إن الأحوازيين في داخل الوطن المحتل والمنفى من المقاومين والمثقفين والكتاب والشعراء والنخب والمطلعين والمراقبين المحنكين، يرحبون كل الترحيب بالأصوات المنادية بالدعم لقضيتنا الأحوازية سواءً من قبل أشقاءهم العرب أو من احرار العالم، ولكن في الوقت ذاته لا يقبلون أن تستخدم قضيتهم مجرد ورقة للبيع والمساومات السياسية هنا وهناك سواء في الوقت الراهن أو المستقبل. و يرفض الأحوازيون رفضاً باتاً وقاطعاً كل السياسات التي تحاول العبث -بإسم القضية الاحوازية العادلة والمظلومة جداً -وكذلك ترفض كل مظاهر التدخلات السلبية في البيت الداخلي ( الأحوازي) او ما شابه ذلك من اروقة الدول العميقة كما إننا نرفض بشدة قاطعة السياسات التي قد تحاول استخدام اسم الأحواز وذلك لأغراض سياسية وقتية ليس إلا، الهدف منها التغطية على أعمال ومصالح ضيقة أو ربما للاستهلاك المحلي أو للفت الانتباه وصرف أنظار ( الشعوب العربية) عما يدور من متغيرات وتقلبات داخل بلادهم ومواقف حكوماتهم داخلياً و خارجياً. إن الأحواز وهم اكثر من -عشرة مليون عربي- يُباد أهلها ويُجوعون ويُقتلون ويعانون من شتى صنوف القهر والعذابات وشظف العيش والجفاف والإعدامات والإعتقالات التعسفية والتهجير القسري وعمليات الاستيطان الفارسية..إلخ…التي تمارسها ضدهم السلطات الايرانية المتوحشة الإجرامية الدموية الفظيعة التي دمرت البشر والحجر والماء والسماء و الهواء وعمليات التلويث البيئي الخطير.. إنها آلاماً قاسية ومعاناة ما توقفت يوماً و منذ اكثر من تسعة عقود مسلطة على رقاب شعبنا وحياتهم اليومية ولم تتوقف للحظة واحدة حتى وقتا الحاضر، إذ لم يشهد بمثل هذه المأساة أي شعب بالعالم ومع هذا كله و في ظل القساوة والموت البطيء والتنكيل والتضييق والإعدامات لا يزال الأحوازيون صامدين ومرابطين على الرغم من إنهم عُزل لا حول لهم ولا قوة سوى الله، قابضين على الجمر بقوة و يقاومون بشراسة أعتى دولة ارهابية احتلت حتى الآن أربعة عواصم عربية مجتمعة! أن الأحوازيين خاضوا تجارب عديدة و قاسية إلى حد لا يصدقه العقل في صراعهم الطويل مع الإحتلال الايراني وهذا ما جعلهم متعطشين للحرية و الخلاص دائماً، استطاعوا و اكثر من غيرهم أن يعرفوا مواطن القوة والضعف لدى العدو واكتسبوا معرفة واسعة عن سياسات الدولة الايرانية الحقيرة وتوجهاتها الخسيسة بحكم السنين المريرة والتي ستزول عما قريب عن الأحواز وتصبح في خبر كان. بلى فقد مروا الأحوازيين بحروب ومواجهات دامية و تعلموا من خلالها خبرات عظيمة لا بأس بها إذ أنهم صاروا اكثر تحملا للمشاق و زادهم ذلك تكاتفاً و صلابةً وصبراً و وعياً و جلداً على المصاعب والمصائب.إنهم الآن براكين و قنابل موقوتة و ستتفجر تحت اقدام الظالمين الطغاة لا محالة. أما ما يتعلق بالدعم العربي أو الغربي نقول ما يلي : أن الأحواز (الطوق وصمام الأمان للوطن العربي) – بحاجة إلى الدعم السياسي الجاد على المستوى الدبلوماسي و اللوجستي والاستراتيجي، خاصة من الجانب العربي المتضرر اصلاً من مشروع “ايران” الإحتلالي التوسعي، إذا كان فعلاً يهمه هذا الأمر!؟ و من يبحث أو يعمل أو يخطط لتشكيل مشروع حقيقي رادع يجابه به السياسات الايرانية التي لا ولَم ولن تنقطع عن التدخل في شؤون الدول وخاصة البلاد العربية ،عليه أن يدعم الأحواز وشعبها المناضل،فيما إذا كان جاداً هذا الطرف أو ذاك في العمل الاستراتيجي لحماية أمنه القومي، فاليتجه للأحواز إن كان يعي حقاً أهميتها التاريخية و الجغرافية والإستراتيجية! أن ما يريده منكم الشعب العربي الأحوازي وقواه الوطنية ، أوكد ( قواه الوطنية الأحوازية المخلصة) في الداخل والمهجر و أعني من الأشقاء العرب، هو : الدعم السياسي والإعتراف العربي أولاً، بعدالة القضية الأحوازية الحقة، يعقب ذلك تباعاً، الإقرار والإعلان عنها رسمياً-أي عن (الأحواز أرض عربية) محتلة ايرانياً، والإعلان يصدر في إحدى دولكم أو في جامعة الدول العربية أو الخليجية أو دول العالم، كما يفعل المسؤوليين في “ايران” دائماو وعلى رأسهم روحاني “بزعمهم فلان بلد عربي تابع لفارس” ويكررون ذلك جهاراً نهاراً !؟ أيها السادة والسيدات المحترمون ويا أيها الأحرار في العالم إن مأساة شعبنا فاقت كل مأساة ولا تكفِ هذه الكلمات شرح كل ما يحصل لنا في الأحواز.! شعبنا أعزل وحيد بمفرده يقاوم بضراوة سلطة متوحشة ألا وهي دولة “ايران” التي وصل إجرامها الى العالم وخاصة في البلاد العربية وشعوبها! فيا أيها الأشقاء العرب والمسلمين ،إن كانت نواياكم اخوية و سليمة فجزاكم الله عنا خير الجزاء في الدنيا و الآخرة وستجدوننا لا ننزع حتى تنزعوا و إن كُنتُم كأخوة من رموا اخاهم في البئر و إن كان كلامكم عن الأحواز صادر عن مجرد فقاعات اعلامية لا تغن ولا تسمن من جوع، فنقول لكم بالله عليكم ابتعدوا و لا تزيدون جراح الأحواز والأحوازيين التي تنزف بغزارة جراحاً أخرى فوق جراحهم! وإن كان غير ذلك مما ذكرنا، فستجدوننا نعم العربي الشقيق والحليف ونعم الأيادي التي لا تنزع حتى تنزعوا. والله من وراء القصد.
387 3 دقائق