
يبني تيار السوريين العروبيين موقفه من السلطة السياسية الحالية على التوازن الدقيق بين التضامن والنقد البناء، استنادًا إلى أسس مبدئية استراتيجية وأرضية واقعية تسعى لتحقيق استقرار البلاد ووحدتها في ظل التحديات المستمرة.
هذا الموقف لا يقتصر على مجرد تفاعل ايجابي مع مجريات الواقع السياسي الحالي، بل يتسم أيضًا بتقييم نقدي مستمر للسياسات المتبعة، مع التركيز على أفق التحول السياسي الضروري للوصول إلى دولة وطنية ديمقراطية.
1- *السياق الراهن والتحديات الداخلية*:
موقف تيار السوريين العروبيين من السلطة السياسية المؤقتة ينطلق من قراءة دقيقة للوضع السوري المعقد، حيث تتابعت الأحداث منذ بداية الثورة في عام 2011، مرورًا بتدخلات مختلفة محلية ودولية، وحتى لحظة ما بعد فقدان حلب في عام 2016، وما نتج عنه من تحولات في موازين القوى. اليوم، تواجه سورية تحديات كبيرة تهدد وحدة الأراضي السورية، مثل الحركات الانفصالية في مناطق مثل الجزيرة السورية، والساحل، والسويداء. هذا بالإضافة إلى التهديدات الإقليمية والدولية التي تُمثلها التدخلات الإسرائيلية والسعي لتوسيع نطاق الاحتلال، بما في ذلك التوسع على حساب الأراضي السورية وضم الجولان المحتل.
2- *السلطة السياسية السورية الحالية في ظل المرحلة الانتقالية*:
يُعتبر التيار أن السلطة السياسية الحالية تُعد جزءًا من المرحلة الانتقالية في طريق الانتقال من الشرعية الثورية إلى الشرعية الدستورية، وفي هذا السياق، وبما ينسجم مع متطلبات الواقع الراهن يطرح تيار السوريين العروبيين استحقاقات أساسية يتطلب القيام بها كمدخل لبناء سورية المستقبل
وتتضمن:
١-توحيد الأراضي السورية: استعادة وحدة الدولة السورية بالكامل، وضمان عدم تفكيكها أو تقاسمها.
٢-الاستقرار والأمن: فرض الأمن وحماية المواطنين في جميع المناطق السورية.
٣-سيادة القانون: بناء دولة يسود فيها القانون، يتم فيها محاسبة كل من يخرق القوانين، وتطبيق العدالة لجميع المواطنين.
٤-إعادة التعافي الاقتصادي: إنعاش الاقتصاد السوري عبر سياسات تدعم إعادة بناء البنية التحتية، وزيادة الإنتاج، وتوفير سبل العيش الكريم للسوريين.
٥-العدالة الانتقالية: محاسبة المسؤولين عن الجرائم التي ارتكبت بحق الشعب السوري أثناء النزاع، والاعتراف بحقوق الضحايا.
٦-حرية الإنسان والمشاركة السياسية: تمكين المواطن السوري من ممارسة حقوقه السياسية، وضمان الحريات العامة والخاصة.
٧-الانتقال الديمقراطي: السعي لتحقيق الانتقال السلمي نحو دولة وطنية ديمقراطية تقوم على الانتخابات الحرة والنزيهة، وضمان استقلالية السلطات التنفيذية، التشريعية، والقضائية.
3- *التركيز على السيادة الوطنية*:
من أبرز الثوابت التي ينطلق منها موقف تيار السوريين العروبيين هو التأكيد على السيادة الوطنية السورية. في ظل الأوضاع الحالية، يرفض التيار كل محاولات التدخل الأجنبي أو فرض الهيمنة الخارجية على سورية. يضع التيار في أولوياته مواجهة التدخلات الإسرائيلية، والعمل على حماية الأراضي السورية، خاصة في الجولان المحتل. يجب أن تتضافر جهود الادارة السياسية إلى المسار الذي يسعى لتصحيح العلاقات الدولية مع القوى الكبرى بما يخدم مصلحة سورية، بعيدًا عن التبعية أو الاستسلام للضغوط الخارجية.
4- *الموقف المستقل مع النقد البناء*:
موقف تيار السوريين العروبيين موقف متوازن يستند إلى المصلحة الوطنية العليا في الحفاظ على وحدة سورية وسيادتها على كامل ترابها الوطني، ويتسم بالاستقلالية والنقدية المستمرة، حيث يسعى التيار إلى تأييد الإنجازات الإيجابية التي تحققت من قبل السلطة السياسية المؤقتة، مع تقديم الدعم في ظل الظروف الحالية التي تمر بها البلاد، لما يتماشى مع مصالح الشعب السوري، وفي نفس الوقت ينتقد السلبيات، ويعمل على تصويب السياسات الحكومية لتكون أكثر توافقًا مع تطلعات السوريين في بناء دولة ديمقراطية تُحقق العدالة والمساواة.
01-12-2025 *الأمانة العامة لتيار السوريين العروبيين*


