى إطلاق صرخاتهم، مناشدين كل من يعنيهم الامر العمل على حلّ مشكلاتهم مع إدارة جريدة “المستقبل” ومالكيها، حفاظاً على حقوقهم المهدورة، والتي تناقصت قيمتها بنسبة 80%، وباتت في مهبّ رياح صعود صرف الدولار مقابل الليرة اللبنانية (الشهيدة)، وسياسة التسويف والمماطلة، وأسيرة الوعود الفضفاضة الكاذبة.
ويتضح من الطريقة التي يتم التعامل فيها مع مصروفي جريدة “المستقبل”، (الذين كانوا في غالبيتهم، من أبرز وأصدق الأوفياء لمسيرة الرئيس الشهيد رفيق الحريري)، أن هناك استغلالاً جلياً وكبيراً لنفوذ مالكي ومسؤولي الجريدة السياسي، جرّاء غياب الساهرين على تنفيذ القوانين عن القيام بواجباتهم تجاه هؤلاء، وعدم قدرة المصروفين على اللجوء الى القضاء، الذي يلاحق اليوم الشبان والشابات المحتجين في البلد على الأوضاع المعيشية، ويراعي مشاعر ومصالح كبار الفاسدين، الذين تتحدث عنهم الطبقة السياسية الحاكمة في كل مناسبة، بكرة وأصيلا.. وفقاً لتصريحات وإعلان أكثر من مسؤول سياسي.
وبُعيد معرفة المصروفين باللقاء الموعود للنائب الحريري مع برنامج “صار الوقت”، عبر قناة “أم تي في”، تداعوا الى لقاء عبر وسائل التواصل الإجتماعي، وقرروا إصدار بيان يسلط الضوء على مطالبهم، مطالبين الحريري بالوفاء بتعهده، وتسديد مستحقاتهم، وتبرئة ذمته أمام الله قبل الناس.
يمكن الضغط هنا لقراءة البيان”. مصروفو جريدة “المستقبل” يذكّرون الحريري بوعوده وعهوده…!
* المصدر: “المدارنت”..