
– أسعد الشيباني لـ”المجلة”: لن نوقع اتفاقا مع إسرائيل دون الانسحاب إلى خط 7 ديسمبر… وهذا تصورنا للتفاهم مع “قسد”
– النقلة الكبرى كانت اللقاء في السعودية. الأمير محمد استخدم رصيده كمملكة ورصيده الشخصي لدعم سوريا
– بعدما تناولت الحلقة الأولى تفاصيل تفكيك “العقدة الروسية” ودور الدبلوماسية في صياغة رؤية سوريا الجديدة، نصل في هذه الحلقة الثانية والأخيرة في الحوار الشامل الذي أجرته “المجلة” مع وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني إلى المنعطف الحاسم في مسار دمشق الدبلوماسي، الانتقال من المقاربة الأميركية الحذرة إلى التعاون السياسي المباشر.
– قبل مايو، كانت واشنطن تمارس ما يسميه الشيباني: “مقاربة شرطية وحذرة… تراقب ولا تنفتح.” التقته أولا باربرا ليف مساعدة وزير الخارجية الأميركي بعد أسبوعين على سقوط نظام الأسد في 8 ديسمبر/كانون الأول 2024. ثم زميلتها ناتاشا فرانشيسكي في بروكسل، وقدمت لائحة مطالب واضحة. كانت الولايات المتحدة “تختبر” الحكومة السورية، لكنها لا تفتح أبوابها. العقوبات قائمة. التطبيع مجمّد. الحذر سيّد الموقف.
– لكن كل ذلك تغيّر في يوم واحد. يوم اجتمع الرئيس أحمد الشرع مع الرئيس دونالد ترمب في الرياض في 14 مايو/أيار، بدعوة ورعاية مباشرة من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان. يقول الشيباني بوضوح: “النقلة الكبرى كانت اللقاء في السعودية. الأمير محمد استخدم رصيده كمملكة ورصيده الشخصي لدعم سوريا.” ثم يكشف: “دعا ترمب لإزالة العقوبات… ودعا ترمب للقاء الرئيس أحمد الشرع”.
– كان لقاء الشرع مع ترمب وولي العهد السعودي، وشارك الرئيس رجب طيب أردوغان عبر الهاتف. ويقول الشيباني: “في ذلك اللقاء، كان الأمير محمد بن سلمان يزكّي سوريا. وكان أردوغان أيضا يزكّي سوريا”.
– النتيجة كانت فورية: “ترمب لديه علاقة جيدة جدا مع تركيا والسعودية… ومع هذا الدعم أصبح لديه انطباع إيجابي عن سوريا”.
ومن هنا تغيّر الموقف الأميركي: من اختبار إلى تبنٍ. من التحفظ إلى الدعم. من الحذر إلى التعاون.
– ثم جاءت اللحظة التاريخية، زيارة الشرع إلى البيت الأبيض. ولأول مرة في تاريخ سوريا، يدخل رئيس سوري المكتب البيضاوي. وهناك، انضمت سوريا إلى التحالف الدولي ضد “داعش” وحصلت دمشق على ثلاثة تعهدات أميركية: “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، إسرائيل، “قانون قيصر”.
– عن إسرائيل، يكشف: “نحن لا نذهب إلى سلام بأي ثمن. لن نوقّع أي اتفاق بينما تُحتل أرضنا. الشرط واضح: انسحاب كامل إلى خط 7 ديسمبر 2024. إن أرادوا اتفاقا، فليعودوا إلى الحدود. غير ذلك لا يوجد اتفاق… ولا تنازل”.
– – عن الاتفاق مع “قوات سوريا الديمقراطية”، يقول الشيباني: “نحن قدمنا كل شيء لـ”قسد”: اتفاقا، احتراما، حقوقا كاملة، تمثيلا، وحتى وساطة مع تركيا. ماذا يمكن أن نفعل أكثر؟ هذه ليست حلولا مؤقتة، بل شراكة حقيقية. لأول مرة، تركيا والولايات المتحدة اتفقتا على مقاربة واحدة… ونحن في قلبها.” ويتابع: “لم نطلب منهم الاستسلام ولا الذوبان. قلنا: تعالوا، اندمجوا، احصلوا على ضمانات، واحفظوا حقوقكم. هذه ليست تنازلات، هذه صيغة دولة”.
– عندما يُسأل عن موقع بلاده في خريطة المحاور، يجيب بجملة لا تقل وضوحا: “نحن لا نؤمن بالمحاور. نحن مثل الهوائي… أين تكون مصلحة سوريا نوجّه الإشارة”.
المصدر: المجلة


